في يوم دراسي بباتنة

دعوة إلى استغلال خصوصيات الكتابة المسرحية باللغة الأمازيغية

دعوة إلى استغلال خصوصيات الكتابة المسرحية باللغة الأمازيغية
  • القراءات: 936
ع.بزاعي ع.بزاعي

ضمن فعاليات الطبعة العاشرة من المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي، نظم أمس الأول، يوم دراسي حمل عنوان تجربة الكتابة المسرحية باللغة الأمازيغية، واقع وآفاق، احتضنه المسرح الجهوي بباتنة، وكان النقاش ثريا ألمّ بجوانب مهمة من الموضوع، بحضور مختصين وشباب مبدعين.

قدم الدكتور معلم السبتي حوصلة مبدئية مفصلة بالأرقام لعشر سنوات من إقامة هذا الحدث الأمازيغي، مشيرا إلى أن عدد الولايات المشاركة منذ اعتماد المهرجان بلغ 18 ولاية، وهو ما اعتبره قليلا جدا مقارنة مع عدد ولايات الوطن، وتم تقديم 132 عرضا مسرحيا خلال هذه الفترة، بمعدل 13 مسرحية كل سنة، حضرها أكثر من 96 ألف متفرج. وأشار إلى الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج للأعمال المسرحية، خلافا لما ينشر في مختلف وسائل الإعلام.

تناول الأستاذ والمؤلف محمد الصالح أونيسي في مداخلته أهمية اللغة الأمازيغية في الكتابة المسرحية، التي انطلقت مع بداية التسعينات، بمعدل 23 عنوانا، وهو عدد قليل، على حد قوله. ومن خلال مقارنة بسيطة، أكد أنه لا وجود لمشكل اللغة، حيث أن متلقي المسرحية الناطقة باللغة الأمازيغية يجد نفسه يعيش راحة نفسية ومتعة، خاصة أنه يسترجع شخصيته وأصالته، مستدلا في ذلك بأمثلة من الواقع، وأكد أن قوة المسرح لا تتحقق إلا عن طريق الاستعانة بالشعر والرواية، حيث يستمد حياته منها عن طريق التخطيط للمستقبل على مختلف المستويات لترسيخ مسرح أمازيغي عصري.

من جهته، يرى الأستاذ نور الدين برقادي، أن المسرح الأمازيغي له جذور، مستدلا باحتفالية شايب عاشوراء، التي تقام في عدة ولايات من الوطن. وحسبه، فإن التحدي هو من ساهم في ولادة المسرح الأمازيغي. وعن إمكانية تجاوز مشكلات الكتابة، يعتقد المتحدث أنه ممكن عن طريق توجيه الشباب المبدع.

أما الأستاذ قادري بوبكر، فتطرق لإشكالية الكتابة ودعا إلى ضرورة البحث في النص الأصلي للشاوية، بالتركيز على الاسم والطبيعة والمحتوى. وأضاف أن المشكلة مطروحة بالنسبة للأمازيغية، وغالبا ما يصطدم الكتاب بعوائق الفرز والتقييم لدى اللجان الفنية ولجان القراءة، إذ بالإمكان تحويلها إلى عروض مسرحية متكاملة، على حد تعبيره، وقد استدل الأستاذ بنصين من أصل ثلاثين نصا من تأليفه.

بخصوص نوعية العمل المقدم كفرجة للمتلقي، أكد الأستاذ إبراهيم تازاغارت على ضرورة ترقية الأعمال المسرحية الناطقة بالأمازيغية، وإشراك المجتمع المدني، مع فسح المجال للشباب بهدف صقل مواهبهم والحث على أن تكون لونا وصوتا، في إشارة إلى أهمية الإبداع الذي يطرح كبديل للعفن الفني، مضيفا أن لذلك انعكاسات إيجابية على التواصل بين الثقافات الإنسانية.

فُتح باب النقاش أمام الحاضرين للحديث أكثر عن مستقبل الكتابة باللغة الأمازيغية في الأعمال المسرحية، بمشاركة عدة نشطاء وفاعلين في مختلف المجالات الأدبية والفنية والثقافية.