الدكتور احسن تليلاني لـ ”المساء”:

حلم بجزائر الشهداء

حلم بجزائر الشهداء
  • القراءات: 900
مريم. ن مريم. ن

عبّر الدكتور احسن تليلاني، رئيس مؤسسة زيغود يوسف، لـ ”المساء” بمناسبة حلول السنة الجديدة، عن آماله وما يرجوه، منها، متحدثا بعيون الحالم، الذي ينتظر كل ما هو جميل ومفرح له ولغيره رغم مشاهد البؤس والتعاسة والحروب التي تلفّ العالم.

يرى هذا الكاتب أننا ”نحن المعذّبون في الأرض داخل هذا المعتقل الأمريكي الكبير الذي يسمى الوطن العربي، كما ينعته الكاتب السوري الساخر ”زكريا ثامر”، لذلك يتمنى التحرير من هذا التخلف والضعف والهوان على الناس، في انتظار حياة هنية مثل عامة البشرية؛ حيث الحرية والعدل والأمن”. يقول: ”إنني كجزائري من جيل الاستقلال، أعترف أننا الجيل الأكثر شقاء ومسؤولية، فنحن جئنا بعد الاستقلال مباشرة، ومن المؤكد أن الشهداء، رحمهم الله، كانوا يعوّلون علينا كثيرا لحمل الأمانة وبناء الدولة الوطنية على عهد نوفمبر العظيم، لكننا فشلنا وتقاعسنا، وكنا الجيل الأكثر خيبة وفشلا في تاريخ الجزائر. إنني أدين لجيلي، وأخجل من لقاء آبائي. وأعترف بأننا الجيل الأكثر قهرا وعذابا؛ فماذا بوسعنا أن ننتظر من سنة 2021؟!”. ويضيف: ”آمالنا عريضة، لكن مفتاح انتظاراتنا كلها في اعتقادي، إنما يتمثل في الاعتراف أولا بدورنا كعلماء في هذا الوطن. نحن الآن، للأسف، نعاني التهميش والإحباط رغم إدراك الجميع ما للعلم والثقافة من دور وأهمية في نهضة المجتمع؛ لأنه بدون سلطة العلم وما يتبعه من معرفة ووعي وذكاء، لن يكون لنا أي مستقبل، وسيكون انتظارنا عبثيا وفارغا، بل يشبه انتظارات شخصيات مسرحية ”في انتظار غودو” للكاتب صمويل بيكيت؛ حيث يطول الانتظار، ولا شيء يأتي في النهاية!”. ويؤكد الدكتور تليلاني أن الأزمة من حولنا تشتد. ومن المؤكد أن هذه الأزمة ستلد فينا الهمة؛ فإما أن نكون أو لا نكون. ومن حسن حظنا أن الأمور كلها صارت، اليوم، مكشوفة أمامنا. وفي تاريخنا كثير من الدروس التي تعلمنا، كما قال له المرحوم سي عبد الحميد مهري يوما، لذلك فهو ينتظر أن نتعلم ونحفظ الدرس لنمضي بجدية نحو بناء الدولة الوطنية المتطورة، القادرة على ضمان مستقبل زاهر لشعبنا المكافح.

سنة 2021 بالنسبة لهذا الكاتب والأكاديمي هي سنة بناء الجزائر على قواعد ديمقراطية صلبة، وانطلاقها عاليا مثل طائر العنقاء من رحم الرماد. ومن علامات البركة في هذه السنة، أنها تصادف مرور مائة عام على ميلاد الشهيد البطل زيغود يوسف، الذي وُلد في 18 فيفري 1921، زيغود الذي كان يقول: ”الشعب الجزائري عظيم وعظيم جدا، ولو لم تكن قيادته في مستوى عظمته، لكانت الكارثة”. وهنا يجيب اتليلاني” ”أنا في الحقيقة لا أنتظر، لكنني أعمل بجد واجتهاد ككاتب وكأستاذ وكناشط؛ اللهم وفقنا جميعا لما فيه الخير”.