تجمع أيام الفيلم العربي المتوَّج خلاصة الأعمال السينمائية العربية التي كان لها نصيب من الجوائز في العديد من المهرجانات العربية والدولية التي مثّلت العرب تمثيلا مشرّفا، وقسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 قِبلة لأحسن الأفلام، الهدف منها تتويج المتوَّجين؛ تشجيعا لهم على تقوية عزائم السينمائيين العرب. تشهد التظاهرة عرض 11 عملا سينمائيا متوّجا من 8 دول عربية، هي تونس، المغرب، موريتانيا، مصر، لبنان، سوريا، الأردن والعراق، تمّ انتقاؤها من بين أهم الإنتاجات التي صنعت الحدث في أكثر من تظاهرة عربية وعالمية.

ويشارك من الجزائر المخرج لطفي بوشوشي بفيلم "البئر"، وهو العمل الحائز على أربع جوائز في مهرجان الإسكندرية السينمائي. ومن الأردن يقدّم المخرج ناجي أبونوار فيلم "ذيب"، ومن تونس يشارك المخرج نوفل صاحب الطابع بفيلم "الزيارة"، وتقدّم المخرجة ليلى بوزيد فيلم "على حلة عيني". ويتضمّن برنامج العروض الفيلم العراقي "تحت رمال بابل" لمخرجه محمد جبارة الدراجي. ويمثّل السينما المصرية فيلمان متميّزان، هما "الفيل الأزرق" لمروان حامد، و«بتوقيت القاهرة" لأمير رمسيس، وهو واحد من الأعمال المتوَّجة خلال الدورة السابقة لمهرجان وهران للفيلم العربي. 

ويعود الفيلم المغربي "جوق العميين" للمخرج محمد مفتكر إلى الجزائر بعد نيله الجائزة الكبرى في مهرجان وهران للفيلم العربي. ويشارك المخرج عبد الرحمان سيساكو بفيلم "تمبكتو" الحائز على 7 جوائز سيزار. ويقدّم المخرج اللبناني إيلي داغر فيلمه القصير "موج 98" الذي افتكّ واحدة من أهم الجوائز العالمية، وهي السعفة الذهبية بمهرجان كان، فيما ستكون السينما السورية حاضرة بفيلم "المهاجران" للمخرج محمد عبد العزيز.

وستعرف التظاهرة تكريم العديد من الوجوه الفنية الجزائرية والعربية، حيث سترفع محافظة المهرجان سهرة فنية خاصة؛ احتفاءً بالموسيقار الجزائري نوبلي فاضل، إلى جانب تكريم الممثلة القديرة شافية بوذراع ونجوم سلسلة "أعصاب وأوتار"، بحضور كوكبة من الفنانين العرب، على غرار الممثلين السوريين عباس النوري وفاديا خطاب، ومن مصر الممثلة بوسي وصفية العمري، ومن لبنان مادلين طبر. كما سيتمّ على هامش التظاهرة، تنظيم ملتقى أدبي يجمع عددا من السينمائيين والأكاديميين الذين سيفتحون النقاش حول سبل تعزيز وتطوير التعاون المشترك العربي في مجال الإنتاج السينمائي. اللقاء ينضوي تحت شعار "التسامح إنتاج مشترك".

تصريحات 

عباس النوري:

ذكّر النجم السوري، عباس النوري بموقف الجزائر الذي دعم تتويج "القدس عاصمة الثقافة العربية الأبدية" عام 2009 خلال اجتماع جامعة الدول العربية بقيادة أمينها العام السابق، عمرو موسى الذي كان ضدّ الفكرة، لترفع الجزائر من جديد ومن "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" احتفالية فنية رمزية لسوريا الجريحة. وأكّد أنّ دمشق والثقافة وجهان لعملة واحدة، مضيفا بأنّ تاريخ سوريا أكبر من أن يختصر في كلمة أو وصف ضيّق، وبأنّ الثقافة والفن والسينما أهم سفراء لسوريا في كلّ العالم في ظلّ الظروف الصعبة التي تمر بها. وتطرّق الفنان لشعار "التسامح إنتاج مشترك" الذي ترفعه تظاهرة أيام الفيلم العربي المتوّج، فقال إنّ التسامح لا يكون إلاّ من موقف القوّة وليس من موقع الضعف والهوان، ما يجعل ثقافته وهويته وأمنه واستقراره على المحك، مؤكّدا على ضرورة التفاف الشعوب العربية حول بعضها البعض من أجل دعم وتقوية مواقفها دوليا مهما اختلفت الطوائف والأديان والثقافات.

