المركز الثقافي الجزائري بباريس يستضيف الحراشي وكاتب
حنين للذكريات وتفاعل مع قضايا الراهن

- 115

يفتتح المركز الثقافي الجزائري بالعاصمة باريس، موسمه الجديد بحفلين متميّزين للفنانين المعروفين كمال الحراشي وأمازيغ كاتب، اللذين لهما جمهورهما العريض في ديار الغربة، للاستمتاع بأجمل الأعمال المنسَّمة برائحة "لبلاد" ، والمرصَّعة بجميل الكلام، والحكم.
يلتقي الجمهور بالفنان كمال الحراشي يومي الجمعة 26 والسبت 27 سبتمبر الجاري ابتداء من الثامنة والنصف مساء، بمسرح المركز الثقافي الجزائري بباريس، بالتعاون مع جمعية "على مرّ الثقافات".
ويمثّل هذا الحفل عودة مبهجة للفنان كمال، الذي مايزال يرسّخ فن وروائع والده الراحل دحمان الحراشي، التي لا يكفّ الجمهور عن طلبها، وتذوّقها؛ كيف لا وهو الوريث الشرعي والوفي لوالده الراحل الذي يُعد من أعمدة فن الشعبي ومجدديه. كما يحاول الفنان كمال أن يضع بدوره، بصمته على بعض الأعمال، منتهجا أسلوبا أكثر عصرية وتقنية.
وهكذا يستلهم الفنان كمال الحراشي من موروث والده الفني. ويغني أغانيه التي تتحدّث عن قسوة الغربة، والقضايا الاجتماعية اليومية، والحنين والذكريات. زد على ذلك أنّ صوت كمال كصوت أبيه تقريبا، وسيتحف جمهوره ببعض الأغاني؛ منها "بهجة بيضاء ما تحول" ، و«أنا عشقي عذراوي" ، و«ما يشقاش توصيني" ، و«يا الرايح" . كما سيختار بعضا من أغاني الراحل الهاشمي قروابي المطلوبة بدورها، علما أنه عرف الراحل قروابي، وتعامل معه.
للإشارة، سجّل كمال الحراشي (مواليد سنة 1973)، أوّل أغانيه في الجزائر قبل أن يتوجّه إلى فرنسا؛ حيث شارك في مهرجان "ربيع بورج" سنة 2002 كأول إطلالة بارزة على الساحة الفنية. كما ينتمي كمال الحراشي إلى جيل الشباب المجددين، الذين يحاولون أن يحافظوا على أصالة موسيقى الشعبي الجزائرية بروح معاصرة، بإدماج إيقاعات جديدة، واستخدام أدوات موسيقية جديدة.
أمازيغ كاتب في الموعد
كما يستقبل المركز الثقافي الجزائري بباريس، يوم 4 أكتوبر 2025، الفنان أمازيغ كاتب ابن الروائي المعروف كاتب ياسين، الذي يظلّ يحمل اسم والده بفخر واعتزاز؛ فكلمات أغانيه وموسيقاه خير دليل على ذلك. ويُعدّ أمازيغ المغني وكاتب الأغاني والملحن والمؤدي، أحد أكثر الفنانين الأفارقة تأثيرا في جيله.
الفنان من مواليد 16 سبتمبر 1972 بمدينة سطاوالي بالعاصمة، وهو مؤسّس وأحد أهم أعضاء فرقة قناوة ديفيزيون.
وخلال رحلة إلى تيميمون جنوب الجزائر، خاض أمازيغ الذي كان في الرابعة عشرة من عمره آنذاك، تجربة صوفية حقيقية؛ من ذلك تأثره بالموسيقى المحلية للمنطقة ذات النكهة البافريقية الأصيلة، ليكشف معها الهوية الإفريقية للجزائر. وتعرّف لأول مرة على "القناوة"، وهو الاسم الذي اشتُق منه اسم الفرقة التي أسسها لاحقا، في غرونوبل.
كما يدير الفنان ورش عمل متنوّعة في الكتابة، والغناء، والتأليف الموسيقي في المدارس والسجون، وغيرها. وتعاون مع عدّة فنانين منهم إيموتيب، ومانو تشاو، وإيدير، وثائر الصحراء، وكريم زياد وغيرهم، وهو يشارك في مشاريع ثقافية مختلفة في عدة دول؛ مثل السنغال، والجزائر، وكوبا وغيرها. كما يؤلف موسيقى لأفلام، وأفلام وثائقية، ومسرحيات، كان منها "العالم الآخر".
وارتبط الفنان أمازيغ بالحفلات الحية. ويختار دوما اللقاء المباشر مع جمهوره الوفي لأعماله المستمَدة من عمق التراث.
وظلّ أمازيغ ملتزما بقضايا الإنسان؛ لذلك كان من السباقين لدعم الشعب الفلسطيني خاصة بعد طوفان الأقصى. وشبّه معاناة الفلسطينيين بمعاناة الجزائريين إبان الاحتلال الفرنسي، وما يؤديه هذا الفنان أغنية من نص والده الراحل كاتب ياسين قام بتكييفها.
وقال بخصوصها خلال حفل أقامه السنة الماضية بالجزائر، "إنّ النص يتحدّث عن الأنقاض. وفي الوقت الحالي غزة ليست إلا أنقاضا. ويتحدث عن الحرب أيضا. وما تعيشه غزة قد عشناه؛ لذا، هذا النوع من النازية معروف لدينا".
وشارك أمازيغ، أيضا، في مسيرات التضامن بفرنسا، وفي حفلات تضامن أقيمت بباريس أيضا، مداخيلها حُولت للشعب الفلسطيني. وينتهج هذا الفنان الأسلوب الشعري بدمج نصوص كتّاب مثل كاتب ياسين ومحمود درويش، مركزا في كل مرة على التي تتطلب منه التأمل في عمقها