ندوة المتوجين بمهرجان المسرح المحترف

دعوة لإلغاء الجوائز

دعوة لإلغاء الجوائز
  • القراءات: 570
دليلة مالك دليلة مالك

نظمت ندوة "لقاء المتوجين في المهرجان الوطني للمسرح المحترف"، أول أمس، بالمسرح الوطني الجزائري، لحساب البرنامج العام للدورة 14 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، تحت إدارة الدكتور والمسرحي لخضر منصوري، بحضور مخرج متوج واحد، وهو شوقي بوزيد، فيما غاب بقية المدعوين للندوة، مثل المخرجين أحمد رزاق وفوزي بن براهيم وعز الدين عبار.

في المستهل، قال الدكتور لخضر منصوري، إن جوهر "الصنعة المسرحية" هو كل الإبداعات، مع العلم أن هذا الجوهر ليس قالبا جامدا ويترك للفنان حرية الانطلاق، سواء عبر الاعتداء على القوالب الجاهزة أو شق طريق جديدة، دون تجاهل القواعد الأساسية للنشاط المسرحي، مضيفا أن أساليب جديدة ظهرت بفضل اجتهادات قدمها مخرجون جزائريون.

أول مداخلة كانت للمخرج شوقي بوزيد، الذي يعتقد أن الجوائز لا تشكل عائقا أمام المتوج، بل يتلخص المشكل في الذهنيات العربية وفي العالم الثالث عموما، معتبرا أن الجائزة في مهرجان لا تعني أن الفائز بها هو سيد القوم وأحسنهم، ناهيك على أنها لا تجعل من الفنان الأفضل، بل تضيف له راحة نفسية، وأضاف "عندما نتفق على هذا، تذهب حمى الكواليس ولن تكون الأفضل إلا بما تقدم، وعندما نقدم عرضا، هناك من لا يتقبل العرض ولا يعجبه، ولجنة التحكيم لا تقيس عملك على الحركة المسرحية الجزائرية، بل مع الأعمال التي دخلت معك المنافسة، ويجب أن نفهم أنه عندما تتوج بالجائزة، تبقى أنت ولن يتغير فيك شيئ".

دعا شوقي بوزيد إلى إلغاء الجوائز، لأن فيها ذاتية وحسابات أخرى، وهذا الأمر مطروح على ضمير لجنة التحكيم، معتقدا أنه حدثت كوارث في المهرجانات السابقة، وتتويج البعض غير مقبول تماما.

عن تجربته، قال بوزيد؛ إنه كان يريد التتويج بجائزة مهرجان المسرح المحترف، وحصل ذلك، لكن لا شيء تغير فيه، مشيرا إلى أنه اقترح على محافظ المهرجان محمد يحياوي إلغاء الجوائز في المهرجان، كما قدم مقترحا آخرا، بأن تٌكون لجان التحكيم من النقاد للخروج من الذاتية، مشيرا في الوقت عينه، إلى أن الجميل في التظاهرة هو أنه صار مهرجانا وطنيا.

يعتقد المخرج جمال قرمي، أن أي مخرج مسرحي يبني عمله على الصدق والضمير المهني، إضافة إلى أن نجاح العرض يمر عبر اختيار نص وتوزيع جيدين، والهدف الأسمى هو كيفية إيصال المادة الورقية للجمهور، لإعطاء الفرجة وجرعة أوكسجين للجمهور، فيما تبقى الجائزة عبارة عن تحفيز معنوي يمكن أن تكون نعمة ونقمة.

من جهته، أوضح محمد يحياوي، محافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف، بخصوص مقترح شوقي يوزيد، وقال؛ إن الجائزة تحفيز، وتابع "بعض المخرجين طلبوا مني إلغاء الجوائز، وأنا كمحافظ، نقلت على الوزير الأسبق للثقافة عز الدين ميهوبي، الموضوع وقابله بالرفض".

وأردف يحياوي "تبقى الجوائز مكسبا للفنان وتدفعه للتفكير أكثر، والمهرجان فضاء تنافسي، أنا في تحدٍ مستمر من أجل إقامة المهرجان، وأدرك أنه إذا توقف سنة واحدة، لن يعود من جديد، لهذا علينا أن نتكاتف، وبالنسبة للجوائز، يبقى رأي وتقدير لجنة التحكيم هو الأساس".

كان للمخرج جمال قرمي رأي مختلف في الموضوع، وأكد أن هناك أمثلة عديدة ممن توجوا بجوائز، وبعدها سقطوا سقوطا حرا ودخلوا في متاهات، مضيفا أن هذه الجوائز تركت المبدع في حلقة مغلقة.