تنس تستضيف رابح خدوسي

حديث عن أعلام أورثوا العلم والدين

حديث عن أعلام أورثوا العلم والدين
  • القراءات: 584
مريم. ن مريم. ن

قدّم الكاتب، رابح خدوسي، مؤخّرا، بالمركز الثقافي لمدينة تنس مداخلة حول علماء وأدباء هذه المنطقة العريقة، أثارت نقاشا تفاعليا مثمرا، وسمحت بالوقوف على جوانب عديدة من ثقافة وتراث تنس. اللقاء جرى بدعوة من المكتب البلدي للمنظمة الوطنية للمجتمع المدني للتنمية والعدالة الاجتماعية بولاية تنس، بحضور جمع كبير من الأساتذة المهتمين، يتقدّمهم الأستاذ عيسى فلاح، رئيس مجموعة "اللآلئ الزكية"، وبراعم الكشافة الإسلامية، ونشطت اللقاء الأستاذة نادية بورحلة، تلتها قراءات شعرية لفرسان الكلمة من ولايتي الشلف ومستغانم منهم محمد بن زخروفة وعيسى نكاف، تارب أحمد، غبريني بلقاسم، عبدالقادر بن عثمان وبوجليطة الذين كرّموا بالمناسبة، من قبل مكتبة جمعية التنمية والعدالة الاجتماعية.

وتمحورت محاضرة الأستاذ رابح خدوسي حول علماء تنس منهم شخصية العالم الفذّ الحافظ أبو عبد الله التنسي، رحمه الله، العلامة الحافظ الذي عرف بكتابه "الطراز في شرح ضبط الخراز" وإلى فتواه الشهيرة التي اعتمدها الشيخ العلامة المغيلي، وقد استعان المحاضر بالأستاذ عيسى فلاح للحديث عن تاريخ هذا العلامة. أبو عبد الله محمد بن عبد الجليل بن عبد الله التنسي التلمساني هو إمام ومحدث ومقرئ وفقيه مشهور باسم الحافظ التَّنسي، ولد بمدينة تنس بالجزائر بداية القرن التاسع هجري، واحتل منزلة رفيعة بين العلماء، تدلّ على ذلك تلك الألقاب والنعوت التي أطلقها عليه معاصروه وتلامذته والعلماء الذي ترجموا له، فقد سموه بالحافظ، وأصبحت الكلمة التي تدلّ على إتقانه لعلوم الحديث النبوي الشريف وحفظه، مقرونة باسمه، فلم يدع في كتب التراجم إلاّ باسم الحافظ التنسي أو بالإمام، كما اختص التنسي بالوصف بالأديب، وبالمؤرّخ، وقد سماه تلميذه أحمد ابن داوود البلوي الأندلسي "بقية الحفاظ وقدوة الأدباء".

"الطراز في شرح ضبط الخراز" هو من أشهر مؤلّفات الشيخ التنسي في فن الضبط، وهو علم يعرف به ما يدلّ على عوارض الحرف، التي هي الفتح والضم والسكون والكسر والشدّ والمدّ ونحو ذلك، ويرادف الضبط الشكل. بالمناسبة، أيضا، وقّع الكاتب خدوسي بعضا من كتبه، وكان من أبرزها إصداره الأخير الذي يحمل عنوان "رأيت في الهند.. يوميات كاتب في بلاد العجائب"، الذي يندرج ضمن أدب الرحلة، ورصد فيه محطات وذكريات ومواقف عاشها أثناء رحلته إلى الهند في مارس 2020، مع بداية جائحة كورونا، حيث شارك في مؤتمر بجامعة لال نيهرو بالعاصمة نيودلهي، وكانت له رحلات جامعية ورحلات حرة زار فيها بعض المدن الهندية ومنها المدينة التي بها تاج محل، وسجل كلّ ما شاهد وعاشه، خاصة من حيث المعالم والآثار الإسلامية، باعتبار أنّ الدولة الإسلامية قامت هناك لمدّة ثمانية قرون ونصف.