ملتقى «الأدب الجزائري وعلاقته بالثورة التحريرية»

دعوة إلى الاهتمام بأدب الثورة

دعوة إلى الاهتمام بأدب الثورة
  • القراءات: 784
❊خ. نافع ❊خ. نافع

خرج المشاركون في الملتقى الوطني الذي نظمه مؤخرا، مختبر الخطاب الأدبي في الجزائر، التابع لكلية الآداب والفنون بجامعة وهران (2) «أحمد بن بلة»، تحت عنوان «تجليات الأدب الجزائري وعلاقته بالثورة التحريرية»، بعدد من التوصيات كشف عنها الدكتور أحمد الزاوي رئيس الملتقى، أهمها الدعوة إلى الاهتمام برصد أدب الثورة الجزائرية وتنظيم ملتقيات وطنية تواكب المحطات الكبرى للمناسبات الوطنية، إلى جانب نشر مداخلات الملتقى في مجلة «الدراسات» التي يصدرها المختبر.

أكد الدكتور أحمد الزاوي في مداخلة بعنوان» تجليات التاريخ الثوري في الرواية الجزائرية»، أن الأدب الجزائري كان موجودا قبل الثورة التحريرية وأثناءها، وقد بدأ باللغة الفرنسية على يد جيل من الأدباء الكبار، أمثال مولود معمري ومحمد ديب ومولود فرعون، ثم الروائي عبد الحميد بن هدوقة في رواية «ريح الجنوب». ومن ذلك التاريخ توالت الكتابة الروائية عن الثورة التحريرية، واستطاعت -كما قال- أن تخترق هيئة الأمم المتحدة وأسوار العالم، ليسمع قضية الشعب الجزائري الذي يئن تحت نير الاستعمار ويطمح إلى الحرية والانعتاق، بعدها جاء أدباء الجيل الثاني الذين كتبوا عن الثورة الجزائرية باللغتين العربية والفرنسية، على غرار رشيد بوجدرة ومحمد مفلاح وأحلام مستغانمي والقائمة طويلة، وهو مالا نجده في دول عربية أخرى.

قال الزاوي بأن الرواية الجزائرية التي تناولت الثورة الجزائرية أرخت لهذه المرحلة، واعتبرها وثيقة تاريخية تعليمية يستفيد منها الطالب والأجيال الجديدة، التي تعيش عصر السرعة والتكنولوجيا، وأعطى أمثلة لثلاث روايات للأديب محمد مفلاح وهي «شعلة المايدة» و»أيام شداد» ورواية «شبح الكاليدوني»،  وهي تشترك في التأريخ للثورة التحريرية والمقاومة، حتى أنّ بنيتها الفنية من الشخصيات والزمان والمكان توحي بالواقع التاريخي الذي تمظهر فيها بشكل رائع.

كما قدم الدكتور عياد زويرة من جامعة وهران، مداخلة تحت عنوان «المسرح في ظل الثورة التحريرية تجليات مسرح الثورة في الجزائر»، وأكد أن المسرح الجزائري كان موجودا منذ سنوات الأربعينات على يد رواد المسرح، مثل محي الدين باشطرزي ورشيد القسنطيني وغيرهما، وفي بداية الخمسينات كان هناك كتاب جزائريون كتبوا مسرحيات عن الثورة، على غرار محمد الطاهر فضلاء وتوفيق المدني، وبعد الثورة كتب كاتب ياسين مسرحية « الجثة المطوقة» التي نشرت سنة 1954، ثم أعيد طبعها خلال سنتي 1958 و1959، وقدمت بفرنسا. وبعد الثورة تبنّت جبهة التحرير الوطني فرقة المسرح التي قسمت إلى فرقة للمسرح وأخرى للرقص الشعبي، وكتب عبد الحليم رايس مسرحيات «أبناء القصبة» و»دم الأحرار» و»الخالدون»، أخرجها للمسرح كاتب ياسين. وبعد الاستقلال صرنا نكتب ونمجد الثورة التي صارت نموذجا يحتدى به، لذلك استلهمها عدد كبير من الأدباء الجزائريين.

من جهته، اعترف الأديب محمد مفلاح بأن هناك تراجعا من قبل الروائيين الجزائريين في تناول الثورة التحريرية والاهتمام بها، رغم ثراء المادة الخام الذي أرجعه إلى المراحل الاجتماعية والاقتصادية والإيديولوجية التي مرت بها الجزائر وتأثرت بها الطبقة المثقفة، على غرار باقي شرائح المجتمع، فمن بين 100 إصدار روائي خلال السنة الفارطة، لا نجد نسبة 5 بالمائة ـ كما قال ـ تتناول الثورة التحريرية، فيما أكد مفلاح أن الروائي الجزائري الذي لم يعش الثورة لا يمكنه أن يكتب عنها وعن تفاصيلها، وهو لا يملك الذاكرة التي تحرّك فيه روح الإبداع.

الملتقى شارك فيه العديد من الأساتذة الجامعيين المختصين من مختلف جامعات الوطن، قدمت 20 مداخلة حول علاقة الأدب الجزائري بالثورة التحريرية.

 

خ. نافع