سليمان جوادي يثمن إعادة بعث مشروع السد الأخضر

حلم يتحقق من جديد

حلم يتحقق من جديد
الشاعر سليمان جوادي
  • القراءات: 838
مريم. ن مريم. ن

ثمن الشاعر الكبير سليمان جوادي، مؤخرا، عبر صفحته الالكترونية، قرار إعادة بعث مشروع السد الأخضر، الذي أطلق في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، وقدم  الشاعر بهذه المناسبة بعضا من شهاداته وذكرياته مع هذا المشروع النهضوي.

قال الشاعر جوادي إنه كان محظوظا بالمساهمة في هذا الإنجاز العظيم "السد" في ولاية البيض وتشرف سنة 1974 بحضور حفل انطلاق المشروع الذي أشرف عليه الزعيم الرمز هواري بومدين رفقة العقيد الشاذلي بن جديد قائد الناحية العسكرية الثانية رحمهما الله.

وأضاف الشاعر أن السنوات العجاف تثبت صدق الرؤية الاستشرافية لبومدين وعظمته، رحم الله الزعيم هواري بومدين. أشار الأستاذ جوادي أن التفكير في مشروع السد الاخضر بدأ سنة 1967 من أجل التصدي لزحف رمال الصحراء على الأراضي الفلاحية في شمال البلاد، ويقوم مشروع السد الأخضر الذي شرع فيه عمليا سنة 1970 بإسناد انجازه في البداية لشباب الخدمة الوطنية، حيث جند له ما يزيد عن 21 ألف شاب، ويقوم المشروع على غرس مختلف أنواع الأشجار على المساحة المخصصة لذلك، أي تشجير ما مساحته 3 ملايين هكتار من الأراضي في شمال الصحراء، عبر شريط يمتد من شرق البلاد إلى غربها، على مسافة تزيد عن 1700 كلم، وبعمق يصل في بعض المناطق أو يزيد عن 20 كلم، عبر ولايات الهضاب العليا

وهي: تبسة في أقصى شرق الجزائر عند الحدود التونسية، خنشلة، باتنة، مسيلة، الجلفة، الأغواط، البيض، سعيدة و النعامة في أقصى غرب الجزائر عند الحدود المغربية.

تراجعت أشغال إنجاز مشروع السد الأخضر بعد وفاة الزعيم هواري بومدين بسبب السياسة المنتهجة وغير الواضحة المعالم التي انتهجها من جاء بعده - يقول الشاعر- حيث لم يتم إنجاز (تشجير) إلا 510 ألف هكتار من ثلاثين ملايين هكتار مقرر تشجريها.

وكان من أهداف المشروع خلق تنوع إيكولوجي وتلطيف الجو من خلال تكثيف الغطاء النباتي الذي من شأنه امتصاص الحرارة الشديدة، وتنويع الغطاء النباتي منها الأشجار الغابية المتنوعة، كالصنوبر بنوعيه البحري والحلبي، وأشجار الكاليتوس، أشجار الأرز، البلوط، ثم الأشجار البرية، زيادة على النباتات الرعوية خاصة الحلفاء.

كما استهدف المشروع المحافظة على الأراضي الزراعية الخصبة في شمال البلاد، من خلال منع زحف الرمال نحوها، وكان مشروعا واعدا واستثنائيا في بلدان العالم الثالث، ينم عن بعد نظر الذين خططوا له وشرعوا في إنجازه، وكان بإمكانه المساهمة ولو بالنزر البسيط في تحقيق الأهداف التنموية التي سطرت، لكن رحيل هواري بومدين - يضيف جوادي- أوقف المشروع نهائيا في بداية التسعينات بعد الفوضى واللاستقرار الذي عرفته الجزائر، لكن الزمن ينصف رؤية بومدين الصائبة، مرة أخرى وها هو اليوم يعاد الحلم بفضل المخلصين لترى الصحراء الاخضرار ثانية.

للإشارة، فقد كان هذا المشروع الوطني الرائد حلم كل الشعب الجزائري حينها، ولا يزال يذكر بعض من عاشه حماسة الشباب الجزائري في إنجازه والتزام الفنانين بتثمينه والأغاني الجميلة التي نظمت عنه بأجمل عبارات التفاؤل والتحدي والإصرار على بناء جزائر الاستقلال.

فنانون رافقوا إرساء قواعد التنمية كان منهم درياسة وبلاوي ووهبي وغيرهم ممن تغنى بمشاريع أخرى كمشروع طريق الوحدة الافريقية وألف قرية اشتراكية وكانت المرافقة الفنية في مستوى التحولات الكبرى بالكلمة الهادفة المعبرة عن آمال شعبنا وهو الأمر المفقود اليوم في الساحة الفنية.