تصد للمخططات النيوكلونيالية

حرب الذاكرة.. صراع قديم يتجدد

حرب الذاكرة.. صراع قديم يتجدد
  • القراءات: 635
مريم. ن مريم. ن

لاتزال الذاكرة التاريخية عند الشعب الجزائري، شرطا من شروط الوجود، تؤسس للهوية والوعي، وتساهم في بناء أجيال المستقبل، فمن يمتلك ذاكرته يضمن بقاءه، ويحصن مناعته لمواجهة الراهن المدجج بالصراعات والمخططات "النيوكولونيالية" والتغريب التاريخي الممنهج، لذلك تمثل الذاكرة، اليوم، حربا منظمة جديدة لمسخ التاريخ الوطني والقومي، وجعله فارغا ومشوها لا يعبر إلا عن الشتات، والصراعات، والخلافات، و"يختلط فيه الحابل بالنابل".

كل أمة تحتاج لمن يذكرها بتاريخها وأمجادها وسقطاتها حتى تبني مستقبلها على الثبات. كما إن الذاكرة تتجاوز أي اعتبارات سياسوية آنية، بل تكون وقفة لما تحقق من أحلام وتضحيات من سبقوا، ولتكون عمادا من أعمدة كيان الدولة، وفي بناء لحمة المجتمع.

وبين الجزائر وفرنسا لاتزال صفحة التاريخ مفتوحة لم تقلب بعد، ولايزال ملف الذاكرة شائكا ومحل جدل وصراع، خاصة مع تقلبات الطرف الفرنسي، الذي يعترف بوحشية ما اقترفه استعماره في بلادنا ووصفه بالنازية، ثم التراجع بضرب الأمة الجزائرية في كيانها، أو بتمجيد الاستعمار، أو بالتملص، واعتبار المسألة من اختصاص المؤرخين، وهكذا هي الحال في كل مرة، وفي كل مناسبة.

أما الجزائر فهي عازمة، اليوم، على كسب حرب الذاكرة، فمن حقها صون هذا التاريخ الوطني الذي هو ملك لكل الأجيال والأزمان. وما تخصيص يوم وطني للذاكرة (8 ماي) إلا دليل على ذلك، ليكون صونا للأمانة، ودفاعا عن الاستقلال المحتفى به اليوم.

تقف "المساء" في هذا الملف مع كوكبة من خيرة المؤرخين والخبراء، للرجوع إلى الخلفيات التاريخية، وإسقاطاتها على الراهن. كما دخلت "قناة الذاكرة" التي تحمل على عاتقها، اليوم، واجب الوفاء لهذا الماضي، وإعادة عرضه للأجيال، خاصة منه الأرشيف السمعي البصري، الذي هو، حاليا، أقرب إلى الشباب كي يعيشوا هذا التاريخ صوتا وصورة. كما لا تفوت هذه المناسبة دون دخول مغارة التاريخ الحي، وهو أرشيف مؤسسة التلفزيون العمومي، حيث وعد المسؤول عنه، بإخراج كل ما في الجعبة لإعادة إحياء الذاكرة، علما أن الستينية تحمل الكثير من العطايا والهدايا التي بقيت حبيسة الأدراج لعقود طويلة.