في حملة تطوعية واسعة

حصن المعذبين إرث تاريخي يُنظَّف بأيدي الأجيال

حصن المعذبين إرث تاريخي يُنظَّف بأيدي الأجيال
  • 103
سميرة عوام سميرة عوام

نظّفت جمعيات المجتمع المدني في عنابة، حصن المعذبين، ذلك المعلم التاريخي العتيق، في حملة تطوعية واسعة نظمتها مديرية الثقافة والفنون أمس الأول، ضمن الجهود المستمرة للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي لولاية عنابة؛ حيث شارك فيها عدد من الفاعلين المحليين من مختلف القطاعات؛ من مهتمين بالتراث، وأكاديميين، وجمعيات بيئية واجتماعية.

يُعد حصن المعذبين من أبرز المعالم الأثرية التي تحكي قصة تاريخ عريق يعود إلى حقب زمنية متعدّدة، تمثل في بنائه الطابع المعماري التقليدي، الذي يعكس ثقافة وهوية سكان المدينة عبر العصور؛ لذا لا تقتصر أهمية الحصن على قيمته الجمالية فحسب، بل تتعداها إلى دوره في تعزيز الهوية التاريخية للمدينة، وإبرازها كجزء من الذاكرة الجماعية.

واستهدفت الحملة تنظيف محيط الحصن من الأعشاب البرية والنفايات التي كانت تكتنفه، بالإضافة إلى إزالة الغبار والأوساخ عن جدرانه وأروقته؛ في خطوة تهدف إلى تسريع وتيرة الأشغال الجارية لإعادة تهيئة الحصن بشكل يليق بمكانته التاريخية. وبمشاركة فاعلة من جمعيات متعدّدة من بينها جمعية الحي العتيق برئاسة صالح ضياح وجمعية أصدقاء البيئة والتنمية المستدامة بالحجار، إضافة إلى خبراء أكاديميين؛ مثل الأستاذ عبد الكريم لرقش من جامعة عنابة.

وعبّر المواطنون الذين شاركوا في الحملة عن فخرهم ووعيهم العميق بأهمية المحافظة على الموروث الثقافي، مؤكّدين أنّ مثل هذه المبادرات التطوعية تُساهم بشكل فعّال، في تعزيز روح المواطنة والمسؤولية تجاه حماية التراث الوطني. كما شدّدوا على ضرورة استمرار هذه الحملات، وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من المعالم التاريخية التي تستحق العناية والإحياء.

ومن جانبها، نوّهت مديرة الثقافة والفنون صليحة برقوق، بالمجهودات المبذولة من طرف الجمعيات والمشاركين، مشيرة إلى أنّ النجاح الذي حقّقته هذه الحملة يمثّل نموذجا يُحتذى به في العمل الجماعي والتطوعي؛ لصون الذاكرة الجماعية، وتعزيز الحس الوطني. وأكّدت أنّ المديرية ستواصل دعم مثل هذه المبادرات التي تساهم في استدامة المحافظة على التراث الثقافي. وفي نهاية المطاف، تثبت حملة تنظيف حصن المعذبين أن الحفاظ على التراث ليس مسؤولية الجهات الرسمية فقط، بل هو واجب جماعي، يستلزم تعاون الجميع؛ من أجل إبراز التاريخ والثقافة، وتوريثها للأجيال القادمة بحلة جديدة تنبض بالحياة، والاعتزاز.