إتحاد الكتاب الجزائريين ينشر "بيان المحبة"

حث على التضامن والقراءة واعتراف بذوي الكفاءات

حث على التضامن والقراءة واعتراف بذوي الكفاءات
  • القراءات: 1002
مريم. ن مريم. ن

أصدر اتحاد الكتاب الجزائريين مؤخرا، بيانا بعنوان "بيان المحبة"، خاص بوباء "كورونا" موجه للمثقفين والمجتمع عامة، أكد فيه على الدور النبيل الذي ينتظره المجتمع  دائما من كتابه ومبدعيه ومثقفيه في تنويره، والأخذ بيده من أجل مستقبل يتكئ على رصيده الحضاري، ويرفعه إلى مصاف المجتمعات الراقية والمتحضرة في عيشها وذوقها وسلوكها الاجتماعي.

يشير البيان إلى أنه، نظرا لأن الهيئات غير الحكومية والجمعيات، لاسيما الثقافية منها، بقدر ما هي ركن مكين من أركان المجتمع المدني الحديث لمكانتها في سياسة الدول وتوجهاتها، باعتبارها عمودا من أعمدة الأمن القومي، فبالتأكيد أن الجزائر الجديدة تعمل اليوم على ترسيخ مكانة المجتمع المدني والجمعيات الثقافية الفاعلة، وتثبت دورها  في تكريس قيم المواطنة النبيلة.

يضيف البيان، أن اتحاد الكتاب من خلال أمانته الوطنية في هذا الظرف العصيب، وتأكيدا لبياناته السابقة، منها البيان الأخير المتعلق بالوباء الذي بدأ يتفشى ويتسلل خبيثا غير مرحب به، إلى أن صار اليوم جائحة تكتسح العالم برمته، علما أن الاتحاد كان فيما سبق قد أصدر قراراته ملزمة لكل أعضائه ومنتسبيه وأحبائه والمتعاطفين معه، نصحا لرد الضرر والحفاظ على الأرواح وكيان الدولة، بوصفه العضو الإيجابي الفاعل المتفاعل مع مصلحة الوطن والشعب، وأنه اليوم أمام هذا المصاب الجلل المؤلم الكاسر لمفجوع، لهول ما يسمع ويرى من انتشار سريع فتاك مرعب تحدثه الجائحة الكاسرة، وأمام الظروف المأساوية التي تمر بها البشرية، يكون الترحم على الأرواح لكل الإنسانية ولأبناء جلدتنا والمبدعين منهم على وجه الخصوص، مؤكدا بالقول "إننا نلفت الانتباه إلى ما كان ينادي به أسوتنا الحسنة من عقلاء بلادنا والعالم، إلى ضرورة استلهام الدروس، بإعطاء أهل الاختصاص في كل الميادين مكانتهم المستحقة والعودة إليهم للمشورة والرأي الصائب، ليسطع اليوم صارحا دور الجامعة والبحث العلمي فيها، ولا نترك للفعل الأجوف أو المعتل أن يحل محل الصحيح، لأن هذه المأساة التي وحدت العالم فقيره وغنيه شماله وجنوبه، واستنهضت الهمم من أجل عالم جديد متحضر يوجه حروبه إلى الجهل والفقر والمرض، لا إلى التنافس والدمار الشامل، وأبانت في الوقت عينه عن ضعف الإنسان وزيف كبره وعليائه وفرعونيته".

يوضح البيان أنه من الطبيعي اليوم، ووفقا لمنظومتنا الأخلاقية والثقافية، أن نبرهن على مواطنتنا وتكافلنا، وعلى الدولة بذل المزيد من الجهد والعطاء صحيا وتوعويا واجتماعيا، ومن الضروري مواصلة الحماية من الجشع والمضاربة والاستهتار للحفاظ على الإنسان، بوصفه رأس المال الثابت، وحفظ النفس واجب مقدس على الأفراد، كونه عماد كل فكر أو اقتصاد أو تطور، وهو الغاية من كل سياسة أو ثقافة أو عمران، بالتالي يوضح البيان أنها جائحة أكيدة للعودة إلى مراجعة الذات وتقويم الاعوجاج وكسر الأنانية، والعودة إلى الكتاب قراءة وتمحيصا وتدبرا، لما فيه من راحة نفسية وتحقيقا للمتعة والمعرفة وتجاوزا للتوتر الناجم عن العزلة والحجر والبقاء في البيوت، كسبا للحصانة والمناعة، ولكل داء أو ملل، وفي الوقت نفسه فرصة لرد الاعتبار للأسرة كقيمة اجتماعية من قيمنا الموزونة التي تحقق الترابط والتفاهم والحوار والبهجة.

حيا البيان رئيس الجمهورية على حسن تدبيره وتسييره، ولكل مساعديه وكل أسلاك الأمن والجيش والجماعات المحلية وعمال النظافة وعمال الصحة أجمعين، وعلى دورهم البطولي، كما حيا كل الجزائريين الملتزمين بالحجر، ولكل الخيرين باذلي الجهد والمال لأجل التكافل وتجاوز المحنة العابرة بإذن الله.