معرض أرزقي محتوت برواق عسلة حسين

خطوات ملوّنة من مشوار العمر

خطوات ملوّنة من مشوار العمر
  • القراءات: 1176
مريم/ن مريم/ن

يحتضن رواق عسلة إلى غاية الخامس جانفي 2017، مغامرات الفنان أرزقي محتوت الحاضر بـ35 لوحة فنية غاية في الإبداع، جسد فيها أسلوبه الفني الجديد الذي ابتكره والذي سمي باسمه وهو معروف في الأوساط الفنية الغربية، حيث أعطى للطابع التجريدي لمسة ورؤية مخالفة تحمل بصمات جزائرية، ورغم أن الفنان يكاد يتجاوز العقد السادس إلا أنه لا يزال طفلا يحلم ويتمنى تحقيق الكثير من المشاريع.

يتلألأ المعرض بألوان التفاؤل والحياة وهي نفس الصفات التي يجسدها الفنان حين حديثه فهو مقبل على الجمال ومؤمن بغد أجمل وأسعد، ويحث على العمل وعلى تحرير الطاقات والمواهب التي تعطي للحياة معنى.

أشار في حديثه لـ«المساء" أنه استطاع بموهبته أن يوجد أسلوبا خاصا به جسده في المدرسة التجريدية التي أحبها وآمن بها لأنها الأقدر على تجسيد أفكاره وأحاسيسه العابرة لكل الحدود، وهكذا توصل إلى أسلوب خاص به تأتى بعد سنوات من البحث والغوص في الطابع التجريدي وقد سماه بعض النقاد "بأسلوب محتوت التجريدي"، وسرعان ما أثار إعجاب أهل الفن التشكيلي سواء بالجزائر أو بأوروبا وكندا، ناهيك عن العائلة إلى درجة أن بعض أفرادها أصبحوا لا يطلبون إلا لوحاته كهدية حتى في الأعراس.

يزاوج أرزقي في هذا الأسلوب بين الألوان وبين الأشكال بعضها مستوحى من الأساطير أو من أشكال هندسية مختلفة له قدرة عجيبة على تشكيلها وتركيبها، ومن الألوان المفضّلة عنده قال " أفضّل الأخضر لأنه يمثل لون الحياة والأمل والأحمر لأنه رمز للثورة والهيجان، أما الأصفر والبرتقالي فهما لونا الذكاء والجد ويمثلان حربا ضد الكسل والخمول، أما الأزرق فهو لون الطمأنينة والهدوء.

من ضمن اللوحات التي توقف عندها الفنان في جولته مع "المساء" بمعرضه لوحات تحوي أشكالا مختلفة للمربع وهنا أشار أرزقي، إلى أن هذا الأسلوب يشبهه إلى حد ما أسلوب ابتكره فنان أوروبي في القرن الـ19 لكنه يختلف معه في تزاوج الألوان والأساليب الفنية.

عن الأسوب التجريدي أكد أرزقي، أن كل النّقاد نصحوه بالاستمرار فيه كي يبدع أكثر وكي يأتي بالجديد منهم مدير متحف برشلونة.

بالنسبة للريشة والألوان فهما جزء من يومياته وهما علاج يطبّقه كي يواصل الحياة بنفس أعمق، وحين تغيب عنه وسائل الرسم يصبح كالضائع ولا تتحدد أمامه الاتجاهات ويحس بالاضطراب تماما كما يحدث للمدمن على التدخين، الذي يتيه في كل ركن بحثا عن سيجارة وهذه الحالة تحدث عندما تأتي لحظة الرسم التي لا ميعاد لها.

بداياته مع عالم الرسم بدأت وهو طفل يلعب، وهنا يقول أرزقي، بروحه المرحة "كان والدي لا يحب الرسم ويطلب منّي الانتباه للدراسة، كذلك كان الحال مع المعلمين في المدرسة، حيث كنت أوبّخ حين أرسم على هامش الكراس وهو فعل لاإرادي.

أذكر أن صديق والدي إسماعيل كان بالمدرسة العليا للفنون الجميلة رأى رسوماتي بمكتب والدي فأعجب بها ودعاني للمدرسة التي كنت أزورها لمدة سنتين، وأكتشف فيها عالم التجريدي كان ذلك في سنة 69 فزدت ارتباطا بالفن، أما أبي فقد وجّهني لدراسة تخصص تقنيات البناء، علما أنه كان من صاحب المشاريع الكبرى للبناء بالعاصمة وكان ذلك فعلا وأصبحت رئيس مشروع، رغم حياة الرغد التي عشتها بحينا بحيدرة، لكن الفن لم يمت في ّوبقي حيا يطلبني، فكنت أسترق الوقت أحيانا بمكتبي ولا أبالي لا بالجوع ولا بالنّعاس حين تأتي فترة الرسم، وعموما لم أكن أفكر فيما سأرسم حتى تكتمل اللوحة".

رسم الفنان أيضا في الأسلوب الكلاسيكي وجسّد أكثر عالم العصافير وتعاطى الرسم على الخزف والزجاج ومارس النّحت منها قطعة ارتبط بها كثيرا تجسد رأس سيدة جزائرية تبكي وهي تجسيد للعشرية السوداء التي مرت بها الجزائر، وقد أعجبت الكنديين لأنها تشبه أيضا رأس سيدة من الكيبك بكت على خسارة الاستقلال.  

يذكر الفنان أنه في سنة 1974 سافر لفرنسا وانخرط في الأعمال الخيرية وكان يرسم وقد أعجب بعض الفنانين به ودعوه للعرض لكنه بقي مترددا لأنه لا يملك شهادة في فن الرسم لكنهم شجعوه وافتك الجوائز والشهادات العالمية منها مسابقة عالمية بفرنسا شارك فيها ما يقارب الـ400 فنان من العالم وتحصل فيها على المرتبة الـ61 وبالمناسبة عرض الفنان بالمعرض بعض شهاداته وجوائزه العالمية.

عبّر الفنان أرزقي، عن أمله في أن يحقق مشروع العمر بحي الطفولة بحيدرة (سيدي يحيى) والمتمثل في رواق للفنون التشكيلية.