الندوة التقييمية الثانية لـ ”موعد مع التاريخ” بمتحف ”المجاهد”

دعوة إلى ترسيخ الذاكرة وتخليصها من العابثين

دعوة إلى ترسيخ الذاكرة وتخليصها من العابثين
متحف ”المجاهد”
  • القراءات: 756
❊مريم. ن ❊مريم. ن

نظم متحف المجاهد، مؤخّرا، الندوة التقييمية الثانية الخاصة بمسار موعد مع التاريخ؛ كفضاء يسعى لترسيخ الذاكرة التاريخية المشتركة للجزائريين، خاصة منها ما تعلّق بالمقاومات الشعبية وثورة 1 نوفمير. وقد دعا أصدقاء موعد مع التاريخ والناشطون فيه إلى استئناف العمل بشكل أعمق وفق الأطر الأكاديمية، مع تثمين تاريخنا الوطني وإبعاده عن العابثين به.

استُهل اللقاء بعرض شريط مصوّر من إنتاج مصلحة السمعي البصري التابعة للمتحف، تناول مسار موعد مع التاريخ، حيث قدّم مقتطفات من بعض الندوات والنقاشات التي تضمّنها. وتم تسجيل 143 عددا. ومن ضمن ما عُرض تسجيل للدكتور محيي الدين عميمور، دعا فيه إلى الإحياء الدائم للذاكرة الوطنية، مذكرا بأن الغير لازال إلى اليوم يمجّد إنزال النورمندي ويذكّر بديغول، بينما أصبحت تتعالى أصوات عندنا تهتف بـ كفوا التاريخ عنا،بينماثورتناهيمنأعظمثوراتالعالم.

كما توقفت السيدة زهور ونيسي في هذا الشريط المسجل، عند تجربتها أثناء العشرية السوداء، وكيف كانت حينها مع زملائها ومع وزير المجاهدين السيد عبادو، يطوفون الجزائر بولاياتها، حتى تلك التي شهدت أكبر تصعيد إرهابي، للتذكير بهذا التاريخ الجامع، وقد قالت إن كل التشكيلات الوطنية حاضرة في برلمان التاريخ، مؤكدة أن أمة بلا تاريخ لا أصل لها ولا مرجعية لها للانطلاق نحو المستقبل، ملحّة على إقامة ندوة وطنية من أجل التاريخ، لم تر بعد النور منذ الاستقلال.

أما الدكتور عامر رخيلة فدعا الجميع إلى تحمّل عبء الذاكرة، كل في موقعه؛ خدمة للأجيال الصاعدة. وتضمّن الشريط بعض كلمات الفاعلين؛ من إطارات وطنية ومن ممثلي قطاع التربية ومن أئمة المساجد.

نشّط الندوة السيد محمد بوعزارة، وتوقف عند موقف الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي اعترف فيه بتصفية المناضل أودان. وتأسّف على أن هذا الموقف تبعه تراجع تمثل في تكريم الحركى، مذكرا، بالمناسبة، بتاريخ المقاومات الشعبية البارزة 46، وبالثورة وتضحيات الجزائريين، الذين تعرضوا للإبادة التي حصدت 12 مليون نسمة على يد الاستعمار.

بدوره، ذكّر الأستاذ المؤرخ عبد الكريم بناصر بهذا التاريخ، داعيا إلى تبنّي منهج علمي في التأريخ؛ لدحر من يشكّكون اليوم في هذا التراث الثوري الوطني، الذين بلغ بهم الأمر وصف مؤتمر الصومام بالانقلاب، وإضراب 8 أيام بالتهور والانتحار وغير ذلك؛ ما قد يولّد التشتّت والتيه عند الأجيال، وقد يكون التشكيك في استشهاد أكثر من مليون من خيرة أبناء الجزائر، وبالتالي طالب المتحدث الدولة بأن تتصدى لهذا العبث.

كما اعتبرت السيدة زهور ونيسي أنّ كتابة التاريخ وتسجيله اليوم أصبحت تخضع لموضة حرية التعبير وللعولمة، فكلّ شخص يقول ما يريده، موضّحة أن الهدف من كتابة التاريخ هو الحفاظ على التربية الوطنية للأجيال القادمة، كما تفعل الدول المتقدمة، منها فرنسا التي تمجّد تاريخها رغم سواده؛ حفاظا على استقرار الوعي.

وتوسّع بعد ذلك النقاش المفتوح مع الجمهور الحاضر، والذي كان منه مجاهدون بارزون تعوّدوا على هذا الموعد التاريخي.