"ما يقوله الأموات" ليوغرطة عـبو
حينما يتحرّر الميت من قيود الحياة
			
						- 200
 
			   				    			         لطيفة داريب			         			    
			    			    
			    			قدّم الروائي يوغرطة عبو روايته الجديدة "ما يقوله الأموات" الصادرة باللغة الفرنسية عن دار "داليمان"، في جلسة بيع بالتوقيع بمناسبة صالون الجزائر الدولي للكتاب.
بالمناسبة، قال عبو لـ"المساء" إنّ روايته تحكي قصة 7 أشخاص توفوا بفعل جائحة كورونا، ولضيق مساحة المقبرة، دفنوا جميعهم في قبر واحد، وهناك بدأ كلّ واحد منهم في سرد الأحداث التي عنونت حياته وكذا تلك التي تعلّقت بيوم وفاته، ليحتدم النقاش بينهم جميعهم حول مواضيع مختلفة وتتعالى أصواتهم خاصة أنهم لا ينتمون إلى نفس الطبقة الاجتماعية ولا إلى نفس الجيل ولا حتى إلى نفس الجنس.
ما سبب هذه الرغبة الملحة للموتى السبعة في إبداء آرائهم؟ ربما لم تسنح لهم فرصة التعبير عن آرائهم في حياتهم؟ أو أنهم لم يفصحوا عنها إما خجلا أو بفعل ضعف ثقتهم بأنفسهم أو بسبب عزلتهم عن المجتمع؟، ويجيب عبو بأنّ مجتمعنا يعاني من نقص الحوار بين أفراده، ما دفع بهؤلاء الموتى إلى الثرثرة وهم موتى ربما تعويضا منهم عن صمتهم وهم أحياء.
هؤلاء الموتى يتحدّثون بكل حرية، منزهين من كلّ قيد خنقهم في حياتهم، فقد وجدوا ملاذهم تحت التراب، فمن سيحاسبهم على حريتهم في الكلام وهم موتى؟ من سيحكم على ما يقولون؟ من سيسخر بما يفكرون؟، ويردّ عبو بأنّ النقّاد والقرّاء الذين اطلعوا على روايته الجديدة استنتجوا أنّ هؤلاء الموتى تحرّروا من القيود وما أكثرها وأصبحوا يتحدّثون بكلّ حرية وهم أموات. بالمقابل، عبرّ الكاتب عن تأثره الكبير بمخلفات الكوفيد الذي أهلك الكثيرين، لهذا اختار أن تكون روايته الأخيرة حول هذا الموضوع تحديدا