في إطار معرض ميلانو العالمي

حسنة البشارية تحيي حفلا سهرة اليوم

حسنة البشارية تحيي حفلا سهرة اليوم
  • القراءات: 1105
لطيفة داريب لطيفة داريب
قدمت فرقة إمزاد الجزائرية، حفلا موسيقيا، أول أمس بمناسبة معرض ميلانو العالمي الذي تتواصل فعالياته إلى غاية آخر يوم من شهر أكتوبر المقبل تحت شعار: "تغذية المعمورة، طاقة للحياة"، في حين ستحيي الفنانة حسنة البشارية، حفلتها سهرة اليوم. ورأت الفنانة حسنة البشارية، النور في أوائل الخمسينيات ببشار، وتعتبر من أبرز مطربات الموسيقى الصحراوية الجزائرية، كما تملك شهرة دولية كبيرة. يعتبر والدها من رواد موسيقى الديوان، فتعلمت أصول هذا الفن منذ سن الصبا.
أسست الفنانة، عام 1972 فرقة نسوية تتألف من أربعة أعضاء، كانت تنشط الأعراس في بشار.. وفي عام 1976، دعيت الفرقة للمشاركة في حفل نظمه اتحاد النساء الجزائريات ببشار، فكانت بداية التألق وطنيا لتترسخ أكثر بصدور ألبوم حسنة البشارية تحت عنوان "جزائر جوهرة" تتغنى فيه بالجزائر. وفي عام 1999، بدأت حسنة مشوارها الدولي انطلاقا من حفلها الأول الذي أدته في باريس، ولم تتوقف عند عاصمة "الجن والملائكة"، بل أحيت العديد من الحفلات في العالم العربي وفي أوروبا. بالإضافة إلى الغناء الذي تمارسه طبقا للتقاليد، تعرف حسنة البشارية بعزفها المتميز على الآلات الموسيقية، فإلى جانب "القمبري" التي تعد أول امرأة عربية تعزف عليه، تتحكم أيضا في فن القرقابو والطبل و حتى القيتارة الكهربائية، كما نشطت عدة حفلات في إيطاليا حيث لها الكثير من المعجبين، خاصة منذ مشاركتها مع الموسيقار الإيطالي إوجينيوبيناتو.
من جهتها، نالت فرقة إمزاد شهرتها مع توالي عروضها التي لم تنقطع منذ تأسيسها. تتكون من عشرة أعضاء، وهي فرقة مختلطة تضم ملحنين وموسيقيين ومطربين وراقصين. تأسست هذه التشكيلة النشطة عام 2012 بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال الوطني، بمبادرة من الجمعية الجزائرية "أنقذوا إمزاد". جدير بالذكر أن إمزاد هي آلة موسيقية تقليدية تتشكل قوقعتها من نصف قرعة قطرها حوالي 40 سم مغطاة بجلد ماعز ومثقوبة من فتحتين، ذراعها ضيق لكونها آلة أحادية الخيط، ميزتها أنها مستعملة ومصنوعة من طرف نساء الطوارق. بالمقابل تعني كلمة "إمزاد" الآلة، وفي نفس الوقت الطابع الموسيقي المرتبط بها.
وقد ساهمت فرقة "إمزاد" بشكل فعّال في تطوير الاثنين، أي الآلة والطابع الموسيقي، وساهمت مع جمعية "أنقذوا إمزاد" في تصنيفها عام 2013، (باقتراح من الجزائر رفقة مالي والنيجر) ضمن التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. كما تواصل فرقة "إمزاد" جهودها لترقية هذا التقليد الموسيقي العريق بالمحافظة على التراث الموجود وخلق إبداعات جديدة. منها أنها أدخلت آلات (القيتارة، اللباس، الساكسفون) التي ترافق إمزاد.
للإشارة، من خلال هذين الحفلين، يعزز قطاع الثقافة دورها في المشاركة الجزائرية في معرض ميلانو العالمي. ولقد تجسدت هذه المشاركة بتوفير معروضات تراثية تدخل ضمن نشاطات الجناح الجزائري التي تندرج هي الأخرى ضمن أهداف المعرض العالمي. كما يولي الجناح الجزائري (750م 2)، أهمية كبيرة للثقافة لما لها من صلة بمسألة التغذية في العالم. وعلى غرار الـ 146 بلدا مشاركا في هذه التظاهرة الكبرى التي ينتظر أن تستقبل عشرين مليون زائر، أقامت الجزائر مطعما يبرز فن الطبخ الوطني والمنتجات المستعملة محليا والتي تعد أيضا جزء من التراث الثقافي غير المادي.
افتتح المطعم في أواخر شهر ماي، بديكوره المعماري الجزائري الذي قدم بوجه عصري، على غرار بقية الجناح، ونال المرتبة الثالثة في ترتيب أفضل المطاعم الذي أقامه معرض ميلانو في فئة المطاعم النموذجية، وهي مكافأة تقديرية تمنحها لجنة من نقاد فن الطبخ الإيطاليين. كما تشارك الجزائر بصفة منتظمة في المعارض العالمية: مونريال (كندا) عام 1967، أوزاكا (اليابان) عام 1970، إشبيليا (إسبانيا) عام 1992 وغيرها.. وسينظم المعرض المقبل عام 2020 بدبي تحت شعار "تواصل العقول، بناء المستقبل"، وتعد أول مرة يحتضن فيها بلد عربي هذه التظاهرة.