بن ددوش في نادي سينما للمركز الوطني للسينما والسمعي البصري:

حذار من تلاشي الهوية الثقافية الجزائرية

حذار من تلاشي الهوية الثقافية الجزائرية
  • القراءات: 774
دليلة مالك دليلة مالك

في موعده الخامس، استضاف نادي السينما للمركز الوطني للسينما والسمعي البصري المخرج الجزائري غوتي بن ددوش، الذي عرض تجربته السينمائية من خلال فيلمه الروائي الأوّل الشبكة إنتاج 1976، حيث عاد الحضور الكثيف، 43 سنة إلى الوراء للحديث عن هذه السينما التي تميزت بالواقعية ومعالجة القضايا الحقيقية للمجتمع الجزائري.

عقب العرض، عبّر المخرج بن ددوش عن بالغ تأثّره بعد مشاهدة الفيلم من جديد، ذلك لما استحضر تلك الفترة ورفاقه الذي اشتغلوا معه في هذا العمل، إذ جمع العديد من الوجوه المعروفة على غرار حسن الحسني (بوبقرة) وسيساني وقاسي تيزي وزو ومصطفى العنقى والشيخ نور الدين الذين وافتهم المنية، ومعهم أيضا بطل العمل الراحل سيد علي كويرات الذي ظل وفيا لتمثيله الصادق وعمله الجاد.

وذهب بن ددوش ليقول أنا لست خائفا من الموت ولكن أخشى من النسيان، وتابع يقول أتساءل لماذا لم يأخذ هؤلاء المسؤولين أو صناع القرار بعين الاعتبار حقيقة تصدير هذه الأعمال الثقافية لعرضها على العالم، لأنّ هذه الأفلام يمكن فرضها على المستوى الدولي، معتقدا أنّ المعنيين لا علاقة لهم بالثقافة، بينما كان في سن العشرين، كان لديه مقترحات لممارسة السياسة، لكنه أراد فقط أن يجعل الصورة تتحدث عن الآخرين وجعلها معروفة لأنها كانت أكثر أهمية.

في نهاية الجلسة، قرأ بن ددوش كلمة على الحاضرين، محذراً إياهم فيها من اختفاء الهوية الثقافية الجزائرية، إذ يراه اليوم أمرا قابعا على المحك. وتوقف المخرج أيضا عند تراجع الفعل الإبداعي، فالمجتمع الذي يتخلى عن وسائل تمثّله هو مجتمع مخادع، مؤكّدا الأمر متروك لنا للنضال حتى يمكن ظهور التعبير فيما يتعلق بواقع شعبنا.

وأضاف أن الواقع السينمائي في الجزائر بحاجة إلى تكتل يضم كل المبدعين من المخرج إلى التقني، تداركا من فقدان هذه الهوية. وقال بن ددوش إن الإبداع يواجه المزيد والمزيد من التهديدات الخطيرة، فالسينما الجزائرية تغيب فيها الجرأة وتحد حرية التعبير، الأمر الذي سيجعلها تختفي أو تتقلص شيئا فشيئا.