"هذا هو بيتي" يختم نشاطات تظاهرة قسنطينة

جواد الأسدي يعود إلى وضعية المثقفين خلال العشرية السوداء

جواد الأسدي يعود إلى وضعية المثقفين خلال العشرية السوداء
  • القراءات: 1140
ح. شبيلة ح. شبيلة

اختتمت دائرة المسرح بقسنطينة نشاطها المسرحي بعد أن أُسدل الستار نهاية الأسبوع الفارط على نشاطاتها، ضمن فعاليات "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، بعرض مسرحي عنوانه "هذا هو بيتي" للمسرح الوطني الجزائري، الذي لاقى استحسانا كبيرا في أوساط الجمهور القسنطيني. الجمهور كان على مدار ساعة من الزمن منسجما مع ثلة من المبدعين والفنانين، على غرار فريدة زايشي، فراد كمال الدين، رباط عميروش، فلة بومدين، محمد بوعافية، رشيد بلعقيلي وسامية طبوش وكذا المغنين أسامة شريان، عبد الله كرد وآمال سكاكة، و18 راقصا كوريغرافيا حملوا الهم الجزائري والإنساني في عملهم المسرحي؛ من خلال الاعتماد على الحركة واللوحات الشعرية والراقصة، حيث عادت المسرحية بالجمهور إلى حقبة عصيبة من تاريخ الجزائر، وتناولت حالة القلق التي تعيشها زوجة أحد الممثلين خوفا من تعرض زوجها للاغتيال.

ويستمد هذا العمل الذي يعتمد على نصين الأوّل شعري والثاني بصري، أفكاره من رائعة كاتب ياسين "نجمة" وأشعار مالك حداد، إلى جانب العديد من الأحداث التي مرت بها الجزائر في العشرية السوداء، ليستحضر ماضيها بمآسيه وأوجاعه، مترجما على الركح وجع التهجير وهتك القيم وأيضا صلابة وقوة الشعب الجزائري أمام مختلف التحديات. مسرحية "هذا هو بيتي" التي أخرجها العراقي جواد الأسدي، تحكي الحياة الصعبة والشاقة لأهل الثقافة بالجزائر من نساء ورجال إبان العشرية السوداء، حيث تتمحور حبكة هذه المسرحية حول الشخصية الرئيسة التي تقمّصت دورها خديجة خميري. وتتوالى الأحداث والمشاهد لتؤكّد أنّ الحياة تستمر رغم الخوف إلى أن يأتي يوم يذهب فيه الممثل لملاقاة بعض أصدقائه الفنانين بأحد المقاهي، ليتم اغتياله. ومن خلال هذا العرض المسرحي الذي سلّط الضوء على الثقافة الجزائرية التي تفرض نفسها دوما رغم الفترات الصعبة التي مرت بها الجزائر، تم تكريم فنانين توفوا خلال العشرية السوداء.

وتُعدّ مسرحية "هذا هو بيتي" المندرجة في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015" التي أخرجها العراقي جواد الأسدي وكوريغرافيا سليمان حابس وسينوغرافيا إبراهيم الخليل زعيتر وموسيقى عبد القادر صوفي، آخر إنتاج لدائرة المسرح، حيث إنّ هذا العمل المسرحي الدرامي الذي جرت كلّ تدريباته بمسرح باتنة الجهوي، كانت كلّها تقوم على أشعار كاتب ياسين ومالك حداد بشكل أساس إلى جانب بعض الشعراء الجزائريين الذين أتوا بعدهما، حيث يأخذ العرض منحى غنائيا وكوريغرافيا، تمتزج فيه اللوحات الراقصة وتعابير الجسد بالشعر والغناء.