لتحصين الأطفال من مخاطر التكنولوجيات الحديثة

خبراء الاجتماع بجامعة وهران يدعون إلى توفير بدائل ثقافية

خبراء الاجتماع بجامعة وهران يدعون إلى توفير بدائل ثقافية
  • القراءات: 435
❊خ.نافع ❊خ.نافع

أكد الأستاذ محمد الطيبي، مختص في علم الاجتماع بجامعة وهران، أن منظومة الاتصال الحديثة أو شبكات التواصل صارت جزءا من الحضارة المعاصرة لا مفر منها، غير أنها يجب أن تسير بعقلانية بإشراك جميع الفاعلين في حقل الاتصال الاجتماعي، ويُقصد بهم كل الذين ينتجون المعلومة والذين يسوّقونها ويتقبلونها، فأدوات التوصيل تبقى فقط أداوت، إنما المهم هو ما يوصله ويبدعه العقل المعاصر.

ونحن كمجتمعات تخلفت عن إنتاج المعاني من خطب ورموز عن تسويقها وأصبحنا نستوردها والمشكل ليس في استعمال الأنترنت، إنما في كيفية التعامل مع التدفقات التي تأتينا من الخارج والتحكم فيها كمؤسسات تربوية وثقافية وكمؤسسات خاصة بالأمن الثقافي والوجداني للجيل، الذي يجب أن يحصَّن بما يجعله قادرا على التعامل مع هذه التدفقات بدون أن يموت فيها أو عليها.

وأشار المتحدث إلى أن النخب المشعة في الضمير الوطني والقيم لا تستغل الفضاء العام ولم تتركه لكل من هب ودب، وبالتالي الشباب والأطفال يذهبون إلى هذا الفضاء بدون حصانة أو توجيه أو حماية بالإنتاج الوطني؛ كونه المرجعية التي تجعل الجيل الحالي يميز بين ما هو دخيل وأصيل، وهي مسألة خطيرة كما وصفها. وأرجع مسؤوليتها إلى السلطات العمومية على غرار وزارة الثقافة؛ فمع وجود الفراغ في الحقل الثقافي سيملؤه الخطاب البديل، من ضمنه هذه الألعاب الإلكترونية والتطبيقات التي بدأت تقتل أبناءنا في غياب الحصانة ورقابة الأولياء.

والملاحظ، كما قال الدكتور طيبي، أن المسؤولية في المجتمع الجزائري أصبحت تتقاذفها جميع الأطراف؛ ما يعني أننا لسنا قادرين على التحكم في الحياة العامة والعيش المشترك؛ لذلك نحن بحاجة إلى نهضة ثقافية وحضارية نبني بها العقول، «لأننا حاليا نجهل العقل التربوي الجزائري وما يجب أن تقدمه منظومة الاتصال الوطني للمجتمع من قيم ورؤى للحياة، كل هذا يجب أن تخطط له السياسة العامة للبلد؛ من خلال اعتماد استراتيجية ناجعة، وبدونها ستزيد هشاشة مخيال الجيل الحالي، وبالتالي لا يمكن حمايته، فيصبح معرّضا لاستقبال واستهلاك كل ما يأتيه من تكنولوجيا الغرب».

كما قال المتحدث: «نحتاج لإعادة دور المدرسة الجزائرية في تحصين الأجيال ومنحهم الثقة في النفس والوطن، كما فعلت خلال الستينات والسبعينات»؛ فأبنائنا حاليا، كما قال الأستاذ طيبي، أصبحوا حاليا يشعرون بالغربة عن ذاتهم؛ كون المنظومة التربوية والثقافية والإعلامية أصبحت تشتغل؛ وكأنها تائهة بدون استراتيجية، وهو ما يتطلب، حسبه، اندماج المجتمع في مشروع حضاري وطني وديني يحمل مسؤولية التربية والتنشئة الدينية للأجيال الحالية، بينما وجهت الأستاذة الجامعية والأخصائية النفسانية فاطمة سبع، أصابع الاتهام لما يحدق بأبنائنا من خطر الاستعمال غير المراقب للأنترنت ومختلف التطبيقات والألعاب الإلكترونية للأولياء بالدرجة الأولى؛ سواء بإدراك منهم أو بدونه، للضرر المعنوي والجسدي الذي يسببونه لفلذات أكبادهم والأمانة المكلفين بصونها والمحافظة عليها وصلت إلى حد الانتحار، حيث دعت إلى تضافر جهود الجميع من أجل توعية الأسر، لاسيما الأولياء عن كيفية التعامل مع أطفالهم فيما يخص هذه النقطة؛ من خلال تنظيم دورات تدريبية مجانا والتكثيف من الحملات التحسيسية وتفعيل دور المساجد في معالجة مثل هذه الظواهر الاجتماعية التي تفرزها التكنولوجيا الحديثة.

 

خ.نافع