بومرداس تحتضن الملتقى الوطني الثاني للأدب الأمازيغي

دعوة نحو الارتقاء بالتظاهرة لتكون ذات بعد دولي

دعوة نحو الارتقاء بالتظاهرة لتكون ذات بعد دولي
  • القراءات: 714
❊حنان س ❊حنان س

 

احتضنت دار الثقافة لمدينة بومرداس، أول أمس، الملتقى الوطني الثاني للأدب الأمازيغي حول "الشعر الأمازيغي بين التقليدي والحديث"، من تنظيم اتحاد الكتاب الجزائريين الذي يسعى إلى تكون الطبعات اللاحقة ذات بعد مغاربي وإفريقي، حسبما أكده رئيس الاتحاد، الأستاذ يوسف شقرة لـ«المساء"، على هامش الافتتاح.

جاء تنظيم الطبعة الثانية للملتقى الوطني الثاني للأدب الأمازيغي،  بالتنسيق مع المحافظة السامية للأمازيغية ومديرية الثقافة لبومرداس، بمشاركة نخبة من الأستاذة والباحثين في الأدب الأمازيغي من مختلف جامعات الوطن، للتأكيد على أهمية إجراء دراسة وتقييم الإبداع الشعري الأمازيغي، بهدف إرصائه في طريق الحداثة، وتشجيع التفكير العلمي الذي يرتكز على النقد الأدبي ووسائل النسر الحديثة.

في السياق، يقول الأستاذ يوسف شقرة، رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، إن أول خطوة في هذا المسار، كان تأسيس الرابطة الوطنية للأدب الأمازيغي التي أوكلت لها مهمة جمع التراث الأمازيغي وتسويقه، لتمكينه في ربوع الوطن، "واليوم يظهر أمامها تحدي الخروج به إلى العالمية، من خلال ترجمة النصوص الإبداعية الأمازيغية إلى اللغات العربية، الفرنسية والإنجليزية"، يقول محدث "المساء"، على هامش أشغال اليوم الأول من الملتقى المذكور، موضحا الانطلاق في تجسيد هذا المنحى، من خلال ترجمة أعمال الشاعر سي محند أومحند، "في انتظار أعمال أخرى ستكون حاضرة خلال فعاليات الطبعة الثالثة من هذا الملتقى، الذي نعمل على توسيعه إلى دول الجوار، بداية من الدول المغاربية، ثم الدول الإفريقية التي تشترك معنا في الأدب الأمازيغي"، يضيف الأستاذ شقرة، داعيا في هذا المقام جميع الجهات لدعم هذا المسعى، وإنجاح الارتقاء بنفس الملتقى، ليأخذ بعدا دوليا في طبعات لاحقة.

من جهته، يدعو الدكتور حسين تومي رئيس الرابطة الوطنية للأدب الأمازيغي، جميع السلطات التي يمكنها مد يد العون لتكون الطبعة الثالثة من نفس الملتقى ذات بعد مغاربي "لكي تتلاقح التجارب إثراء للموروث الأمازيغي المشترك.. وقد يساهم هذا المنحى في توحيد الشعوب المغاربية بفضل الثقافة، بعد أن فرقتها السياسة"، يقول محدث "المساء"، معتبرا أن أكبر تحدّ تواجهه الرابطة، يتمثل في التعريف بهذا الأدب الأمازيغي، في ظل انعدام المقروئية في المجتمع الجزائري وباللغة الأمازيغية تحديدا، معتبرا المسؤولية هنا مشتركة،  تتقاسمها العديد من الهيئات وفعاليات المجتمع المدني "المطلوب منه تحديدا أن يقحم نفسه في هذه القضية التي تعني الجميع"، يضيف الدكتور تومي.

اختير عنوان "الشعر الأمازيغي بين التقليدي والحديث" محور الطبعة الثانية للملتقى الوطني للأدب الأمازيغي، في سياق الاحتفالات الرسمية برأس السنة الأمازيغية، لإبراز دور الأدب الجزائري باللغة الأمازيغية، كرافد مهم وعنصر فعال في الثورة المجيدة والنضال ضد الاحتلال والاستبداد، ومن أجل كرامة الإنسان وحرية الشعب وعزة الوطن. كما يهدف منظمو نفس التظاهرة الثقافية إلى تأسيس تواصل الأجيال مع البعد الوطني الأمازيغي، باعتباره رصيدا وطنيا، حيث أكدت المحافظة السامية للأمازيغية، بأن الجميع مدعوون إلى العمل على ترسيخ موروثنا الأمازيغي لدى الأجيال الصاعدة، وحثهم على الافتخار والاعتزاز به، موضحة أن هذا المسعى النبيل العاكس لتصالح الشعب الجزائري مع أحد مكونات هويته الوطنية، "لابد أن ينأى بالأمازيغية عن كل التلاعبات والتصرفات المغرضة والدنيئة"، منوهة بالإجراءات التي اتخذتها الدولة لتدارك التقصير المسجل فيما مضى، مما يؤكد الإرادة القوية لأعلى هرم الدولة على إتمام ترميم الهوية الأمازيغية، مثلما تشير إليه رسالة سي الهاشمي عصاد، قرأتها ممثلة المحافظة فريدة ياسف.

نشير إلى أن الملتقى الوطني الثاني للأدب الأمازيغي، يعرف خلال يومين (14 و15 جانفي الجاري)، العديد من المحاضرات، مثل "الشعر الميزابي بين التقليد والحداثة، دراسة في الموضوعات والمضامين" للأستاذ يحي بن بهون حاج احمد من جامعة غرداية، و«أنثروبولوجية القصيدة الأمازيغية" للأستاذ خالد عقون من جامعة تيزي وزو، ومحاضرة للأستاذ طارق ثابت من جامعة باتنة، حول "الثورة والأرض في الشعر الأمازيغي الشاوي المعاصر"، ومحاضرة أخرى عن "الشعر الحساني الموضوعات بين التقليد والحداثة" للأستاذة خديجة بوصبيع، من جامعة تندوف، وغيرها من المحاضرات التي تصب في خانة الإبداع الامازيغي بكل متغيراته..