الناشر المصري رضا عوض لـ "المساء":

دار الرؤية مفتوحة لاستقبال المزيد من الكتب الجزائرية

دار الرؤية مفتوحة لاستقبال المزيد من الكتب الجزائرية
الناشر المصري رضا عوض
  • 612
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

قال الناشر المصري رضا عوض صاحب دار "الرؤية" للتوزيع والنشر لـ«المساء"، إنه نشر لقرابة مائة كاتب جزائري، بالأخص منهم الباحثين؛ باعتبار أن الدار تهتم، بالدرجة الأولى، بنشر الأبحاث والدراسات الفكرية والنقدية، داعيا في السياق نفسه، كل الأقلام الجزائرية المبدعة، إلى التواصل مع الدار؛ بغية نشر أعمالهم.

أكد الناشر المصري رضا عوض حرصه للمشاركة في العرس الذي تنظمه الجزائر والذي ينتظره القارئ الجزائري بشغف، مضيفا أن الجزائر تضم كما هائلا من الكتاب والمثقفين الكبار. واعتبر أن داره استطاعت أن تقيم جسرا ثقافيا بين المشرق والمغرب العربيين، ولهذا نشرت للكثير من الباحثين الجزائريين والمغاربة والتونسيين، مقدما رقما يقارب المائة بالنسبة لنشرها للكُتاب الجزائريين. كما أضاف أن الدار توازن بين الأجيال الجديدة وذات الخبرة، لهذا استطاعت أن تحقق صيتا كبيرا على مستوى الساحة الثقافية العربية.

وكشف المتحدث عن التجاوب الكبير للقارئ في المشرق العربي مع الأقلام الجزائرية التي تنشر في الدار، والموجودة كتبها في كبريات المكتبات العربية، مؤكدا دور الدار في تحريك الحياة الثقافية والتفاعل مع الوسط الثقافي بالمشرق العربي، وهذا بعد الفجوة الكبيرة التي كانت بين المشرق والمغرب العربيين، حيث كانت الكتب المغاربية لا تصل إلى المشرق إلا عن طريق المعارض، بينما تغير الوضع مع دار الرؤية، التي أقامت علاقة وطيدة مع الكتّاب من الجزائر والمغرب وتونس.

وفي هذا السياق، دعا رضا عوض كل الأقلام الجريئة التي تحمل مشروعا حقيقيا، إلى التواصل مع الدار، مضيفا أن دار الرؤية أصبحت دارا جزائرية بالتبني، وأنها تعتبر المعرض الدولي للكتاب بالجزائر، معرضها. كما تستقبل عددا كبيرا من الطلبة والباحثين لشراء الإصدارات الفكرية والنقدية التي تساعدهم في البحث والدراسة والقراءة والمعرفة، معتبرا أن القلم الجيد هو بالضرورة قارئ له مطالعات جيدة. كما أشار الناشر إلى نشر إصدارات الكُتاب الجزائريين ليس فقط المنتمين إلى الجزائر العاصمة، بل القادمين من مختلف الولايات الجزائرية. والبداية كانت من عالم الرواية مع واسيني الأعرج، الذي نشرت له أربع روايات، لتنتقل الدار إلى نشر الدراسات الفكرية والنقدية للجزائريين، من أمثال دراسات المرحوم بشير ربوح واليامين بن تومي وعبد القادر بوزيدة وآمنة بلعلى ووحيد بن بوعزيز وحياة أم السعد.

وعن الراحل الدكتور في الفلسفة بشير ربوح الذي توفي مؤخرا رفقة صديقه الدكتور في نفس التخصص محمد الصادق بلام، قال رضا إنه نشر لبشير ربوح كتابا جماعيا أشرف عليه، بعنوان "الاستشراق والاستعمار والإمبريالية"، كما أن له كتابا آخر قيد الطبع بعنوان "عبد الوهاب المسيري، أنموذجا". وتأسف على رحيله، كما رفع هذه الدورة إلى روحه. وذكر الناشر أن دار الرؤية تنشر أيضا لكبار المفكرين والناقدين، مثل المفكر المصري محمود إسماعيل والمترجم عادل مصطفى، مؤكدا حاجة العالم العربي إلى ثورة ثقافية شاملة في شتى مجالات المعرفة، وإلى قراءة جديدة للتاريخ بما يتناسب مع المراحل التي يمر بها. وفي هذا طالب الزعماء العرب بالاهتمام بالثقافة التي تُعتبر القوة الناعمة للدول. كما ناشدهم حل الأزمات التي تقع للناشر، خاصة المتعلقة بمستلزمات الطباعة التي تُستورد جميعها، مما ينعكس على سعر الكتاب.

وتحسّر الناشر على غلاء الكتب الذي لا يتناسب مع القدرة الشرائية الضعيفة للمواطن العربي، معبرا عن تأسفه حينما يقف على حيرة الباحث الذي لا يستطيع شراء كل الكتب التي يحتاجها، لهذا طالب السلطات المختصة بتخفيض الرسوم التي تفرضها الجمارك على مستلزمات الطباعة، مضيفا أن دار الرؤية تمنح خصما كبيرا بما يتناسب مع البيع بالجملة بالنسبة للقارئ، لأن لديها الكثير من الأصدقاء والمثقفين والباحثين. كما ذكر أن الدار لا تأخذ أي نفقة من المؤلف، بل على العكس تمنحه نسخا أو حتى مالا، حسب الاتفاق المبرم بين الكاتب والناشر، ليكشف عن عزم الدار ابتداء من العام المقبل، على نشر المزيد من الروايات. وفي هذا الصدد، دعا الروائيين الجزائريين إلى التواصل مع الدار، مؤكدا في السياق نفسه، زيارة الكُتاب الجزائريين دار الرؤية بمصر مباشرة بعد زيارتهم الأهرام.