يوم دراسي "فيما يقوله عن بلده.."

دعوة لإدراج بعض نصوص ميموني في المنهاج الدراسي

دعوة لإدراج بعض نصوص ميموني في المنهاج الدراسي
  • القراءات: 532
حنان. س حنان. س

نظمت مديرية الثقافة والفنون لبومرداس، بالتنسيق مع مخبر الدراسات الاستدلالية بجامعة الجزائر "2"، أول أمس، يوما دراسيا حول الروائي الراحل رشيد ميموني، بعنوان فيما يقوله عن بلده: تنويعات حول ملمح جمالي"، حيث قدمت مداخلات عن كتابات الروائي، أبرز من خلالها جدلية الانفتاح في الجزائر بين الماضي والحاضر. تناول المشاركون خلال هذا اليوم الدراسي، أعمال الروائي الراحل ورؤيته النقدية للواقع المعيش سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، من كل النواحي، من خلال قراءة متأنية لأبرز رواياته، منها "اللعنة" و"طومبيزا" التي أبرز فيها رشيد ميموني "أزمة الهوية.. ومشكل اللاعدل والبؤس في بلد فتي يبحث عن تأسيس نفسه"، مثلما أشارت إليه الأستاذة نوال كريم من جامعة الجزائر "2"، خلال تقديمها لقراءة "طومبيزا" التي لفتت أيضا، إلى أنها رواية عكست بعضا من معاناة المجتمع الجزائري، وبحثه عن أصالة هويته في زمن العصرنة والحداثة، وهو ما ظهر، حسب المتدخلة، من خلال عمل ميموني النابع من الواقع اليومي المعبر عن هموم المواطن.

كما تناول اليوم الدراسي، الإشارة إلى أن كتابات الروائي الراحل لم تكن لتخطئ أهم الأحداث التاريخية التي مرت بها الجزائر، لعل أهمها أحداث 8 ماي 1945، التي كانت اللبنة لاندلاع الثورة التحريرية، حيث ساهمت هذه الأحداث في تشكيل أسلوب الكتابة الروائية لدى أهم فطاحلة الأدب الجزائري، ومنهم رشيد ميموني الذي ورث ثقافة الكفاح، مما جعل كتاباته تكتسي طابع الثائر ضد الواقع المر وضد اللاعدالة، كما أكسبته كذلك مسؤولية أخلاقية أمام ما يحدث من تغيرات في المجتمع الجزائري ما بعد الاستقلال، وكيف السبيل للنجاة من سلبيات العصرنة والحداثة وما بعد الحداثة، حسب ما يشير إليه الأستاذ يوسف ايمون، في مداخلته المطولة التي عنونها اللامكان وسيميولوجية الفراغ في رواية حزام الغولة".

اعتبر المتدخل أنه لا يمكن الحديث عن رشيد ميموني، دون الإشارة إلى أسلوبه الفلسفي المعتمد على جمالية المكان، مع حث القارئ على تخيل تلك الأماكن، وحثه في المقابل، على التفكير بشكل مغاير لفهم الرسالة التي يريد الكاتب إيصالها، بالتالي محاولة فهم الواقع المعيش. وأسهب المتدخل في عرض قراءته ليس فقط لرواية "حزام الغولة"، إنما لأدب رشيد ميموني ككل، الذي لفت لكونه أدبا ذا علاقة قوية جدا بالمجتمع الجزائري، بالنظر إلى انغماسه كروائي بشكل كبير في مجتمعه، وهو ما جعل المحاضر يدعو إلى أهمية التأسيس لثقافة قراءة الرواية الجزائرية لدى الأجيال الصاعدة، كونها بمثابة المرايا العاكسة للمجتمع ضمن حقب زمنية معينة، لكنها بأبعاد الحاضر والمستقبل.

فروايات ميموني المختلفة، يضيف الأستاذ ايمون، نابعة من أدب ذي علاقة قوية بالواقع الجزائري، وهي بالتالي موجهة للجزائريين، داعيا الجهات المختصة في هذا الصدد، إلى تبني بعض النصوص الأدبية أو فقرات من كتابات الروائي الراحل ضمن المنهاج الدراسي، لاسيما في الطور الثانوي، ليس فقط لإحياء ذكرى هذا الأديب الفذ، وإنما لحث الجيل الجديد على التفكير الفلسفي ورؤية الواقع من كل زواياه، بعيدا عن تكنولوجيات العصر الحديث وهالات العالم الافتراضي.