الجمعية القاسمية الثقافية والتراثية لورقلة
دعوة لحماية كنوز القصر العتيق

- 682

تشكل مسألة حماية التراث الثقافي المحلي، من أبرز اهتمامات الجمعية القاسمية الثقافية والتراثية بالقصر العتيق لمدينة ورقلة، والتي تساهم في مساعي المحافظة على التراث الثقافي المادي واللامادي، الذي يشتهر به سكان هذا الفضاء العمراني العريق، كما استفيد لدى مسؤولي الجمعية.
ومن بين تلك الجهود، توفر الجمعية على مكتبة تراثية، تضم بين رفوفها نحو 300 عنوان من المطبوعات والمخطوطات القديمة التي تتحدث عن تاريخ مدينة ورقلة، ومختلف الحقب التي مرت بها، وكذا أعلامها ومشايخها الذين تركوا بصماتهم في المشهد الديني والثقافي والتراثي بالمنطقة، مثلما صرح رئيس الجمعية، إبراهيم رزقي. كما تزخر المكتبة بمعلومات متنوعة حول سيرورة الحياة اليومية للمجتمع الورقلي قديما، وكذا الأنشطة الممارسة حينها، من تجارة و فلاحة وصناعة تقليدية، فضلا عن كيفية تحرير عقود الزواج سابقا، وآليات تقسيم الميراث وغيرها من الشؤون التي تهم المجتمع آنذاك، وفق ما شرح ذات المتحدث.
تفتح مكتبة الجمعية أبوابها أمام الجمهور، لاسيما الشباب، حيث تضمن لهذه الفئة أنشطة تحسيسية حول أهمية التراث الثقافي المادي واللامادي، والسبل الكفيلة للمحافظة عليه، وكذا التعريف به للأجيال الصاعدة بهدف ضمان استدامته، كما أشير إليه. تساهم الجمعية أيضا، في أنشطة اجتماعية أخرى، لاسيما منها تأطير وتوجيه الشباب، وتوعيته بخصوص تجنب أخطار بعض الآفات الاجتماعية المتفشية، استنادا لنفس المصدر. تنظم تلك المبادرات التحسيسية لاحتضان الشباب، على شكل ورشات متعددة، ومن بينها ورشات الأشغال اليدوية، والمجموعات الصوتية، وأيضا تحفيظ القرآن الكريم، وأنشطة أخرى، حسب ما تم شرحه.
وضمن الآفاق المستقبلية، تعتزم الجمعية "القاسمية" الثقافية والتراثية بالقصر العتيق في ورقلة، التي تأسست في 29 فبراير 2016، إنشاء لجنة علمية تضم كوكبة من الأساتذة والمثقفين، لتدريس مختلف أنواع العلوم لفائدة الشباب، في إطار سعيها لاستقطاب المزيد منهم، وتزويدهم بشتى حقول العلم والمعرفة، بما يضمن مرافقتهم وتحصينهم وحمايتهم من الآفات التي تهدد تماسك المجتمع، كما أكد رئيس الجمعية.