بدعوة من جمعية عمانية

داز يشارك في ”تخليد اللحظة الأثرية”

داز يشارك في ”تخليد اللحظة الأثرية”
  • القراءات: 1486
لطيفة داريب لطيفة داريب

تلقى الفنان التشكيلي ورئيس جمعية البصمة للفنون التشكيلية، فريد داز دعوة من الفنانة التشكيلية مريم الزدجالية،رئيسة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، للمشاركة في مشروع تخليد ”اللحظة الأثرية”، الذي يضم عدة فعاليات فنية تشكيلية، كان آخرها فعالية ”ما وراء إمطي”، التي تمثل ملتقى دولي للأعمال المصغرة، نظمت نهاية نوفمبر، وشارك فيها بعمل فني يمثل مشهدا أثريا من قرية امطي، موظفا فيها خامات مختلفة بأسلوب حديث.

أضاف فريد داز لـ”المساء”، أنه بعد قبول الدعوة، أرسلت الفنانة مريم الزدجالية مجموعة من الوثائق الداعمة من صور وفيديوهات حول قرية امطي، لاختيار الموضوع، على أن يرسل العمل الذي سيطبع ويوثق ويعرض بشكل رسمي ضمن فعاليات المشروع.

تحدث دازعن المشروع المعني، فقال إنه مشروع فني ثقافي تشكيلي، يقدم حارات قديمة بقرية إمطي بولاية إزكي بمحافظة الداخلية (سلطنة عمان)، ليعيد تقديمها بأسلوب عصري يواكب ما يتم طرحه في المشهد التشكيلي العالمي، مشيرا إلى تبني المشروع من طرف الفنانة التشكيلية مريم الزدجالية، مديرة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، بإشراف من وزارة التراث والثقافة.

تابع المتحدث أن مشروع إمطي يقوم على فكرة إعادة تشكيل حارتي العين والسواد بالقرية، وهما حارتان تمتازان بكافة عناصرهما التاريخية والحضارية والأثرية، فضلا عن الطبيعة السكانية، مؤكدا أن هذا المشروع يعد نموذجا متفردا في إعادة القرى العمانية القديمة ببيوتها ومكوناتها إلى الواجهة، واستغلالها بما يخدم مجتمع القرية وأهلها.

أشار التشكيلي إلى سعي الفنانة مريم الزدجالية، من خلال هذا المشروع، إلى إعادة الحياة لهذه القرية التاريخية بتنظيم مجموعة من الفعاليات المختلفة ذات الطابع الفني والثقافي، ومعارض في كل من القرية والمتحف الوطني في الفترة القادمة، ويكون هذا المشروع عبارة عن معلم ثقافي سياحي تعليمي يخدم المجتمع، من خلال توظيف أدوات الفن التشكيلي المعاصرة في هذه القرية الحضارية، والتي ستكون بلا شك معلما جذابا للسياحة، يضاف إلى المعالم الأخرى التي تنفذها بعض المؤسسات، بمساهمة عدة شركات ومؤسسات قدمت دعمها لهذا المشروع، إلى جانب مشاركة جميع أهالي القرية وتعاونهم الكبير.

كما أكد أن إنجاز هذا المشروع يعتبر توثيقا لتاريخ هذه القرية بموروثها المادي والمعنوي، وبمثابة ترويج للحارة وتوثيقها في مختلف وسائل الإعلام، كجزء من الموروث الثقافي والحضاري لعمان، لتصبح مزاراً سياحياً، وأضاف داز أن ولاية ازكي، تعتبر من أقدم المدن العمانية، أسسها مالك بن فهم الأزدي قبل الإسلام عندما دخل عمان ليحررها من الفرس، تضم الكثير من الآثار في ما بين قلاع وحصون وأبراج وحارات قديمة، ومن بينها حارة العين الأثرية ببلدة إمطي، وقد تم تصنيف هذه الحارة في المستوى الأول، ضمن تصنيف وزارة التراث والثقافة، وتتميز عن غيرها من الحارات ببنائها الهندسي الجميل، ويظهر ذلك جليا في بناء أقواس الصباحات ”المداخل”، وجدران المنازل التي بنيت من الحجارة والأسقف بطريقة هندسية متميزة، وتتخلل الحارة الطرقات الضيقة، يمر خلالها من الجهة الشرقية فلج السواد الذي يكاد تسمع خريره أثناء المرور داخل الحارة، ويعكف أبناء القرية حاليا، على ترميم بعض أجزاء الحارة وتجميل مداخلها، ويتم ذلك بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية كوزارتي التراث والثقافة والسياحة.