تكريم البروفيسور كمال بومنير بتونس
حديث عن فلسفة الجمال عند لوكاتش

- 1083

كرّم المعهد العالي للفنون الجميلة بنابل (تونس)، البروفيسور كمال بومنير الباحث المعروف، بمناسبة تنشيطه ندوة فكرية بعنوان "مكانة الإستيطيقا في الكتابات المبكرة لغيورغي لوكاتش". وهذا التكريم من ضمن تكريمات أخرى نالها هذا المثقف الجزائري عبر عدة جامعات عالمية.
من أواخر أعمال هذا الباحث هو ترجمته لكتاب "مولد الإستطيقا ومسألة معايير الجميل" للفيلسوف الفرنسي المعاصر لوك فيري، و "مقاربات فلسفية في النقد والتأسيس والتجاوز ». ويضم العديد من الدراسات حول البعد الجمالي والتأويل الفلسفي والاعتراف الاجتماعي.
ويرى البروفيسور بومنير أنه ليس ثمة شك في أن مفهوم الجميل ومعناه كان قد شغل الفلاسفة وأثار اهتماماتهم منذ القدم بداية من أفلاطون، وصولا إلى العديد من الفلاسفة المعاصرين؛ من أمثال هانز جادمير، وجيل دولوز، ولوك فيرى، مرورا بكبار الفلاسفة الذين كان لهم باع طويل ومساهمة في الحقل الجمالي، والذين طالما اهتموا بفكرة الجميل، وكتبوا أشياء كثيرة متعلقة بهذا الموضوع، الذي يُعد، كما هو معلوم، من أهم موضوعات الجماليات ومباحث فلسفة الفن.
ويُعَد الفيلسوف المجري جورج لوكاش (1885 - 1971) من الفلاسفة الماركسيين القلائل في القرن العشرين، الذين خصصوا جزءا مهمّا من اشتغالاهم لمناقشة مسائل الفن والأدب وعِلم الجمال، إلى جانب فلاسفة "مدرسة فرانكفورت"، ولا سيما ثيودور أدورنو. ورغم الحضور الكبير لأعمال لوكاش، سواء في اللغة الفرنسية أو حتى في العربية ولا سيما تلك التي تتناول الأدب ونظرية الرواية، إلا أن كتاباته حول الفن كحقل وكممارسة، ماتزال شبه مجهولة.
وتكمن تجربة لوكاتش من موقفه من الفن؛ فهو ينظر إليه من وجهة نظرٍ مادية تاريخية، ماركسية؛ بحيث يُخرج الفن من عزلته كحقل يخص الفنان وعبقريته وإبداعه الفردي، ليصبح فعلا ذا وظيفة تاريخية. ويدافع لوكاش عن الأطروحة القائلة بأن البيئة الاجتماعية، بل الاحتياجات الاجتماعية على وجه التحديد، هي التي تحدد الأطر التي يندرج فيها الفن في كل واحدة من مراحل التاريخ.
والهدف من هذا العرض هو الوقوف على العمل الفني والجمالي عند لوكاتش، وتبيان نظرياته لفهم وتفسير عمله الفني من حيث طبيعته، وشروطه وأساليبه بعدما لاقى الصدى في الدراسات الفلسفية، وفتح المجال واسعا لطرح إشكاليات يمكن أن تقود لمعرفة حقيقة الظاهرة الجمالية والإبداع الفني من خلال أبعاده الفلسفية. للإشارة، فقد نشرت "كريتيك" في باريس، حديثا، القسم الأول من الكتابات الكاملة للوكاتش حول الفن، تحت عنوانٍ "عِلم الجمال: الجزء الأول" (ترجمه عن الألمانية جان بيير موربوا وغيّوم فوندو). وهو عنوان يقدِّم عمل لوكاتش بوصفه واحدا من أبرز ما كتب حول نظرية الجمال في تاريخ الفلسفة الغربية.