في مئوية مؤسس الرواية الجزائرية المعرّبة

دعوة لإعادة قراءة أعمال بن هدوقة

دعوة لإعادة قراءة أعمال بن هدوقة
  • 221
د. مالك د. مالك

في إطار فعاليات الطبعة الثامنة والعشرين من صالون الجزائر الدولي للكتاب، شهدت قاعة المحاضرات الكبرى "آسيا جبار" ندوة بعنوان "في مئوية ميلاده، كيف نقرأ بن هدوقة"، لتسليط الضوء على مسيرة الأديب الكبير عبد الحميد بن هدوقة، أحد أعمدة الرواية الجزائرية الحديثة، وصاحب رواية "ريح الجنوب".

أجمع المشاركون على أهمية استعادة كبار الكتّاب الجزائريين، وخصوصًا بن هدوقة، من خلال إدراج أعمالهم ضمن المنظومة التربوية والجامعية، لما تحمله من قيمة أدبية وفكرية تسهم في بناء تراكم ثقافي للأجيال القادمة. ، وأكّد الكاتب واسيني الأعرج، في هذا السياق، أنّ بن هدوقة ليس مجرّد كاتب كبير، بل مؤسّس الرواية الجزائرية المعرّبة، إذ أرست أعماله أسس هذا الفن ومنحته هويته المتكاملة، رغم وجود تجارب سابقة، مثل روايات أحمد رضا حوحو، التي لم تصل إلى مستوى البنية الفنية المتكاملة التي تحقّقت على يد بن هدوقة. 

وأشار الأعرج إلى قدرة الكاتب الفريدة على الاستماع لعصره ومجتمعه، كما تجسّدت في رواياته التي تناولت التحديات الاجتماعية والسياسية، مستشهدًا برواية "ريح الجنوب" التي توقّع فيها الانتكاسات بعد الاستقلال، من خلال نهاية انتصار الإقطاعي. ودعا إلى إعادة قراءة أعماله بأدوات نقدية حديثة وتنظيم ملتقى وطني بمناسبة مئويته.

بدورها، أشارت الباحثة سامية إدريس إلى تنوّع إبداع بن هدوقة بين الرواية والقصة والشعر والكتابة الإذاعية، مع التركيز على معالجة التحوّلات الاجتماعية والثقافية بأسلوب واقعي، ودعت إلى إدراج أعماله ضمن المناهج الجامعية لتعزيز الفكر الأدبي والنقدي لدى الطلاب. من جانبه، شدّد الناقد بختي ضيف الله على ضرورة اعتماد "عتبات جديدة" لقراءة أعمال بن هدوقة، التي رصدت بدقة مراحل التحوّل السياسي والاجتماعي للجزائر.

وقدّم نجل الراحل، الإعلامي أنيس بن هدوقة، شهادة إنسانية عن والده، مبيّنًا كيف عاش مراحل تاريخية حسّاسة، وأشار إلى شغفه بالإبداع والثقافة، رغم معاناته مع حرق مكتبة والده، معتبراً أنّ رواية "ريح الجنوب" تحفة فنية خالدة تمثّل تجربة إنسانية عميقة، داعيًا إلى استعادة أعمال كبار الأدباء الجزائريين لتثمين قيمتهم الثقافية والإنسانية.