الاحترام يمتزج بالدموع في سهرة موسيقية على شرفه

حفل فني عربي تكريما للموسيقار الكبير نوبلي فاضل

حفل فني عربي تكريما للموسيقار الكبير نوبلي فاضل
  • القراءات: 1115
مبعوثة "المساء" إلى قسنطينة: دليلة مالك مبعوثة "المساء" إلى قسنطينة: دليلة مالك

التفتت إدارة أيام الفيلم العربي المتوَّج إلى قامة موسيقية جزائرية كبيرة عانت التهميش كثيرا، فكانت سهرة أوّل أمس ليلة خالصة للفنان المتميز بأعماله نوبلي فاضل، الذي قدّم العديد من الألحان لأسماء جزائرية وعربية، منهما من شارك الحفل وأدى بعض تحفه بقاعة قصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة" وسط مدينة قسنطينة، وقدّم كذلك موسيقى لعملين سينمائيين كبيرين، هما "الطاحونة" و"أبواب الصمت".

حفل التكريم الذي وقف عليه شقيقه صلاح الدين نوبلي يعكس بحق الاعتراف والاحترام للموسيقار، نظير ما قدّمه للموسيقى الجزائرية على وجه الخصوص، ومساهمته في إثراء الموسيقى العربية كذلك من خلال أعمال كثيرة جمعته بأصوات عديدة، على غرار الفنانين المصريين محمد الحلو والفنانة أنوشكا، اللذين وشّحا عرسه سهرة السبت، إلى جانب أعمال أخرى جمعته بالتونسيين، تتقدّمهم المطربة المخضرمة صوفيا صادق، التي شاركت مع فرقتها في هذا الحفل.

واستُهل الحفل بأغنية وطنية "لأنّك مثلي تحبّ الجزائر" من كلمات الشاعر عز الدين ميهوبي وألحان محسن الماطري وأداء التونسية صوفيا صادق، ثم تداول على المنصة خرّيج "ألحان وشباب" عبد الله كورد، وخريج برنامج "نجم العرب" محمد الخامس زغدي، الذي أعرب عن الشرف الكبير له في المشاركة ضمن حفل كبير للموسيقار العظيم نوبلي فاضل. وتابع: "الشيء الذي يزيدني شرفا أنه ابن منطقتي وابن بلادي.. القامة الموسيقية الرائعة نوبلي فاضل الذي أمتعتنا اليوم بألحانه التي أديناها خلال إحيائنا ـ نحن الفنانين المشاركين في هذا الحفل ـ مختلف المقاطع الموسيقية الرائعة لنجم يستحق كل التقدير والرعاية، خاصة أنّه قدّم الكثير من العطاء للموسيقى الجزائرية".

 أمّا خرّيجة ستار أكاديمي ريم غزالي فقالت: "هذه الفكرة التي خرج بها أخوه صلاح الدين نوبلي، عظيمة، وأنا سعيدة جدّا بهذا التعامل الذي سهّل جسر التواصل بيننا نحن الشباب والعمالقة. ولقد استطاع العملاق نوبلي فاضل الربط بين الجيلين من خلال إحيائه أنغاما مميزة عاشها أبناء جيله، وها نحن اليوم نتفاعل معها كجيل جديد عاشق لكلّ ما هو جميل؛ فخر كبير لي أنني أغنّي لنوبلي فاضل". ورغم الأخطاء التقنية أدّت المطربة المصرية أنوشكا أغنية "لمحوني" التي لحّنها المكرّم نوبلي فاضل. واغتنمت الفرصة لتشكر وزير الثقافة على إنسانيته؛ لأنّه بتكريمه العملاق نوبلي فإنّه يكرّمهم جميعا. 

وغنّى الفنان المصري محمد الحلو من ألحانه أيضا المتمثلة في أغنية "دنيا"، وسجّل الحفل مشاركة لبنانية جميلة مع الصوتين وليد فرح وهشام الحاج، فضلا عن أداء المطربة السورية الواعدة سارة فرح، التي قالت: "التحضير لهذا الحفل كان منذ سنة كاملة، تمّ بمسؤولية. نتمنى أن نكون قد أدينا المطلوب، وأن نكون قد أوصلنا هذه المحبة للموسيقار والإنسان نوبلي فاضل. ونرجو أن نكون أسعدناه وأسعدنا الجمهور الجزائري.. أنا فخورة جدّا بتواجدي لأوّل مرة بينكم للمشاركة في حفل تكريم أهم ملحّني الوطن العربي. كما أنني سعيدة بترسيم فكرة أيام الفيلم العربي إلى مهرجان عربي؛ كونه سيفتح جسر تواصل ومحبة بين الجزائر وكامل التراب العربي المحب لبلد المليون شهيد". كما أبدعت المطربة المغربية الحاضرين بصوتها الجميل بأداء متميز. وأدّت المطربة الجزائرية فلة عبابسة واحدة من أشهر الأغاني التي لحنها نوبلي فاضل، "ذابت الشمعة" للمطربة الجزائرية حسيبة عمروش.

وذرف الأخ صلاح الدين نوبلي الدموع تأثّرا بنجاح التكريم الذي أشرف عليه بالتنسيق مع إدارة أيام الفيلم العربي المتوَّج، لما اعتلى المنصة ولم يتمالك نفسه وبعض الفنانين، على غرار فلة التي ذرفت الدموع؛ احتراما لهذا النبل الذي تجلى في جوّ حميم ومؤثر. وعلى هامش الحفل، صرح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بأنّ الموسيقار نوبلي فاضل فنان فريد ولا يتكرّر، وأنّه، بلا شك، يستحق هذا التكريم؛ لأنّ الفنان الحقيقي لا بدّ أن يأخذ حقه، ومهما طال الزمن سينال الاعتراف حتى من لدن الذين ظلموه. جدير بالذكر أنّ فنانين ممن أكّدوا حضورهم، غابوا عن الحفل، مثل التونسيين زياد غرسة ولطفي بوشناق، واللبناني جورج وديع الصافي.