”بكالوريا” في منافسة المحترف

دروس في الحياة

دروس في الحياة
المهرجان الوطني للمسرح المحترف 13
  • القراءات: 1329
دليلة مالك دليلة مالك

تدفّق جمهور قياسي، سهرة أول أمس، على المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي لمشاهدة العرض المسرحي بكالوريا المشارك في منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف 13، ليمثل مسرح مستغانم الجهوي. وجعل الإقبال الواسع موعد العرض يتأخر قرابة ساعة من الزمن. وتابع الكثير من الحاضرين العرض واقفين، وهناك من لم يسعفه الحظ في الدخول.

 

مسرحية بكالوريا للمخرج عز الدين عبار عن نص عبد القادر مصطفاوي، تتناول مواضيع عدة تحت طائلة دروس خصوصية لمجموعة من الشباب ينتظرهم اجتياز امتحان البكالوريا، فيعرّج العمل على ظاهرة الهجرة غير الشرعية واليأس من الحياة في ظل ظروف المعيشة الصعبة، عن التفاوت الطبقي بين الغني والفقير، وعن الحبّ والسلطة، وتهميش الفن والثقافة في المجتمع. 

وتروي المسرحية قصة أمين الفنان المفلس، الذي تنتهي حياته في قبو بعد أن هجرته خطيبته لأنه لم ينجح في حياته. يمنح هذا الفنان خطيبته جزءا من القبو الذي يسكنه، لتجعله قسما تقدم فيه دروس الدعم للتلاميذ المقبلين على اجتياز البكالوريا. وداخل هذا الفضاء المغلق تدور أحداث العرض وتتصارع الشخصيات، فالفنان يحاول أن يقنع خطيبته بأنه أحبها بجنون، فيما تحاول هي أن تلقي اللوم عليه؛ لأنه لم يمنحها غير الكلمات التي لا تدفع فاتورة الكهرباء ولا تحقق مطلبا، وفي نفس الفضاء يتصارع التلاميذ فيما بينهم، مع صراع ابن الفقير وابن الغني للفوز بقلب فتاة.

العمل الذي قدمه عبار في أسلوب درامي ساخر، لم يسلم من رتابة الخطابات المباشرة، ولم يتمكن من استجداء ذكاء المتلقي باتباع الرمزية والإسقاطات على الواقع، ومرر رسائله في صورة نمطية عادية، غلب عنها ترديد الشعارات الشبيهة بخطابات النقابات الفجة بدون استعمال جمالية فنية أو إضافة قيمة فنية تُذكر.   

وتميز العرض باشتغال كبير على السينوغرافيا التي تماشت إلى حد بعيد مع النص، فضلا عن تكثيف غير مبرر للأغاني، لاسيما في مشهد أشبه بالمسرحية المصرية مدرسة المشاغبين، حيث يغني التلاميذ ويرقصون على الأنغام الشرقية، ثم يسترجع حادثة أم درمان الكروية، فضلا عن عدد من اللوحات الكوريغرافية التي تم إقحامهما في العرض بدون تبرير فني أو درامي.

وفي جلسة النقاش التي أعقبت العرض قال عبار إن عرضه هو خلاصة تجربة جديدة، أراد من خلالها استهداف شريحة الشباب والمراهقين، وهي الشريحة التي يتجاهلها عادة المسرح الذي يهتم بالكبار والأطفال، معتبرا أن ما طرحه في المسرحية من مواضيع اعتمد فيها مستويين من اللغة؛ مستوى يتخاطب به الشباب فيما بينهم، ومستوى تتحدث به المعلمة والفنان، وأشار إلى أن أغلب الممثلين في المسرحية هواة، تم تأطيرهم بممثلين محترفين.