انطلاق مهرجان جميلة في طبعته الـ14

حضور مطلق للأغنية الجزائرية بكل طبوعها

حضور مطلق للأغنية الجزائرية بكل طبوعها
ملصقة مهرجان جميلة في طبعته الـ14
  • القراءات: 1101
آسيا عوفي آسيا عوفي

أعطى وزير الثقافة عز الدين ميهوبي سهرة أول أمس من مدينة جميلة الأثرية، إشارة انطلاق فعاليات الطبعة الرابعة عشرة لمهرجان جميلة الدولي، معلنا أن هذه السنة هي سنة الفنانين الجزائريين بامتياز، على أن تكون الطبعات المقبلة أكثر نضجا وتنوعا. وحلت هذه الطبعة ومعها محافظة محلية جديدة، تحمل ورقة طريق مغايرة عن الطبعات المنقضية، كونها تعتمد على الأسماء الفنية الجزائرية لا غير، إذ تتعاقب على ركح جميلة كوكبة من ألمع نجوم الفن في مختلف الطبوع الجزائرية.

عاش ضيوف المدينة الأثرية سهرة أنس، التحم فيها التراث بالفن العصري، وكانت البداية مع الفلكلور المحلي الذي يعكس التراث السطايفي المعروف بتوقيع من مجموعة من الشباب الذين أبدعوا في تقديم لوحة فنية رائعة بعنوان أزديف، مستوحاة من خصوصية المنطقة المعروفة بثرائها الفني. وعلى أنغام الصراوي الصدّاح في أعراس وأفراح المنطقة، رُفع الستار عن الطبعة بهذه اللوحة الاستعراضية المتضمنة رقصات فلكلورية، لاتزال تؤدى في مختلف المناسبات بسطيف وما جاورها.

وعلى مدار نصف ساعة من الزمن استمتع جمهور السهرة الأولى بفسيفساء فنية رائعة، عادت به إلى عمق التاريخ، تم فيها سرد حكاية وطن عامر لحرار والأولياء الصالحين والقمح البليوني الذي تغنى به العشرات من الفنانين، والتاريخ البطولي للمنطقة عبر مختلف الحقب التاريخية، في مشاهد عكست تراث المنطقة؛ من رقص شعبي وشعر ملحون ولباس تقليدي.

وقبل فسح المجال لنجوم السهرة أبهر الفنان التشكيلي التونسي حبيب الغورابي، الحضور بلوحة فنية جميلة، اعتمد فيها على تقنية الرسم بالرمال، مجسدا من خلالها مجموعة صور لرمز مدينة سطيف تمثال عين الفوارة.

أول فنان امتطى الخشبة كان الصاعدة الجديدة خريجة مدرسة ألحان وشباب الفنانة أمال زان، التي أطربت عشاقها بمجموعة من الأغاني التي تضمّنها ألبومها الأخير، تلاها عميد الأغنية السطايفية الفنان بكاكشي الخير، الذي عرف هو الآخر كيف يحرك مشاعر الجمهور الذي ملأ المكان، ويمتعه بباقة من أغانيه السطايفية الراقصة، قبل أن يفسح المجال لابن منطقة أولاد نايل نجم برنامج ذو فويس حسين بن حاج، الذي عرف هو الآخر كيف يستميل عشاقه بمجموعة من أغاني الكينغ خالد وباقة أغاني من الطابع النايلي التي رقص عليها الجمهور الغفير.

حضرت الأغنية القبائلية بكل ثقلها الفني، ومثلها أحد نجومها الفنان رابح عصمة، الذي أمتع عشاقه بوصلات فنية قبائلية خفيفة من رصيده الفني الثري. بعدها جاء دور الشباب بلال، ليصعد الركح في حدود الساعة الثانية والنصف صباحا، حيث قدم باقة من أغانية القديمة والجديدة التي تجاوب معها الحضور، لاسيما الشباب.

كما استمتع جمهور السهرة الثانية بباقة فنية جزائرية خالصة، تداول فيها على الخشبة كل من بال الصغير، ماسي، الشاب خلاص، الشاب عزيز وأنيسة حجرسي، على أن يكون الموعد سهرة اليوم في ثالث ليالي المهرجان مع موك صايب، فريكلابن، الشاب وحيد، الفنان عراس والشيخ كمال القالمي.

انطباعات نجوم مهرجان جميلة

الشاب بلالالطبعة فرصة لإنتاج أعمال جماعية

بعد اختتام فقرته الغنائية في السهرة الأولى بمهرجان جميلة في طبعته 14 التي شهدت حضورا قويا للجمهور الذي جاء من كل الولايات، عقد الفنان الشاب بلال صاحب أغنية سهيلة و«درجة درجة وغيرها من الأغاني التي حققت النجاح في الجزائر وخارجها، عقد ندوة صحفية، أكد فيها أنها ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها جمهوره على ركح كويكول الأثري، وأنه سعيد بالتجاوب الذي حظي به من طرف جمهوره. وعن مهرجان جميلة الدولي في طبعته 14 الذي جاء بنكهة جزائرية مائة بالمائة، أشار إلى أن ذلك شرف للفنان الجزائري، وفرصة مثلى تسمح بفتح مجال التعارف والاحتكاك بين الفنانين للسعي لإنتاج أعمال جماعية مشتركة.

