الفنان شمس الدين بلعربي لـ “المساء”:

خلّدتُ ضحايا تفجيرات لبنان في لوحة فنية

خلّدتُ ضحايا تفجيرات لبنان في لوحة فنية
  • القراءات: 906
لطيفة داريب لطيفة داريب

تحدّث الفنان التشكيلي المتخصص في تصميم ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية، شمس الدين بلعربي، تحدّث إلى “المساء” عن موضوع رسْمته الأخيرة، المتمثلة في تفجيرات بيروت، التي أحيا اللبنانيون، مؤخرا، ذكراها السنوية الأولى.

قال شمس الدين لـ “المساء”، إنه أراد أن يقدم هدية لبيروت بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للتفجيرات التي وقعت في مينائها؛ من خلال رسم لوحة فنية، تضم صورا لضحايا الحادث الأليم.

وفي هذا السياق، شرع شمس الدين في جمع صور ضحايا الانفجارات، ليرسمهم في لوحة فنية؛ لأنه لم يشأ أن يكون هؤلاء مجرد أرقام، بل صورا تولج الذاكرة الجماعية ليس للبنان فقط، بل للعالم برمته.

وانطلق شمس الدين في البحث في المواقع الإعلامية وقصاصات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية، عن صور الضحايا، وكلفه ذلك جهدا كبيرا، حيث كان في كل صبيحة يشرع في البحث عنها إلى أن أنهى مهمته ورسم لوحته كما أراد، ليعبر بذلك عن تضامنه كفنان جزائري، مع ما حدث في لبنان، بل تضامن الجزائريين جميعهم مع أهالي ضحايا الانفجار.

وقد لاقت اللوحة تفاعلا كبيرا في الأوساط الثقافية والسياسية والاجتماعية اللبنانية؛ حيث نشرها ريكاردو كرم على صفحته الرسمية في تويتر، علما أن ريكاردو كرم هو إعلامي، ومحاور، ومنتج، وكاتب لبناني، ومبادر يتقن فن الخطاب العام، واشتهر بحواراته مع كبار الشخصيات العالمية.

كما نشرت الرسمةَ صحف لبنانية من بينها “النهار” اللبنانية، وجريدة “الأخبار”، وجريدة “نداء الوطن”، إضافة إلى إذاعة مونتي كارلو الفرنسية، ووكالة الأنباء الروسية سبوتنيك، وأشادوا بموقف الجزائريين في مساندة الآخرين في المحن والأزمات.

وبالمقابل، يهتم الفنان شمس الدين بلعربي الذي اختص في رسم ملصقات الأفلام، بكتابة سيناريو فيلم وثائقي يتناول سيرته الفنية، علما أنه الوحيد الذي يرسم ملصقات الأفلام على مستوى إفريقيا والعالم العربي، وهو ما ساهم في شهرته عالميا. كما رسم “شمسو”، مؤخرا، رسوما حول ضحايا التفجيرات النووية بمنطقة رقان، وأخرى تهتم بالترويج السياحي للمدن العربية.

وفي حوار سابق لـ “المساء”، ذكر شمس الدين أن إنجاز قناة الجزيرة “AJ+” فيلما قصيرا عن مسيرته الفنية لاقى شهرة ونجاحا كبيرين، دفعه إلى التفكير في عمل فيلم طويل عنها، فاتصل بالمخرج الصاعد عمر بونور لإخراج هذا العمل، الذي يعكف شمسو على كتابة نصه. كما أشار إلى تلقيه رسالة تشجيع واعتراف من المؤسسة العالمية  HITRECORD”، التي يترأسها الممثل الأسطورة جوزيف غوردن ليفيت، الذي عبّر له كتابيا، عن إعجابه بمسيرته، وعن إمكانية مساهمة شركته في إنتاج هذا الفيلم التوثيقي لآخر رسام إفريقي للملصقات السينمائية، علاوة على تكريمه من طرف منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة في إفريقيا والشرق الأوسط، التي نشرت عبر مبعوثها النجم السينمائي فينسنت لين، قصته في موقع تابع للمنظمة.

للإشارة، شمس الدين بلعربي فنان تشكيلي متخصص في تصميم ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية؛ أي عن طريق الرسم، من مواليد 14 فيفري 1987 ببلدية عين تادلس بمستغانم. ويعمل في ورشته الصغيرة في الجزائر، تحولت إلى شركة إنتاج، أنجز بها ملصقات لأكبر أفلام إمبراطورية هوليوود. وزاره فيها الكثير من نجوم هوليوود؛ أمثال الممثل العالمي وبطل الملاكمة السابق جيمي غوراد، والممثل أليكسي هوتونجي، والخبير السينمائي ومدرب نجوم الحركة الممثل ماتر ماهلا. وقد تمت دعوته من قبل الشركات السينمائية والمؤسسات الثقافية في هوليوود وأوروبا، لكنه رفض مغادرة الوطن.