الملتقى الدولي حول رشيد ميموني ببومرداس

دعوة لإحياء جائزة «أدب الطفل»

دعوة لإحياء جائزة «أدب الطفل»
المشاركون في أشغال الملتقى الدولي الأوّل حول الكاتب «رشيد ميموني» حنان. س
  • القراءات: 1070
 حنان. س حنان. س

افتتحت ببومرداس، أمس، النسخة الأولى للملتقى الدولي حول الروائي رشيد ميموني، الذي اختير له شعار «قطائع وتجديدات»، حيث سعت الجهات المختصة طوال سنوات سابقة إلى الرقي باللقاء الخاص بهذا الأديب الفذ، لتحقّق ذلك هذه السنة التي تسجّل مشاركة نخبة من الأدباء والنّقاد الجزائريين وكذا من فرنسا وتونس.

ثمّن المشاركون في أشغال الملتقى الدولي الأوّل حول الكاتب «رشيد ميموني» الارتقاء بهذه التظاهرة التي تدرجت منذ سنوات من كونها أياما وطنية إلى ملتقى جهوي، إلى ملتقى وطني ليتّخذ هذه السنة صبغة دولية بمشاركة مميزة من طرف الأستاذ بن عودة لبداعي، من جامعة ليون لفرنسية والأستاذ محمد آيت موهوب، أستاذ بجامعة تونس، إلى جانب ثلة من الأساتذة والباحثين والنقاد الجزائريين، كما أنّ طبعة 2018 لملتقى «رشيد ميموني» خصّص لها يومان لتدارس أدب هذا الروائي الذي عايش أهم التحولات التي عاشتها الجزائر، بدءا بمرحلة الثورة التحريرية إلى الاستقلال ثم سنوات المأساة الوطنية، حيث أبدع في تصوير تلك الحقب الزمنية في مختلف رواياته لاسيما «طومبيزا» و»النهر المحول» و»شرف القبيلة» وغيرها من الأعمال الأدبية، متحدثا في نفس الوقت عن أهم التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية للجزائر، حسبما أشار إليه الأستاذ عبد الحميد بورايو، الذي افتتحت محاضرته أشغال الملتقى تحت عنوان «نظرة عامة حول الإنجاز الروائي لرشيد ميموني»، غير أنّ الأستاذ فضّل إلى جانب ذلك دعوة السلطات الولائية لبومرداس إلى إعادة إحياء «جائزة أدب الطفل»، تحمل اسم «رشيد ميموني» وتكون موجّهة للجمهور الصغير، كما دعا كذلك السلطات المعنية وعلى رأسها وزارتا التربية والتعليم العالي إلى إدراج أعمال هذا الروائي ووضعها أمام الناشئة عبر مختلف الأطوار الدراسية عن طريق تلخيص أدبه وتبسيطه، وقال إنّ التنسيق ممكن جدا في هذا المجال ليستذكر رشيد ميموني، على مدار السنة وليس في مناسبات معينة.

من جهته دعا الكاتب والمخرج المسرحي عمر فطموش، إلى إنشاء «مؤسسة رشيد ميموني» أسوة بالمؤسسات التي تحمل أسماء عظماء من الجزائر وقال لـ»المساء» على هامش نفس الفعالية إنّ هدف هذه المؤسّسة يتلخّص في تنظيم جلسات حول أدب هذا الروائي الكبير لجعله قريبا من الأجيال الصاعدة، كما تعهد لهذه المؤسّسة ـ حسبه ـ التكفّل بكتابات ميموني، وتسهيل وصولها إلى القرّاء، حيث طرح إشكالية الأعمال الأدبية الرائعة للروائي التي تبقى غائبة عن السوق المحلية، وقال إنّ المشكل يتلخّص في حقوق المؤلف ودور النشر، معتبرا إمكانية تجاوز هذا الإشكال في تنسيق لقاء تعاون وتشاور بين هذه الأطراف لرفع هذا الالتباس.

وشهدت الجلسة الصباحية للملتقى تدخّل مدير دائرة الكتاب بوزارة الثقافة جمال فوغالي، الذي أوضح رعاية وزارة الثقافة لهذه التظاهرة وتخصيصها لغلاف مالي ما سمح بالارتقاء بها إلى طبعة دولية هذه السنة، مؤكدا في السياق أنّ العمل لن يبقى في هذا المستوى «بل ستعمل الوزارة، على الارتقاء أكثر به في السنوات اللاحقة حتى نتمكن من إعطاء رشيد ميموني، الكاتب والروائي حقه»، بينما أبدى المفتش العام للوزارة حكيم ميلود، من جهته ارتياحه لتحقيق التظاهرة المبتغى الأسمى في أن تتحوّل من مجرد أيام وطنية إلى ملتقى دولي تحضره أسماء لامعة في الأدب، معتبرا رشيد ميموني «الكاتب الملتزم الذي كتب في زمن صعب كانت فيه الكتابة تشكّل خطرا»، ودعا المنظمين للعمل على «إعادة إحياء كتابات ميموني بنشر أعماله الكاملة»، معتبرا ذلك «من ضمن الوصايا التي خلدها الكاتب في «يوميات طنجة» «ونحن اليوم مطالبون بالدفاع عن وصيته التي هي مشروع المثقف المنتصر للتجديد والحرية».