حكايات دافئة من زمن الجدات

حكايات دافئة من زمن الجدات
  • القراءات: 656
❊ وكالات ❊ وكالات

يحيل عنوان المجموعة القصصية "دفء" للكاتبة الأردنية المقيمة في سلطنة عمان عُلا العمري، إلى الأُنس الذي يشعر به المرء وهو يستمع إلى الحكايات، تلك التي كانت تسردها الجدات قبل النوم لإدخال البهجة والدفء في نفوس الأطفال.

من هذه المناخات، تختار القاصة عنوان مجموعتها التي تمثل أحد مخرجات ورشة الكتابة الإبداعية، التي نظمتها المديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار، ليكون الكلام دافئا بما يستعاد من الحكايات الشعبية وأجوائها المشوقة.

تميل العمري في موضوعات مجموعتها التي وقعتها خلال معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الأخيرة، إلى الأساطير، وتجنح نحو الخيال الذي يمزج بين المتخيل والواقع، كما في قصتيها "يورا" و«قرية الضحك".

تضفي الكاتبة في مجموعتها، الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" بعمان، تنوعا في عناوين القصص من خلال تضمينات من القرآن الكريم، ومنها "والنازعات غرقا"، "والتين والزيتون"، وكذلك الأمثال الشعبية، ومنها "كل فتاة بأبيها معجبة"، وهي استعارات وتضمينات تغني النص بما تحمله من تناص ومن اشتغال على الموروث.

ولأن القاصة تُظهر حرصا على الإفادة من الحكايات والأساطير، فإنها تستعير نماذج من الأنماط الكتابية التراثية، ومنها "كان يا ما كان في قديم الزمان"، التي تمنح المتلقي بعدا زمانيا يتيح فكرة التخيل خارج إطار الراهن والواقعي.

تعمد الكاتبة إلى إدخال مفردات محلية وأسماء حقيقية تتصل بوقائع كل قصة، حتى ولو كانت خيالية، لتضفي على النص ظلال الواقعية المكانية، فضلا عن تضمينها الأمثال والمقولات والنصوص الشعرية والأغنيات التي تنوع في بناءات النصوص وتثري متون الحكاية.

تنسج القاصة نصوصها بلغة رشيقة منوعة في القصص بين التراثي والراهن، متوقفة في عدد من الحكايات عند فكرة الموت، كقضية فلسفية قابلة للمعالجة في النص القصصي. تحتوي المجموعة التي تقع في 150 صفحة من القطع الوسط، على 35 قصة في ثلاثة أقسام: "أمنيات" و«أغنيات" و«متتاليات"؛ يحوي كل قسم مجموعة من العناوين.