الملتقى الوطني الأول حول الترجمة الأدبية بتيزي وزو

دعوة لإعطاء الأهمية للترجمة والتعريف بآداب الجزائر

دعوة لإعطاء الأهمية للترجمة والتعريف بآداب الجزائر
الملتقى الوطني الأول حول الترجمة الأدبية بتيزي وزو
  • القراءات: 801
❊  س.زميحي ❊ س.زميحي

دعا المشاركون في أشغال الملتقى الوطني الأوّل حول الترجمة الأدبية، الذي احتضنته ولاية تيزي وزو على مدار يومين، إلى التعريف بآداب الجزائر للغير،  عبر ترجمة الزخم الكبير من المراجع الموجودة، وتشجيع المبادرات الفردية المساهمة في الآداب والترجمة، متأسفين عن جملة من المشاكل والصعوبات التي تواجه الترجمة في الجزائر، لاسيما عدم إعطاء أهمية لهذا المجال وغياب أي تحفيز للمترجم.

في هذا الصدد، قالت ريمة بركراك من جامعة سطيف”2”، في محاضرة بين ضيافة اللغة وحق الاختلاف، أن الترجمة ليست مجرد وصف، إنما هي إبداع مواز مع النص الأصلي، مضيفة أن الترجمة ليس إيجاد مقابلات لغوية، إنما هو انتقال بين كونين ثقافيين في محاولة للتموقع فيهما، مؤكدة على أن الترجمة الأدبية إن اختلفت وتعددت لا تعتبر خيانة ولا جريمة في حق النص.

وأعقبت كريمة قاسم من جامعة وهران ”1” في محاضرة حول نقد الترجمة مقاربة في تعليمية الترجمة، بالتطرق إلى تساؤلات عن إمكانية إدراج نقد الترجمة ضمن تدريسها، وهل نقد الترجمة كفيل بتحسين المردود الترجمي؟، وهل يعتبر نقد الترجمة سبيلا للنهوض بجودة تدريس الترجمة؟ وغيرها من التساؤلات. موضحة أن الهدف التعلمي لنقد الترجمة أنه تكوين يساعد على إثراء المعلومات والكشف عن مواضيع مختلفة وإنماء الكفاءات اللغوية وغيرها.

تطرقت المحاضرة خليل لامية من جامعة الجزائر ”2”، في محاضرة حول الترجمة الأدبية، الواقع، إلى أنّ الأدب الجزائري ثري، وهو حصاد تراث ذاكرة جماعية، عادات علمانية، وتراث متعدد الثقافات. مضيفة أن الأدب يعبر بثلاث لغات؛ الفرنسية، العربية والأمازيغية. رغم أن اللغة الفرنسية أخذت القمة وحصة الأسد في الإنتاجات الأدبية، إلا أن للغات الأخرى حصتها الهامة مهما يكن عدد المراجع المنتجة.

أشارت في حديثها عن ترجمة أعمال باللغة الفرنسية نحو العربية، إلى أن الثراء اللغوي، هو بروز آداب بالتعبير الفرنسي مع أسماء عملاقة في الأدب العالمي، وقالت بأن الأعمال المنتجة أشعلت فضول قراء اللغة العربية، مما جعل بعض الجامعيين يعملون على ترجمتها. مؤكدة أن سوق الترجمة في الجزائر أقل مما ينتظره ويحتاجه الجزائري بشرائحه المختلفة، مضيفة أن الترجمة التي تكافح من أجل الظهور، حسب رأي المترجم والأديب جيلالي خلاص، الذي قال في المجاهد عام 2012 الجزائر لا تترجم أكثر من 20 كتابا في السنة، مقارنة بالمعدل المتوسط الذي يتراوح بين 80 و100 كتاب مترجم في المغرب، ومن 60 إلى 70 كتابا مترجما في تونس”.

تطرقت المحاضرة إلى المترجم مارسل بوا، الذي كانت له آمال كبيرة في الترجمة في الجزائر، حيث أكد في تصريح عدد الكتاب الجزائريين اليوم يتزايد في اللغة العربية، الأمازيغية والفرنسية، وهناك عمل في الأفق من أجل جيل من المترجمين”.

حثّت الجامعية خليل، على العمل في سبيل إعطاء أهمية للمبادرات الفردية في كل اللغات بغية تطوير الترجمة، مؤكدة أن كل الآداب مرحّب بها ويجب العمل على التعريف بآدابنا للغير، حتى وإن كان صعبا في بعض الأحيان، نظرا لهذا الثراء، وتحفيز أكثر للمترجمين، مع إعطاء أهمية أكثر للترجمة.

للإشارة، فإن أشغال الملتقى عن نقد وتعليم الترجمة الأدبية، كيف ولماذا؟، الذي تنظمه كلية الآداب واللغات، قسم الترجمة لجامعة مولود معمري على مستوى الأوديتوريوم، عرف مشاركة جامعيين  قدموا من مختلف ولايات الوطن منها؛ وهران، قسنطينة، تيزي وزو، بجاية، الجلفة، سطيف وغيرها، حيث أثروا الملتقى بإلقاء جملة من المحاضرات، منها الترجمة والنصوص الإبداعية، صعوبات الترجمة في ظل تقنيات الترجمة، ترجمة النصوص الأدبية، تكافؤ أم تماثل، وغيرها من المداخلات التي من شأنها الخروج بتوصيات لإعطاء أهمية للترجمة الأدبية بما يخدم القارئ والآداب.