أيام الأغنية البدوية والشعر الملحون بالبليدة

دعوة إلى الاهتمام أكثر بهذا النوع الفني

دعوة إلى الاهتمام أكثر بهذا النوع الفني
  • القراءات: 589
ق. ث ق. ث

دعا مشاركون في أيام الأغنية البدوية والشعر الملحون التي احتضنتها مدينة البليدة على مدار ثلاثة أيام، إلى الاهتمام أكثر بهذا النوع من الطبوع الفنية المهدد بالاندثار. 

وأوضح هؤلاء على هامش مشاركتهم في الطبعة السابعة من أيام الأغنية البدوية والشعر الملحون التي نُظمت الأسبوع الماضي بحديقة "باتريس لوممبا" وسط المدينة، أن هذا الطابع من الغناء الجزائري مهدد بالنسيان، خاصة أن العديد من الشيوخ فارقوا الحياة، وكثير منهم على فراش المرض.

وفي هذا السياق، ذكر الشيخ أحمد عابد من غليزان، أن الأغنية البدوية تسجل منذ أكثر من عقدين من الزمن، "نوعا من التراجع"، مرجعا أسباب ذلك إلى غياب حملة المشعل من الشباب، لا سيما في ظل ظهور طبوع فنية أخرى ينساق نحوها الشباب بكثرة.

وناشد الشيخ عابد الذي فاقت مسيرته الفنية 58 عاما، الوزارة الوصية التدخل "السريع" لتسوية هذه الوضعية؛ من خلال إيلاء إهتمام أكثر بفئة الشيوخ الكبار المؤدين لفن البدوي، لا سيما أن "العديد منهم يعيشون ظروفا اجتماعية صعبة"، حسبه، بالإضافة إلى توفير المناخ الملائم لفئة الشباب؛ لمواصلة المسار، والحفاظ على هذا الطابع الفني من الزوال.

ومن جهته، ذكر رئيس الجمعية الثقافية البدوية للفن والتراث الأصيل "الخيالة"، عبد القادر حجاج (الجهة المنظمة)، أن جمعيته تسعى لتنظيم في كل سنة، هذه الأيام الثقافية؛ بهدف إعادة بعث هذا الفن، وجمع عدة فرق بدوية من مختلف مناطق الوطن؛ على غرار غليزان، وسعيدة، ووهران، وتيسمسيلت، وعين الدفلى، والجزائر العاصمة، وخلق فضاء للتعارف والالتقاء واحتكاك الفرق فيما بينها؛ للنهوض بهذا الفن.

وأشار المتحدث إلى أن هذه التظاهرة التي احتضنتها مدينة الورود في طبعتها السابعة أو التظاهرات المنظمة عبر مختلف ولايات الوطن، ساهمت في السنوات الأخيرة، في إعادة بعث هذا الفن، والتعريف به في أوساط الجمهور العريض؛ إذ "أضحى جمهوره ومحبوه يزدادون من سنة إلى أخرى"، كما قال.

وقالت الكاتبة والمهتمة بالتراث الجزائري كنزة قولال من ولاية وهران، إن مثل هذه المهرجانات "فرصة ملائمة لرد الاعتبار لتراثنا المادي واللامادي، وحمايته"، لافتة إلى أن المهرجانات تساعد، كذلك، على الاحتكاك بشيوخ الأغنية البدوية الأصيلة.

ودعت المتحدثة إلى الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي؛ للتعريف أكثر بهذا النوع من الفنون في أوساط الشباب؛ باعتبارها وسيلة اتصالية مناسبة، خاصة أن هذا النوع يعتمد على آلات موسيقية مميزة، وكلمات راقية، ولباس تقليدي، يعكس أصالة تاريخنا العريق.

وبدوره، أعرب مدير الثقافة بالنيابة مراد مسيكا، عن أمله في أن ترقى هذه التظاهرة إلى مرتبة المهرجان؛ حتى "يتسنى زيادة عدد أيام هذه التظاهرة، ورفع عدد المشاركين؛ لفسح المجال أمام المواهب الصاعدة للبروز، وتطوير هذا الفن".

وشكلت التظاهرة للجمهور العريض الذي حضر السهرات الفنية، فرصة للاستمتاع بالكلمات الراقية؛ من خلال القصائد الشعرية التي تفنن في إلقائها الشيوخ، واكتشاف الفلكلور الثقافي المتنوع الذي تزخر به مختلف مناطق الوطن المشاركة في هذه الأيام؛ حيث تفاعل الحاضرون مع ألحان القصبة، ومع كل ما تم تقديمه من عروض في الفنتازيا، حتى ساعات متأخرة من الليل.