إحتضنت جامعة وهران1 «أحمد بلة» أوّل أمس، أشغال الملتقى الوطني الثالث حول «التراث الأدبي الجزائري، قراءة في التراكيب اللغوية»، المنظّم من قبل مختبر الدلالة في المستويات اللسانية في التراث الأدبي الجزائري.

الهدف من تنظيم هذه التظاهرة العلمية ـ حسب رئيس المختبر الدكتور عبد الكريم بكري ـ هو الإجابة عن جملة من الإشكالات المطروحة حول موضوع التراث الأدبي من حيث البنى التركيبية، وما توحي به من حمولات معرفية ودلالية، تبرز في مجملها ميزات وخصائص التراث الأدبي الجزائري، الذي لازال ـ حسبه - يحتاج إلى سواعد أبنائه لإماطة اللثام عنه والعناية به، من حيث الدراسة والتحليل، إلى جانب الوقوف على الحوصلة التي اكتسبها طلاب الدكتوراه من خلال مشاركتهم في الورشات والجلسات، على مدى تجسيدها عمليا في محاولاتهم البحثية، قصد نشرها في مجلة المختبر الموسومة بـ«المناهل» التي تصدر أبحاثا تطبّق على التراث الجزائري من خلال التطبيق اللغوي في النصوص واستخلاص القيم الجمالية بأدوات لغوية نحو، صرف، بلاغة، لسانيات وغيرها.

ودعا الدكتور بكري لأن نفكّر في الوعاء الذي يشكّل الفكر، وهو اللغة، ومنه تأتي أهمية اختيار موضوع الملتقى الذي يحمل جانبا بيداغوجيا وتربويا وكذا تكوينيا لأنّ القواعد والمستويات اللغوية والنظرية حاليا تدرس نظريا بعيدة عن التطبيق، بينما المكان الطبيعي للدراسة اللغوية، يبدأ من النص الذي ينبغي أن يخدمه باعتبار أنّ اللغة هي تواصل، والنحو هي الأدوات التي تفصل هذه المعاني الدقيقة والدلالات الكافية.

ووجّه المتحدّث بالمناسبة دعوة للباحثين للاهتمام بالنحو، ليس فقط لتجنّب اللحن، بل كذلك لملاحقة المعاني والدلالات المختلفة التي يتضمّنها نصّ معيّن، حيث أعطى أمثلة من القرآن الكريم الذي يعتبر نموذجا على اللغة بالدلالة التي لا تقتصر على الأدب فقط، بل تتعداه إلى مجال القانون والتاريخ، كما يتبنى المختبر تأطير طلبة الماجستير والدكتوراه في هذا الجانب، ويوجّههم من خلال المشرفين والقراءات من خلال المجلة، التي تصدر عن المختبر، يشجّعون على الكتابة فيها وتوجّههم من خلال المشرفين على المجلة التي يصدرها، كما يشتغل المختبر على إيجاد لقاء اللغوية بالنصوص الأدبية، وغيرها من المجالات، مثل اللسانيات، التاريخ والنص القانوني، ويعمل على أن تلتقي النظريات اللغوية.

وناقش المشاركون في الملتقى من أساتذة مختلف جامعات الوطن منها غليزان، الشلف، تلمسان، مستغانم، معسكر، العديد من المحاور على غرار «دلالة التراكيب اللغوية في التراث الأدبي الجزائري»، «التحليل الدلالي للتراث الأدبي الجزائري»، «التحليل الدلالي المفرداتي للتراث الأدبي الجزائري»، «التحليل الجملي للتراث الأدبي الجزائري» و«التحليل الدلالي النصي للتراث الأدبي الجزائري».