وبخصوص عمل ديو مع الفنانة فلة عبابسة، أكد الشاب بلال أن ذلك شرف كبير له، معتبرا أن الغناء مع الفنانة فلة عبابسة وسام يضعه على صدره. أما بخصوص حفلاته فأكد بلال أنه من المنتظر أن يكون له موعد مع جمهوره في الأيام القليلة القادمة بكل من ولايتي عنابة وبجاية. وتمنى الشاب في الأخير أن لا تكون آخر مرة يلتقي فيها بجمهوره، الذي بقي في انتظاره ساعات طويلة.

بكاكشي الخيرمقاطعة الحفلات والمهرجانات ليست في محلها

على هامش مهرجان جميلة الدولي في طبعته 14، عقد مساء أول أمس عميد الأغنية السطايفية بكاكشي الخير، ندوة صحفية بفندق البشير، أكد فيها  أنه ضد من يقاطع المهرجانات، مشيرا إلى أن المقاطعة في غير محلها، وموضحا أن طلبات المواطنين مشروعة ولكن ليس بهذه الطريقة، مؤكدا أن الذين خرجوا إلى الشارع وراءهم أياد تدفعهم إلى أهداف لا يعلمونها ولا يعرفون مداها، متمنيا أن يعرف مهرجان جميلة في طبعاته المقبلة، نجاحا أكبر.

رابح عصمةلا يجب ربط الفن بالمطالب الاجتماعية

من جهته، أكد فنان الأغنية القبائلية رابح عصمة على هامش مهرجان جميلة الدولي، أن كل دول العالم تعيش أزمات اجتماعية واقتصادية، ولكن ولا مرة حدث وأن قاطع شعبها الحفلات الغنائية إلا إذا كانت أسباب موضوعية تتعلق بالفن والأسماء المشاركة، التي تجعل من اعتراض الحفلات أمرا مشروعا، مضيفا أنه لا يجب خلط الأمور وربط الفن بالمطالب الاجتماعية، ومؤكدا أن مثل هذه المقاطعات لا تخدم الفن، بل تهدف إلى خلق الفوضى وزرع البلبلة في وسط أبناء الشعب الواحد، مضيفا أنها ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها بجمهوره على ركح كويكول، الذي قال عنه ذواق للفن.

آمال زانانتظروا ألبومي الجديد قريبا

أبدت الفنانة خريجة مدرسة ألحان وشباب آمال زان خلال تنشيطها ندوة صحفية على هامش مهرجان جميلة الدولي، استغرابها وحيرتها من حملة المقاطعة التي قام بعض الشباب، الحفلات الغنائية، مؤكدة أن الفنان يعمل بدوره من أجل نقل هموم الشعب ومشاكله، وأن أغلب أغاني فناني الجزائر اجتماعية، ومضيفة أن حملة المقاطعة هذه وراءها أهداف هدّامة للمجتمع والدولة الجزائرية، تتعامل مع مختلف القضايا بموضوعية.  وعن جديدها أكدت آمال زان أن ألبومها الثاني سيكون في الأسواق قريبا، متمنية أن ينال إعجاب جمهورها.

وبخصوص مشاركتها في مهرجان جميلة أكدت أنها أول مشاركة لها، وأنها سعيدة بلقاء جمهورها خاصة أن هذه الطبعة كانت جزائرية خالصة. وقالت: بعد أن شهدنا حملة لننتج جزائري فلم لا تكون أيضا لنغنّ جزائري.

حسين بن حاجمشاركتي إضافة لمسيرتي الفنية

صرح ابن مدينة الجلفة الذي كان ممثلا لوطنه وشعبه في برنامج أرب أيدول الفنان حسين بن حاج ، بأن هذه أول مشاركة له في مهرجان جزائري بهذا الحجم الكبير، مشيرا  إلى أن تلك المشاركة تضاف إلى مسيرته الفنية الفتية. كما توجه بن حاج بشكره إلى أبناء وطنه الذين دعموه ووقفوا معه في برنامج أرب أيدول. وبخصوص مقاطعة الحفلات أكد حسين أنه ابن الشعب ويعرف واقع الشعب وهمومه، وأن الفنان هو ناقل لهموم وأفراح شعبه، وواقف معه في كل ظروفه، موضحا أن مقاطعة الحفلات بهذا الشكل وراءها أهداف لا تخدم المصلحة العامة، ولهذا يجب علينا أن نحسن كيفية توصيل مشاكلنا.

الأصداء:

عرفت السهرة الأولى من مهرجان جميلة الدولي في طبعته 14، تأخرا في انطلاق السهرة؛ فبعدما كان مبرمجا الافتتاح على الساعة العاشرة تأخر إلى حدود الساعة الحادية عشرة.

بقي الجمهور الذي كان حاضرا في السهرة إلى غاية الثالثة صباحا؛ من أجل الاستمتاع بما سيؤديه فنانو السهرة الأولى.

السهرة الأولى من المهرجان عرفت تنظيما محكما؛ سواء من طرف القائمين على محافظة المهرجان أو المصالح الولائية.

كانت صورة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة حاضرة من خلال الشاشات العملاقة، والتي صفق لها الجمهور كثيرا.

تم خلال السهرة الأولى تكريم أعمدة الأغاني الجزائرية، على غرار عبد المجيد مسكود، الشابة بريزة، جمال بوعلام وعائلة المرحوم محمد الطاهر الفرقاني، وهي التفاتة نالت إعجاب واستحسان الفنانين.