فيلم "الجوكر" يثير جدلا عالميا

دعاية للعنف أم تحفة فنية؟

دعاية للعنف أم تحفة فنية؟
  • القراءات: 618

بعد أيام قليلة على بداية عرض فيلم "الجوكر" الجديد في دور العرض العالمية، انقسم المشاهدون والنقاد بين معجبين بهذا العمل الفني وآخرين منددين به، وأثار الفيلم، الذي بدأ عرضه يوم 3 أكتوبر، وتصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية في أسبوعه الأول، آراء وجدلا واسع النطاق، حيث يحكي قصة ممثل كوميدي فاشل كانت حياته طبيعية قبل أن يواجه عدة مشاكل وضغوط نفسية، جعلته يقرر الخروج عن القانون ويقتحم عالم الجريمة والفوضى في مدينة جوثام.

من بين أبرز الممثلين في الفيلم؛ خواكينفينكس (الذي يؤدي دور الجوكر) وروبرت دي نيرو وزازي بيتز وفرانسيس كونروي، وواجه "جوكر" آراء مختلفة، بين من انتقده واتهمه بالترويج للعنف ونشر الفوضى، مطالبين بإيقاف عرضه، ومن اعتبره عملا سينمائيا هادفا ومتقنا.

منح موقع "روتن توميتوز" المتخصص في تقييم الأعمال الفنية، تصنيفا نسبته 69 في المائة لفيلم "جوكر"، وهو تصنيف شارك فيه أكثر من 390 ناقدا. فيما كان تصنيف جمهور "روتن توميتوز" 91 في المائة، بمشاركة أكثر من 13500 مشاهد.

نقاد الفيلم

منح الكاتب والناقد الأمريكي، ماثيو روزسا، تقييم 2.5/4 للفيلم، وقال إن الـ«جوكر عمل فني خطير في الأيدي الخطأ"، وأضاف "ما يحصل في الفيلم يمكن أن يؤدي ويشجع على ارتكاب أعمال عنف، يمكن أن يؤثر على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية".

من جهته، اعتبر الكاتب ريتشارد برادي أن جوكر "فيلم مليء بالسخرية، ويمكن أن تخرج منه خاوي الوفاض بعد مشاهدته"، وتابع "فيلم سيء لا يقدم أية جمالية فنية.. بالعكس، فقد لاحظت أنه مشتق من عدد من الأفلام الأخرى من ناحية التصوير والسيناريو والأحداث..".

معجبون بـ"الجوكر"

في المقابل، وجد عدد من المشاهدين أن "الجوكر" فيلم جريء ورسالته واضحة، كما أنه يعالج مسألة أصبحت مقلقة في مجتمعاتنا، وهي القلق والاكتئاب اللذان يسيطران على عدد كبير من سكان العالم.

في هذا الصدد، ذكر كريس واسر، صحفي أمريكي متخصص في الأفلام أن "جوكر قطعة فنية.. مظلمة من حيث القصة التي يعالجها، لكنه مدهش من حيث الرسالة المراد إيصالها"، وأضاف لموقع "روتن توميتوز"، أن بطل الفيلم خواكين فينكس أدى دوره بشكل بارز، حيث نجح في تشخيص شخصية الممثل الذي يأس وفقد الأمل، ليختارا مسارا جديدا لحياته.

عبرت الناقدة آنل إلينغسون عن إعجابها بالفيلم، قائلة إن "جوكر تجربة ممتعة وجديرة بالمشاهدة، إذ يجمع بين السخرية والجدية في معالجة قضية أخلاقية تهم كل مجتمعاتنا".

رد المخرج والشركة المنتجة

رد مخرج "جوكر"، تود فيليبس، على النقاش الذي أثاره فيلمه، حيث قال "أنا مندهش.. أليس هذا أمرا جيدا أن يتم إجراء هذه المناقشات حول الفيلم؟ أليس من الجيد أن تجري هذه النقاشات حول الأفلام، وعن العنف؟ لماذا يتم النظر إلى مثل هذه الأمور بأنها سيئة؟"، وفق ما نقل موقع "ذا وراب" الأمريكي.

كما خرجت شركة "وارنر براذرز" المنتجة للفيلم عن صمتها، نافية أن يكون إنتاجها السينمائي "يؤيد العنف"، وقالت في بيان رسمي "يمثل العنف المسلح في مجتمعنا الأمريكي قضية بالغة الأهمية، وشركتنا لها تاريخ طويل مع التبرع لضحايا العف".

تابعت "نعتقد في وارنر براذرز أن إحدى وظائف السينما إثارة النقاشات حول القضايا الصعبة والمعقدة.. لا تمثل شخصية الجوكر الخيالية تأييدا للعنف. ليس هذا قصدنا".

"الجوكر" يتصدر إيرادات السينما

رغم التحذيرات العديدة التي انطلقت حول الفيلم، وأنه يحض على "الفوضى"، إلا أن فيلم "الجوكر" تصدر إيرادات السينما الأمريكية، وأوضحت وكالة "رويترز" أن فيلم الحركة والجريمة الجديد "الجوكر" تصدر الإيرادات في أول أسبوع، في السينما الأمريكية، محققا 93.5 مليون دولار.

الفيلم من بطولة خواكين فينيكس وزازي بيتز وروبرت دي نيرو وفرانسيس كونروي، وإخراج تود فيلبس.

تراجع فيلم الرسوم المتحركة رجل الثلج" (أبومينابول) من المركز الأول إلى المركز الثاني هذا الأسبوع، مسجلا إيرادات بلغت 12 مليون دولار، كما تراجع فيلم الدراما (داونتاون ابي) من المركز الثاني إلى المركز الثالث هذا الأسبوع، بإيرادات بلغت ثمانية ملايين دولار.

الفيلم من بطولة هيو بونفيل وماثيو جوود وماجي سميث وإميلدا ستونتون، وإخراج مايكل أنجلر.

كما تراجع فيلم الجريمة والدراما "المحتالات" (هستلرز) من المركز الثالث إلى الرابع، مسجلا 6.3 مليون دولار. الفيلم من بطولة كونستانس وو وجنيفر لوبيز وجوليا ستايلز وكيكي بالمر وليلي راينهارت، وإخراج لوريني سكافاريا.

تراجع أيضا فيلم الرعب "إت: الفصل الثاني" (إت: تشابتر تو) من المركز الرابع إلى الخامس، محققا 5.4 مليون دولار. الفيلم من بطولة بيل سكارسجارد وجيمس مكافوي وفين ولفهارد وجيدين ليبرهير، و إخراج أندريس موشيتي.(وكالات)