فاديا خطاب:

قالت النجمة السورية فاديا خطاب، إنّها تبعث بمحبة سوريا لكلّ البلاد العربية، حاملة فلّ وياسمين من الشام، وأنّها ترى كواكب تضيء المسرح عسى أن تكون بادرة خير لتكوين وحدة عربية وسياسية. وأردفت "الفرج قادم عن قريب". وذكرت بأنّ تواجدها في الجزائر جزء من رسالتها الفنية الإنسانية التي تحرص على نقلها من سوريا إلى كلّ العالم العربي الذي هو اليوم في أمس الحاجة إلى رسالة السلام في ظلّ الأوضاع الصعبة التي تعيشها شعوب الوطن العربي.

بوسي:

أكّدت النجمة المصرية بوسي أنّ تواجدها في قسنطينة هو تكريم يضاف إلى سلسلة التكريمات التي حظي بها زوجها الراحل، نور الشريف من الجزائر، وأنّها سعيدة بهذه الالتفاتة التي تؤكّد بأنّ الفن لا يسقط من ذاكرته الكبار حتى وإن رحلوا بأجسادهم فإنّهم حاضرون.

صفية العمري:

هنأت النجمة المصرية، صفية العمري الجزائر بمولودها السينمائي الجديد، وباحتضانها لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية2015"، وثمّنت مساعي الجزائر لجمع شمل العرب في مدينة قسنطينة، مدينة الثقافة والتاريخ، وأعربت عن أمنيتها في أن يكون شعار الدورة الأولى للمهرجان رسالة فنية تؤسّس لثقافة التسامح بين الشعوب العربية.

مادلين طبر:

أعربت الممثلة المتميزة اللبنانية، مادلين طبر عن سعادتها بتواجدها في قسنطينة، مشيدة بكلمة وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي التي تضمّنت دور الثقافة والسينما في محاربة الإرهاب ومحاربة المتربصين بالثقافة العربية، وقالت "أملنا أن تعود مثل هذه التظاهرات بالخير والأمن والطمأنينة على الجزائر وكلّ الوطن العربي".

عنتر هلال:

اعتبر الفنان الجزائري، عنتر هلال هذه المبادرة جميلة من خلال الالتفاتة التي قام بها محافظ المهرجان، بخلق المهرجان العربي للفيلم المتوج. وقال إنّ قسنطينة كانت سبّاقة في المهرجانات السينمائية من خلال الحصة الإذاعية "بانوراما" لجمال الدين حازورلي، وتمنى أن ترجع من جديد، وقال "أظن أنّ تكريم وجوه سلسة أعصاب وأوتار خلال الطبعة الأولى من هذه الفعاليات هو مبادرة جميلة واعتراف بالمجهودات التي قدّمها جيل كامل وعلى رأسهم المخرج محمد حازورلي، وترسيم المهرجان سيقدّم دعما للسينما الجزائرية، ونشكر الوزير على هذه المبادرة التي يمكن أن تدفع بالإنتاج السينمائي الجزائري وتسمح بالمزيد من الاحتكاك بين المبدعين العرب".

حكيم دكار: 

من جهته، قال الفنان الجزائري إنّه سعيد وهو ابن المدينة، أن يحضر الطبعة الأولى من هذا الحدث الثقافي السينمائي، وقار"أظن أنّه سيخلق ديناميكية إضافية بعاصمة الشرق التي لها تقاليد راسخة في المجال السينمائي، وترسيم المهرجان سيجعل المسؤولية علينا مضاعفة، لأن نكون في مستوى هذا القرار الذي اتّخذه وزير الثقافة بكلّ شجاعة والذي هو حسب رأيي رد جميل واعتراف بمكانة قسنطنية التي تستضيف هذه السنة فعاليات تظاهرة عاصمة الثقافة العربية".