أعمال متميّزة ومتنوعة لناريمان غلام الله

حميمية البعد الزمني

حميمية البعد الزمني
  • القراءات: 726
ن.ج ن.ج

لكسر الجمود الذي فرضته وضعية الوباء، استضافت الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، الفنانة التشكيلية ناريمان غلام الله، في عرض افتراضي لنماذج من لوحاتها المميزة وإعطاء لمحة عن طريقة عملها وعلاقتها الوجدانية مع الرسم ومع مواضيع لوحاتها المتنوعة.

يكتشف مشاهد الفيديو الذي تبثه الوكالة على الفايسبوك لمدة أسبوع، الريشة الجميلة لهذه الفنانة الشابة وهي تقوم بالروتوشات على إحدى لوحاتها الجديدة التي تجسد صورة طفل بزي تقليدي سيطرت عليها الألوان الزاهية، وتتحدّث الفنانة في هذا الفيديو بكثير من الرومانسية عن طريقتها في العمل وعلاقتها بالفن التشكيلي وقبل الشروع في تفاصيل عملها قدمت ناريمان نبذة عن مسارها العلمي الذي أوصلها في نهاية المطاف الى عالم الفن التشكيلي.

تحمل الفنانة ـ حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية ـ شهادة مهندس في علم المحيطات ولها دبلوم عال في علم التسيير، لكنها حطت في النهاية في عالم الفن التشكيلي لأنّها كانت منذ الصغر روح فنانة، خاصة وأنّ والدها كان رساما ومارست في البداية فن تصميم الأزياء الى جانب بعض الرسومات ،لكن بعد أن قرّرت جعل أعمالها مرئية وأخرجتها من الورشة إلى الجمهور العريض، واختارت تحصين ذلك بفترة دراسة كطالبة حرة في مدرسة الفنون الجميلة للتحكّم أكثر في تقنية  الرسم.

كانت ناريمان، في أول مشوارها تستلهم رسوماتها من صور قديمة  بالأبيض والأسود، وأكّدت أنّ المشاعر بالنسبة لها هي أهم عامل في التعامل مع الرسم إضافة إلى المحيط المباشر الذي تستلهم منه أعمالها، وأضافت قائلة عندما يلهمني  شيء معين أقوم بتحييده وإبعاده عن محيطه السردي لاستحوذ عليه. للفنانة علاقة خاصة بالبورتري لأنّها ترى أنّ نظرة صاحبها عبارة عن مرآة الروح وهي صادقة، وصرحت الفنانة أنّها تحرص دائما على اصطحاب أعمالها بالكلمات لتمرير الرسالة والعاطفة التي تنبعث منها للمتلقي. وتظهر مجموعة اللوحات التي تعاقبت خلال البث دقة وتميز ريشة الفنانة، كما يظهر ذلك في الأعمال التي خصّصت للمرأة والعالم الداخلي لبيتها وذلك من خلال استرجاع ذاكرة أيام خلت، حين كان للمرأة العاصمية علاقة حميمة مع المكان، ويظهر ذلك في اللوحات التي تصوّر الحياة اليومية في البيوت الجزائرية بديكورها المتألق ومحتوياته الجميلة (تحف وأفرشة وأواني) والتي تنافس صاحبة البيت في أناقتها، واستخدمت الفنانة ألوانا مختلفة للتعبير عن مشاعر شخوصها في بورتيهات خصّصت للنساء والأطفال مع التأكيد على أصالة وجمالية اللباس التقليدي.

وفي المجموعة التي خصّصتها لموضوع الأحذية، أبرزت ناريمان البعد الزمني من خلال شكل ووضعية الحذاء الذي يرمز الى التنقل والأسفار احيانا وكذا الحالة الاجتماعية والمهنية، أما في موضوع الحقائب، فقد قدّمت الفنانة لوحات متنوّعة تتراوح بين الحقيبة الواحدة المفتوحة التي استولت على كلّ مساحة اللوحة وقد يرمز هذا العمل للماضي والذكريات أو للرحيل، وحقائب مرافقة لأصحابها في السراء والضراء، وأيضا لوحة اخرى تراكمت فيها الحقائب مختلفة الألوان والأشكال التي تعطي انطباع الفوضى والسرعة.

كما عبّرت الفنانة في اللوحات التي رسمت فيها  الكراسي والأرائك المهترئة من ثقل ما تعاقب عليها من هموم وأسرار الذين غادروا، ولم يكن الحاضر بعيدا عن اهتمامات الفنانة التي عرضت أعمالا أو رسومات تجسّد حضور المرأة وانشغالها بما يجري حولها، كما في اللوحات التي تظهر امرأة تحمل كمامة للاحتراز من الوباء وأخرى منشغلة بخياطة الكمامات في إشارة لأهمية المساهمة والتوعية للحدّ من انتشار فيروس كورونا.