سكيكدة

دار "سراج" والمكتبة العمومية تحرّكان الفعل الثقافي

دار "سراج" والمكتبة العمومية تحرّكان الفعل الثقافي
  • القراءات: 825
  بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

شهدت بعض المؤسسات التابعة لمديرية الثقافة بولاية سكيكدة، عودة قوية للفعل الثقافي الهادف، بعد ركود لعدة أشهر فرضته قهرا جائحة كورونا (كوفيد19)، التي أدخلتها في شبه عطلة. فبعد النجاح الباهر الذي حققته مسابقة "فارس القوافي" التي أطفأت، مؤخرا، شمعتها السادسة، استضافت دار الثقافة "محمد سراج" في عددها الثاني في ظل احترام تام وكلي للبروتوكولي الوقائي الصحي لمواجهة جائحة كورونا، الحصة الثقافية المعنونة بـ "ممرات ثقافية" التي نشطها الأستاذ الجامعي رياض مسيس، المختص في"تحليل الخطاب" بمعهد اللغة العربية بجامعة 20 أوت 55 بسكيكدة.

المحاضر قدّم قراءات في مجموعة من القصائد النثرية بعنوان "أدراج غريب" للشاعرة المتألقة شيماء خفيف، ولرواية "غير شرعي" للكاتبة المبدعة إيمان هذلي، حضرها أدباء ومبدعون وأساتذة جامعيون. وقد ثمّن الحضور مثل تلك الأنشطة الثقافية النوعية، التي تتيح الفرص للمبدعين الشباب من الجنسين، لعرض آخر إنتاجاتهم الإبداعية؛ ما سيحفّزهم على المزيد من الإنتاج الإبداعي. ومن جهتها، تعيش المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية على وقع أنشطة ثقافية متنوعة وهادفة، أعادت الحركة لهذا الصرح الثقافي المتميز الذي تفتخر به عاصمة روسيكادا، وأضحى يعرف توافدا للنخب المثقفة والشباب المبدعين من الجنسين، وحتى من قبل المواطنين.

فبعد النجاح الذي حققه العدد الثامن من برنامج المكتبة المعنون بفضاء كُتَّاب سكيكدة الذي انطلق هذه السنة وبسرعة لافتة باستقبالها الطالبة والمبدعة الشابة شيراز شكرود تخصص علم النفس بجامعة 20 أوت 55 والقاطنة بمنطقة لولوج غرب سكيكدة التي قدّمت إصدارها الأول المعنون بـ "قارب نجاة"، وهو مجموعة من المقالات في علم النفس والتنمية البشرية، نظمت المكتبة، مؤخرا، برنامج "تبرع بكتاب"، الذي يهدف أساسا إلى إثراء الرصيد المعرفي والوثائقي للمؤسسة، خاصة أنها بصدد الإعداد الكثيف لافتتاح قاعة المطالعة للكبار كمرحلة أولى؛ حيث تبرعت الأستاذة المحامية دراوي القاطنة بمدينة سكيكدة، للمكتبة العمومية بـ 102 عنوان؛ من كتب ومجلات باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، وفي مختلف التخصصات، ومع العلم، حسب إدارة المؤسسة، فمن بين الكتب المتبرع بها هناك بعض العناوين المفقودة تماما في سوق الكتاب وحتى في المكتبات العمومية أو الخاصة.

ومن جهته، تبرع البروفيسور العربي طنجير أستاذ بجامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة والمختص في علم الطبيعة والمياه، بستة كتب، وهي بيولوجيا الأودية، والمياه، والتنوع البيولوجي، والمناطق الرطبة، والتنوع الحيواني، والتنوع الإنساني، وهي كتب قيمة ونادرة تدعمت بها المكتبة، ليبقى قصر الثقافة مالك شبل المؤسسة الوحيدة التي تصنع الاستثناء بافتقادها برنامجا ثقافيا دوريا خاصا بها؛ من خلال تكوين مختلف الورشات والنوادي الأدبية والعلمية والفنية، التي بإمكانها استقطاب المواهب؛ إذ تكتفي بتقديم أنشطة مناسباتية، أو استقبال أنشطة المؤسسات الرسمية على أكثر حال.