صدور عدد ديسمبر من ”مدارات تاريخية”

جولات وصولات في أحقاب التاريخ وأزمنته

جولات وصولات في أحقاب التاريخ وأزمنته
  • القراءات: 710
مريم . ن مريم . ن

صدر العدد الرابع من المجلد الثاني لمجلة ”مدارات تاريخية ” ديسمبر 2020، وضم العدد 19 دراسة تاريخية لباحثين من داخل الوطن وخارجه، حيث سهر على إخراج العدد هيئة تحرير، بإشراف الدكتور عبد القادر عزام عوادي من جامعة الوادي، وفريق خبراء المجلة.

”مدارات تاريخية” مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الدراسات التاريخية، تصدر دوريًا عن مركز ”المدار المعرفي للأبحاث والدراسات”، بإشراف هيئة تحرير يرأسها الدكتور عوادي من جامعة الوادي، ومشكلة من أساتذة وباحثين من مختلف الجامعات الجزائرية، وهيئة علمية تتألف من نخبة من الباحثين من مختلف الدول العربية والأجنبية (تونس، المغرب، موريتانيا، ليبيا، الإمارات، فرنسا، العراق، فلسطين، مصر...). تصدر المجلة بصفة ربع سنوية مرة كل أربعة أشهر، مع إمكانية صدور أعداد خاصة ببعض القضايا والدراسات، التي قد تطرح من طرف إدارة المجلة وهيأتها العلمية.

تضمن العدد مقالا للكاتب عبد الجليل شرفي بعنوان ”جهود قادة الثورة في تجنيد الشعب في صفوف جيش التحرير الوطني بمنطقة تبسة 1954،1962م، من خلال الشهادات الحية”، حيث حاول الكاتب من خلال هذه الورقة البحثية، إبراز جهود قادة الثورة والمجاهدين والمناضلين السياسيين في تجنيد الشعب في منطقة تبسة إبان الثورة التحريرية 1954 - 1962، لتدعيم صفوف جيش التحرير الوطني، ومن وراء ذلك، يتم معرفة مدى تفاعل وتجاوب الشعب مع هذه الجهود، وكيف انعكست تلك الجهود على تطور قدرات جيش التحرير الوطني البشرية والقتالية، وهو ما كان له الأثر الفعال في تحقيق أهداف الثورة التحريرية.

كما كتب الأستاذ أحمد ذكار عن ”تطور جيش التحرير الوطني من 1954 إلى 1962م”، حيث تناول تطور جيش التحرير الوطني منذ تأسيسه سنة 1954م، من حيث التنظيم والتموين والتمويل والتجنيد والتدريب والتسليح، فبعد أن كان جيشا بسيطا أصبح متطورا ويحمل اسم جيش التحرير الوطني منذ 1954م، وجعل من أولى أولوياته التجنيد والتسليح، وعمل على انتقاء المجندين وتدريبهم تدريبا عسكريا وتسليحهم بعد أدائهم للقسم، وأطلق على كل فرد من عناصره اسم مجاهد مهمته تحرير البلد من الاستعمار، موزعون على المناطق، قسموا أفراده إلى صنفين مسبلين وفدائيين، تم تموينهم في أول الأمر من الشعب، ثم أوجدت مصادر أخرى للتموين، وفي سنة 1956م قسمت البلاد إلى 6 مناطق، وحددت الرتب وتم هيكلة الجيش على شكل أفواج وفصائل وكتائب وفيالق، واستحدثت قاعدة شرقية وأخرى غربية ووزارة خاصة للتسليح والتموين، وهيئة للأركان التي استبدلت سنة 1956م بهيئة الأركان العامة، كما هيكل الجنوب، حيث تأسست جبهة الجنوب سنة 1960م.

مقال آخر لصاحبه عبيد صالح عن ”دور أفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في ترسيخ القيم الدينية، بزرع بذور التغيير ومقاومة الاحتلال بالمغرب العربي”، حيث أشار إلى أن الصحوة الإسلامية ساهمت في توليد طاقة من التجديد الفكري، ونشر تعاليم الدين على يد تيارات وشخصيات رسخوا بأفكارهم الدعوية نهضة فكرية إسلامية، وحاولوا القضاء على غمام العيون والرجوع إلى تعاليم الدين لبناء مجتمع رصين مرتبط بدينه، فمن هذه الشخصيات هناك جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده اللذين رسما طريقا لبناء صرح من الأفكار التي تبناها المؤرخون والباحثون في مسارهم البحثي والتحليلي في حين انتشارها، لتعم العالم العربي الإسلامي حين استهدفت المجتمعات العربية والإسلامية، وتشكل منها طبقات من النخب الدينية هذا من جهة، وزرعت روحا للجهاد ضد رياح التغريب الاستعماري في منطقة المغرب العربي من جهة أخرى.

مواضيع أخرى كثيرة ومهمة مستوحاة من التاريخ، وبتقديم وقراءة أكاديمية يوجد منها مثلا ”إصلاح التعليم بتونس خلال القرن التاسع عشر” لسوالم أحمد، و"دعوة الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي (1427،1503م) في الجنوب الجزائري وحواضر غرب إفريقيا” لعطية عبد الكامل، وأيضا ”قراءة في أساليب القيادة العسكرية عند صلاح الدين الأيوبي من خلال معركة حطين استعدادا ومواجهة” لبن خيرة أحمد وغانية البشير، و"السليك، استراحة نبطية على الساحل الغربي لخليج السويس” لسالم غانم سالم محمود وسامي عبد الباسط سليمان إسلام ومحمد نور الدين محمد مصطفى ومحمد حسين حامد هشام. 

هناك أيضا ”واقع المرأة بمجتمع الأغواط في النصف الثاني من القرن 19م” لدجاج فاطمة، و"مسار العلاقة بين السلطة الزمنية والسلطة الدينية من خلال أنموذج إيالة الجزائر العثمانية” لغراف هجيرة .