دعا جمع غفير من الفنانين الذين حضورا حفل التكريم المقام على شرف الفنان القدير فريد فراقي بتيزي وزو، إلى العمل على تكريم الفنانين في حياتهم وليس بعد وفاتهم، مؤكدين على أهمية التكريمات التي تقام كتقدير وعرفان للفنان وجهوده في ترقية الثقافة والفن الجزائري، وكذا الإحساس الذي يتركه هذا التكريم الذي يتقاسمه الفنان مع رفقائه  في الساحة الفنية الغنية بوجوه قديمة وجديدة، كما دعوا أيضا إلى إدراج مادة تتطرق لمسيرة وأعمال الفنانين ضمن البرنامج الدراسي.

حفل التكريم الذي احتضنته قاعة المسرح الصغير بدار الثقافة "مولود معمري" بتيزي وزو، والذي نظمته مديرية الثقافة بالتنسيق مع جمعية "اثران ذراع الميزان"، كان فرصة للعديد من الوجوه الفنية أمثال إبراهيم طيب، علي اذفلاون، عمور عبد النور، مليكة دومران وغيرهم من الفنانين لإعطاء وجهة نظرهم حول الفنان فريد فراقي وواقع الفنان بالجزائر، مع طرح مختلف انشغالاتهم، قبل أن يثنوا على جهود مديرية الثقافة في سبيل ترقية الفن والثقافة عبر تكريم عدة فنانين، حيث دعوا إلى أن يكون التكريم في حياة الفنان وليس بعد وفاته.

الفنان فريد فراقي لم يخف سعادته بحفل التكريم المقام على شرفه، حيث قال بأن بين الجمهور والفنان علاقة تدوم وتبقى حتى وإن لم يعد الفنان موجودا، مشيرا إلى أنه خدم الفن لمدة 35 سنة وبقاؤه في الساحة الفنية يكون بفضل الجمهور، وحان الوقت لأخذ راحة، معبرا عن أمله في أن تدرس المدارس الجزائرية في المستقبل أعمال ومسيرة الفنانين الجزائريين كمادة مثل ما هو معمول به في الدول المتقدمة، مشيرا إلى أنه تم إلى حد الآن إنجاز 3 مذكرات لطلبة جامعيين حول مسيرة وأعمال الفنان فريد فراقي التي تتواجد اليوم بمكتبات جامعة تيزي وزو، البويرة وبجاية، معتبرا هذا الأمر مفرحا، لأنه ستثري اللغة والثقافة الأمازيغية، خاصة بعدما أصبحت الأمازيغية لغة وطنية ورسمية، مما يتطلب تضافر جهود الأكاديميين والفنانين والعمل من أجل تطويرها.

مديرة الثقافة السيدة نبيلة قومزيان، أكدت من جهتها على القيمة الكبيرة التي يحظى بها الفنان فريد فراقي الذي قدم الكثير للشعر، الفن والثقافة الأمازيغية، منوّهة ببساطة وإنسانية الفنان رغم عظمة مسيرته الفنية الذي ظل وطيلة حياته يخدم الفن، مشيرة إلى أن هذا التكريم يدخل ضمن برامج القطاع لتكريم كل النشطاء والفاعلين الذين بفضلهم بلغت الثقافة والفن الأمازيغي المستوى الذي هي عليه الآن، موضحة أن قطاع الثقافة والفنانين بالولاية يعملون لهدف واحد يتمثل في ترقية الثقافة بصفة عامة والأمازيغية خصوصا.

قالت المتحدثة إنّ دار الثقافة "مولود معمري" ستكون يوم السبت المقبل نقطة يجتمع فيها كل الفنانين مع المدير العام للوندا السيد ابن شيخ، في إطار القافلة الوطنية التي تقف بعدة ولايات الوطن للنظر في انشغالات الفنانين والعمل على الخروج بحلول من شأنها ترقية الفن وتحسين ظروف عمل الفنانين.

من جهته المدير المالي بالديوان، السيد سعيد عباس، قال بأن الديوان لا يبخل في بذل جهد لمرافقة الفنانين والعمل على حماية مصالح الفنانين، المؤلفين وغيرهم، في حين قال رئيس جمعية "اثران ذراع الميزان" بأنّ ما قامت به الجمعية لتنظيم حفل تكريم الفنان فريد فراقي يعتبر قليلا أمام عظمة ما قدمه الفنان لخدمة الفن والثقافة الأمازيغية خاصة والجزائرية عامة.