برواق "عسلة حسين"

حمودة تحاكي التراث الأمازيغي

حمودة تحاكي التراث الأمازيغي
  • القراءات: 1274
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

اختارت الفنانة التشكيلة كريمة حمودة أن تشارك في الاحتفالات الخاصة بدخول السنة الأمازيغية بطريقتها الخاصة، حيث فكرت في رسم عدد من اللوحات، تحمل عددا من الرسائل المعبرة عن هذه الاحتفالية، وقالت في حديثها لـ«المساء"، أن الفن يلعب دورا هاما في الحفاظ على الموروث  التقليدي.

التقتها "المساء" بمناسبة تنظيمها لمعرض برواق "عسلة" في العاصمة، حيث عرضت مجموعة من اللوحات التي تحاكي التراث الأمازيغي، وقد تعمدت الفنانة تعليق لوحاتها على جدران مدخل المعرض للفت انتباه الزوار إلى هذا الموروث الموثق على لوحاتها.

تشير اللوحة الأولى التي تقابل الزوار في المدخل، إلى ثلاثة عناصر متداخلة مع بعضها البعض، ممثلة في آنية تقليدية كانت تستخدمها النساء قديما لتعبئة المياه، وقد عمدت الفنانة إلى تلوينها باللون البني المزخرف بعدد من الرموز والأشكال التي تعكس الأرض وما تحويه من خيرات وما تمثله من صعوبات، إلى جانبها زربية تقليدية أبدعت الفنانة في تزينها بالألوان والأشكال التي تعكس كلها مجموعة من الدلائل الاجتماعية لبيئتها التي طالما تغنت بها المرأة الأمازيغية، ممثلة في الاخضرار وزرقة السماء والأزهار، بالجمع بين اللون الأزرق، الأحمر والأخضر، على جانب الزربية شكلت قطعة من الحلي التقليدية التي تعتبر واحدة من أهم القطع التراثية التي تشير إلى مدى اهتمام الأمازيغ بالجمال،  حيث زاوجت فيه بين عدد من الألوان الزاهية، ممثلة في الأزرق والأحمر والأخضر.

أما اللوحة الثانية، فقد عرجت الفنانة كريمة من خلالها إلى السيدة الأمازيغية التي طالما تزينت بجبتها التي تحمل أكثر من مدلول اجتماعي، وحاولت صاحبة المعرض من خلال المرأة، التأكيد على الدور الكبير الذي كانت ولا تزال السيدة الريفية تقوم به لدعم الأسرة، في حين اختارت في لوحة أخرى أن تجمع بين آنيتين فخاريتين؛ الأولى تتمثل في تلك التي كانت تستعين بها النساء قديما لتعبئة المياه من الوديان والجبال، أما الثانية فهي تلك التي تستخدم في تخزين الطعام، وقد اختارت الفنانة المزاوجة بين اللونين البني الفاتح والغامق وجمعتهما على زربية، اختارت أن تجعل ألوانها متباينة بين الأسود والأبيض والبني الفاتح، في إشارة منها إلى الأدوات الأساسية التي كانت موجودة في كل البيوت قديما.

وفي دردشتنا إلى الفنانة التشكيلة كريمة، أكدت في معرض حديثها بأنها اختارت هذه السنة أن تحتفل بدخول السنة الأمازيغية الجديدة بطريقتها الخاصة، بعيدا عن المهرجانات والمحاضرات، وقالت "إن أسرع طريقة لإيصال الرسالة تكون عن طريق الأعمال الفنية"، وتردف "بحكم أنني رسامة تشكيلية اخترت توثيق هذا الموروث على لوحاتي، ليسهل على الزوار الاطلاع عليه، مشيرة إلى أن الاهتمام باحتفالية السنة الأمازيغية بدأ في السنوات الأخيرة يلقى اهتماما كبيرا".

رشيدة بلال