حديث عن الجانب السياسي في حياة عبان رمضان

حديث عن الجانب السياسي في حياة عبان رمضان
  • القراءات: 2545
 ق. ث ق. ث

كان عبان رمضان أحد صناع الثورة الجزائرية، يلح على ضرورة تقديم الجانب السياسي للثورة الوطنية على العسكري، ذلك ما أكده ابن أخيه بلعيد عبان كاتب وأستاذ في الطب.  

خلال لقاء نُظم أول أمس من طرف مؤسسة سليمان عميرات، أكد السيد بلعيد عبان أن «تقديم السياسي على العسكري كان يمثل نظرة عبان رمضان»، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بـ «موضوع له صدى سياسي عالمي بما أن الأمر يتعلق بالتحرر إما في شكل سياسي أو في شكل عنيف وعسكري». 

وأوضح بهذا الشأن أن «نظرة عبان رمضان بخصوص الحرب ضد الاستعمار، كانت تتمثل في القضاء على الشرطة ورجال الدرك والعسكريين الفرنسيين بدون المساس بالنساء والأطفال أو الكهول»؛ أي «حرب نظيفة وليست حرب إبادة».

أشار المتدخل إلى أن «ذلك ما تم تدوينه في أرضية الصومام مع مفهوم تقديم السياسي على العسكري»، مذكرا بمقولة لهذا القائد السابق في جبهة التحرير الوطني، مفادها أن من الأحسن قتل عسكري فرنسي في الجزائر العاصمة عوض قتل فيلق في منطقة معزولة. 

وأوضح المتدخل أن «تسييس الانتفاضة لا ينحصر في قتل العدو، ولكن قتله بشكل يكون له صدى وبعد سياسيان»، مضيفا في ذات السياق، أن عبان رمضان كان يشدد على أنه «لا يمكن التحرر من المستعمر الفرنسي فقط بحزب سياسي»، بل «يتعين توحيد كل الجهود الوطنية» لإخراج المحتل الفرنسي بالسلاح. 

وأمام نظرة عبان رمضان هذه كانت نظرة المحتل الفرنسي معاكسة تماما؛ إذ كانت تفضّل العسكري المتميز بالعنف والإبادة على السياسي؛ الأمر الذي أدى بجبهة التحرير الوطني إلى الرد على هذه السياسة بنفس الطريقة، مع السهر على الحفاظ على البعد السياسي للثورة والدفاع عن نبل الكفاح الذي خاضه الشعب الجزائري وشرعيته.