طباعة هذه الصفحة

في ذكرى الشيخ أحمد بن مصطفى العلوي المستغانمي

حديث عن مآثر أستاذ العلماء

حديث عن مآثر أستاذ العلماء
الشيخ أحمد بن مصطفى العلوي المستغانمي
  • القراءات: 2170
بلقاسم آيت حمو بلقاسم آيت حمو

تحيي الزاوية العامرة بحيدرة، على غرار السنوات الفارطة، في رحابها قريبا، الذكرى الخامسة والثمانين لوفاة العلامة الشهير الشيخ أحمد بن مصطفى العلوي المستغانمي (1869-1934)، الذي كان يتولى تربية مريديه، على اختلاف درجاتهم العلمية، بالأفعال والأقوال والأحوال المستقاة من مشكاة جده الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وبذلك تجذرت محبته في قلوبهم، مثلما انغرست في قلبه محبة شيخه سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي المستغانمي المعروف بسيدي حمو الشيخ.

يعتبر الشيخ أحمد بن مصطفى العلوي المستغانمي من أعلام الجزائر، ومشايخها الكبار الذين تعدت شهرتهم الآفاق، ويتجلى ذلك من خلال العلماء العاملين الذين تكونوا على يديه سلوكيا، وتزكية أمثال الشيخ سيدي محمد المداني القصيبي (تونس)، والشيخ سيدي الحاج حسن الطرابلسي (ليبيا)، الشيخ سيدي محمد الفيتوري (بنغازي ـ ليبيا)، الشيخ سيدي عميمور الهلالي والد الوزير الأسبق محي الدين عميمور (مؤسس الزاوية العلوية بفلسطين)، الشيخ سيدي عبد الرحمن بوعزيز (برج بوعريرج)، والشيخ سيدي علي البودلمي المسيلي، والشيخ سيدي الميلود الحافظي (سطيف)، والشيخ سيدي العباس الجزري التلمساني والشيخ سيدي عبد الكريم الخطابي، المجاهد الشهير بريف المغرب، الذي حارب الإسبان والفرنسيين، وكانت له عدة مراسلات مع شيخه العلوي، الشيخ سيدي الهاشمي التلمساني صاحب الصيت الذائع بالشام، والشيخ سيدي السعيد سيف اليمني، وغيرهم كثيرون ممن كانوا علماء مشاهير قبل انتسابهم لطريقة الشيخ العلوي.

ومما يبرز الشأن البعيد الذي بلغه -رضي الله عنه- في العلوم الكسبية والوهبية، ما صنفه من مؤلفات شهيرة يفوق عددها العشرين، منها ”الرسالة العلوية في بعض المسائل الشرعية”، ”أعذب المناهل في الأجوبة والرسائل”، ”رسالة القول المعروف في الرد على من أنكر التصوف”، ”مفتاح علوم السر في تفسير سورة والعصر”، ”لباب العلم في سورة النجم”، ”البحر المسجور في تفسير القرآن بمحض النور”، ”دوحة الأسرار في معنى الصلاة على النبي المختار (صلى الله عليه وسلم”، و«مفتاح الشهود في مظاهر الوجود” وقد تناول فيه شتى المسائل العلمية والفلكية.

كانت زاويته العامرة بمستغانم مقصد العلماء من مختلف البلدان، فضلا عن الجزائر، ومن العلماء الجزائريين الذين زاروه تعبيرا عن إجلالهم له، واحتراما لمقامه الشريف، وعرفانا بما خصه الله به من علوم لدنية، منهم الشيخ سيدي قدور بن عاشور الزرهوني الندرومي، و العلامة عبد الحميد بن باديس، رحم الله الجميع برحمته الواسعة.

يحتفي بذكرى وفاته، التي تتزامن -كل عام- وشهر جويلية، مريدوه ومحبوه فيعقدون جلسات نورانية سداها، ولحمتها تلاوة القرآن العظيم، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وتقديم مذاكرات عن حياته الثرية بالمآثر والمناقب ولقد درجت الزَاوية العلوية بحيدرة (العاصمة) على إقامة مثل هذه المجالس كل سنة، تحت إشراف الشيخ سيدي عبد الله بوحارة، بمحضر أساتذة ومريدين يقصدونها من كل حدب و صوب من مختلف جهات الوطن المفدَى.