أمين الزاوي ضيف منتدى "لو كوريي"

حديث عن النشر وشركائه

حديث عن النشر وشركائه
  • القراءات: 670
مريم .ن مريم .ن

إستضاف منتدى جريدة "لو كوريي" أمس، الروائي أمين الزاوي للحديث عن شؤون ثقافية شتى منها الكتاب والمقروئية وآفاق الثقافة الجزائرية وعلاقتها بمشروع المجتمع، كما وقف الضيف عند تجاربه في العمل الثقافي.

إستهل الزاوي لقاءه بموضوع "المقروئية والثقافة"، مشيرا إلى أنّ المجتمع يثق في المثقف أكثر من السياسي أو المسيّس، مما جعله يتفاءل بغد أفضل للثقافة في بلادنا وفي أخذ مكانها الريادي، علما أنّها لا زالت ورشة عذراء تتطلّب العمل الكثير (سياسة عامة، ميكانيزمات التسيير وغيرها).

بالنسبة للكتاب، فقد ذكر الدكتور أمين الزاوي أنّ سوقه احتكرته الدولة في سنوات الستينيات والسبعينيات وكانت مؤسسة "سناد" (sned)، تضمن للقارئ الجزائري الكتاب، كما قدّمت أسماء أدبية لامعة منها الطاهر وطار وبن هدوقة وياسمينة خضرة والكثير غيرهم، وفي تلك الفترة، حيث كان الحزب الواحد يحكم، بقيت الثقافة تحتفظ بالتعددية والحرية والتنوير ممثلة في العديد من الإيديولوجيات والثقافات، وهنا طالب المتحدث بضرورة التأريخ لهذه المؤسسة التي كانت تمثل تجربة رائدة، ثم جاء الانفتاح مع سنوات الثمانينيات، وبعدها ظهرت المؤسّسة الوطنية للفنون المطبعية "إناغ" و«أناب" لكنهما لم ترقيا إلى "سناد" التي كانت آلة ثقيلة تعمل في الحقل الثقافي وغيابها سبب التدهور.

بالنسبة للصالون الدولي للكتاب، أكد الزاوي أنه كان من الأسباب التي ضمنت موضع رجل للكتاب الأجنبي الذي يحمل العنف والتطرف والدعاية، وأصبح الصالون سوقا للبيع بالجملة لتلك الكتب، لكنه أكّد أنّ الصالون هو أهم حدث ثقافي بالجزائر، وبالتالي يجب ألّا يخضع للاحتكار من جهة معينة ولا للروتين لكي يبقى حيا، ولا بد من ترقيته وتفعيله بالجديد منه، مثل الكتاب الإلكتروني.

من جهة أخرى، أشار الزاوي إلى عشرات دور النشر التي تنشط، ووصلت في نهاية العشرية الأولى من الألفية إلى 600 دار نشر، موضّحا أنّ القليل منها فقط يساهم في ترقية الكتاب والمقروئية، حتى أنّ بعض الدور ولّدت الفوضى، ولم تعتن بالكتاب ولا جمالياته، ووصل الحد إلى تقديم كتب بعناوين لا تتطابق مع مضامينها، فيما قدّمت دور النشر الجادة والمحترفة خدماتها.. وسرد الضيف بعضها منها "البرزخ" و«القصبة" و«الشهاب" وغيرها، وكلّها صنعت الأسماء والدخول الثقافي لكلّ موسم جديد.

تطرّق الضيف أيضا إلى جولاته عبر مناطق الوطن كل يوم سبت، وكان آخرها بمنطقة بوزقن، حيث رأى كيف هو الإقبال على الثقافة والكتاب، مؤكّدا أنّ الكتاب الجيد يجد القارئ الجيد، كما تطرّق إلى النشر بالأمازيغية الذي تعدى ثقافة الفلكلور والنضال إلى الثقافة والترجمة والانفتاح، وصرح أنّه بصدد التحضير لكتاب عن المقروئية بثلاث لغات في الجزائر وهو في مرحلة جمع إحصائيات لتدعيم مؤلفه.

عن مضمون الكتب، أشار الزاوي إلى أنّ القارئ الجزائري المعرّب كان يقتني كتبا لمؤلفين من تيار التنوير، لكن بداية من التسعينيات انحصر القراء في الكتاب الديني، وبالتالي أبعد نجيب محفوظ ودرويش وغيرهما واستمر الحال حتى سنة 2005، لتعود في السنوات الأخيرة القراءة الأدبية وعلى رأسها الرواية.

وأكّد الضيف أنّ الجامعة والمدرسة لم تعد تلعب دورها لتعزيز القراءة، كما كانت في السبعينيات والثمانينيات، ولم يعد الأستاذ مرافقا، بل أصبح ينصح بعدم قراءة بعض كتاب  التنوير، وبمبادرة منه طرح على وزيرة التربية الحالية السيدة بن غبريط فكرة استضافة المؤسسات التربوية لبعض الكتّاب للحديث مع الطلاب وأبدت موافقتها على ذلك، لكن هذا العمل لم تقابله الجدية ببعض المؤسسات التعليمية، وذكر تجربته مع ثانوية بالعاصمة ماطلت في استضافته ثم ألغت الموعد، كما تحدث عن المكتبات المدرسية التي حثّ على ألاّ تكون مجرد فضاء، بل تتطلب تأطيرا علميا وثقافيا بعيدا عن الإيدولوجيا والإقصاء.

وأثنى الزاوي على المرأة التي تعتبر أكثر قراءة وشغفا وتتبعا لما يصدر، وهي بذلك تحاول أن تفرض نفسها في المجتمع وتكسر بعض الجدران الوهمية التي تقف عقبة أمامها.

الزاوي يطلق جديده

ذكر الزاوي أنه سيطلق جانفي 2019 روايته "الخلان" التي تتناول حياة الشهداء أحمد زبانا وايفتون وأودان الذين وحدتهم القضية ولم يعق اختلاف دينهم الوقوف مع الثورة.

وفي أثناء النقاش، أشار الزاوي إلى موقفه من توقيف فيلم "العربي بن مهيدي" معتبرا ذلك رقابة وطالب بألّا تكون وزارة المجاهدين الوصية، وفي حال أي تجاوز، فإنّ العدالة هي التي تفصل في أيّ نزاع.