ملتقى "التراث المادي المتحفيّ" بغليزان

دراسة سبل الاستغلال الاقتصادي

دراسة سبل الاستغلال الاقتصادي
  • القراءات: 586
لطيفة داريب لطيفة داريب

ينظم مخبر الدراسات الاجتماعية والنفسية والأنثروبولوجية بالتنسيق والتعاون مع قسم التاريخ كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة غليزان، الملتقى الوطني الافتراضي الموسوم بـ"التراث المادي المتحفي حمايته والمحافظة عليه"، في الخامس جوان الجاري.

جاء في ديباجة الملتقى، أن المتاحف هي من أبرز المظاهر الحضارية؛ حيث تُعدّ المقتنيات المتحفية مرجعا أساسيا لدراسة هوية الشعوب الحضارية والثقافية؛ ما فرض ضرورة حفظها وحمايتها. كما أخذت المتاحف، على عاتقها، هذه المهمة، وفرضت نفسها كمشارك فعّال في الحركة الثقافية، التي أصبحت في الآونة الأخيرة، مطلبا أساسيا لتقدّم الأمم وتطوّرها؛ بسبب استغلالها کمورد هام ضمن خطط التنمية المستدامة، وآلية ذات جدوى اقتصادية، وعليه لا بدّ من اتخاذ أفضل الأساليب والميكانيزمات للحفاظ على الموروث الثقافي، الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من الهيكل الثقافي الاقتصادي للمجتمعات.

وقد عرف موضوع المتاحف تطورا كبيرا؛ حتى أصبح علما قائما بذاته، نظرا لأهميته الثقافية بالدرجة الأولى، ومردوده الاقتصادي بالدرجة الثانية. ورغم هذا التطور إلا أن المتحف مازال منذ نشأته، مرتبطا بمهمة الحفاظ والصيانة، والتي عُدت من أهم وظائفه وأكثرها تعقيدا؛ من أجل المحافظة على حياة التحفة بما تحويه من سمات، تؤكد تواصل الحضارات، وتلاقحها من جهة، ومن جهة أخرى ضرورة نقل ثقافة هذه المقتنيات، وإيصالها للأجيال القادمة في أحسن صورة.

ورغم الأهمية الكبيرة للمؤسسة المتحفية في حفظ الملامح الأساسية للهوية الثقافية للمجتمعات، إلا أنها قد تسبّب من خلال أنشطتها المختلفة كالعروض بأنواعها الثلاثة الدائمة والمؤقتة والمتنقلة وكذا عملية إبداع التحف في المخازن وحتى عمليات الترميم والصيانة والتي لا تراعي في بعض الأحيان المعايير الصحيحة، انعكاسات سلبية، ومخاطر مختلفة على المقتنيات منها الميكانيكية والفيزيوكيميائية، وبالتالي يمكن المتحف أن يهدّد سلامة المقتنيات في سبيل قيامه بنشاطاته المختلفة التي لا يمكنه الاستغناء عنها؛ ما يؤدي في الأخير، إلى فقدان القيمة أو الأهمية التي تم اختيار الأثر وحمايته على أساسها. كما تتمثل إدارة المخاطر في جملة الإجراءات التي تتخذها المؤسسة المتحفية لمواجهة الأخطار المصاحبة لأنشطتها؛ بغية تحقيق استدامتها؛ ما يفرض التعرف على هذه الأخطار، وسبل معالجتها بأفضل الطرق المتاحة، ولهذا يجب القيام بدراسات دقيقة وجدية، تحدد وتقيّم المنافع والمخاطر المتأنية من أيّ استخدام أو من أيّ نشاط في المتحف.

وبالمقابل، سيعالج الملتقى إشكالية "ما مدى مساهمة المؤسسة المتحفية في ضمان حفظ وحماية المقتنيات؟"، و"هل يمكن أن تمثل المتاحف وجها آخر للتلف، وذلك من خلال استمرارها وقيامها بنشاطاتها المتعلقة، أساسا، بالحفظ والحماية؟". وإن كان كذلك "فما هي الحلول الناجعة من أجل الوصول إلى الغاية التي أنشئت من أجلها المتاحف؟".

أما عن أهداف الملتقى فهي إبراز الآليات الناجعة وغير الناجعة في الحفظ المتحفي، إلى جانب إبراز دور المقتنيات في غرس الانتماء الحضاري لدى المواطن، والتعريف بالتراث المتحفي الجزائري، وإبراز دور المتحف في حماية التراث المادي.

وسيتم خلال هذا الملتقى التطرق لعدة محاور، وهي "العمارة المتحفية وعلاقاتها بالمقتنيات"، و"الصيانة والترميم داخل المتاحف الجزائرية وآليات الحفظ والحماية، والأخطار المصاحبة للأنشطة المتحفية، وأساليب الوقاية والعلاج"، و"التجارب الدولية والوطنية الناجحة في ميدان حفظ وحماية المقتنيات".