"شهرزاد العرب" تطل على الشاشة الرمضانية

جوائز دولية وألقاب والرجوع لتراثنا فضيلة

جوائز دولية وألقاب والرجوع لتراثنا فضيلة
الحكواتية السيدة نعيمة محايلية
  • 1060
مريم. ن مريم. ن

تطل الحكواتية المعروفة السيدة نعيمة محايلية على الشاشة الصغيرة، حاملة معها أجمل نصوص التراث الشعبي، بأدائها المسرحي المتمكن ذي السيناريو مكتمل الأركان، وباختيارها لكل ما قل ودل، فهي تجيد اختصار الحكايا دون الإضرار بالمعاني، ما جلب إليها اهتمام الجمهور، وجعل شهرتها تمتد إلى دول المغرب العربي والخليج وجنوب أوروبا، لتحوز على لقب "شهرزاد العرب".

اعتاد الجمهور على الاستماع للسيدة نعيمة، من خلال سهرات "قعدتنا جزائرية"، ففي كل مرة لها حكاية تحمل دروسا ومعان ورسائل، في قالب بسيط وجذاب، وترفض الخروج من الأسلوب التقليدي المطعم بالسحر والخيال، وتستعين بصوتها أيضا، حيث تختار الطبقة المناسبة بين الهدوء والارتفاع، وفق مجريات الأحداث.يتابع الحضور باهتمام، الحكاية التي لا تتعدى في الغالب 15 دقيقة، تتضمن التشويق والانبهار والحركة والملامح والإيحاءات والصوت، مع حرص المتابعين على اكتشاف النهاية، التي غالبا ما يتبعها مثل شعبي أو حكمة، ورغم أن السيدة نعيمة تبدو في منتهى الهدوء خلال السهرة، لكنها في فقرتها تستعين بكل الانفعالات، من غضب وخوف وضحك وحيرة وغيرها، تبعا لأحداث القصة المروية، وزادتها اللكنة العاصمية القديمة إبداعا وتميزا، كل ذلك جعل من فقرتها تعيش لمواسم رمضانية متتابعة.

تكتنز السيدة نعيمة نصوص وملاحم التراث، بما فيه البوقالات والمحاجيات والحكم والأمثال، بصوتها الجميل، وتستعين أيضا بالحكاية على لسان الحيوانات، محملة بالحكم والعبر والمعاني الإنسانية، مما زاد من قعدات رمضان أصالة.تشتغل الأستاذة نعيمة على السرد في حالته الخام، أي كما كان يحكى منذ مئات السنين، وبطريقة الجدات والرواة الذين انتشروا في كل أنحاء الجزائر، وساهموا في حفظ الذاكرة وتراثنا الثقافي الشعبي.

للإشارة، فقد تعلمت هذه الحكواتية المحترفة عن يد الأستاذ سي محمد بغدادي، في ورشته بالمكتبة الوطنية، تقنيات السرد، لمدة تسع سنوات كاملة، لتدخل بعدها معترك السرد والبحث، من أجل جمع التراث في العديد من مناطق الجزائر، منها منطقة القبائل.قدمت خلال مسيرتها كحكواتية لأكثر من 20 سنة، الكثير من أجل إحياء الحكاية الشعبية الجزائرية داخل وخارج الوطن.

نالت هذه الحكواتية الكثير من الجوائز الدولية الهامة، ولها عدة عروض ومشاركات في العديد من دول العالم، منها فرنسا وإسبانيا وغيرها، كما لها حضور قوي في العالم العربي، ابتداء من المغرب العربي، كتونس والمغرب، وكذا في الأردن ولبنان، ثم في الخليج العربي، الذي كرمت به ونشطت عدة فعاليات وورشات، وأطلق عليها "لقب شهرزاد العرب".

من مشاركاتها، كانت في المسرح الدولي بلبنان، وفي المهرجان الدولي في المغرب، وقضت 8 أشهر ما بين فرنسا وإسبانيا، رغم جائحة "كورونا"، حيث قدمت ورشة كتابة في إقامة فنية بإسبانيا، وسبق أن كانت من أبرز المشاركين في ملتقي الراوي بالشارقة في الإمارات، ومهرجان مسك جدة في السعودية، وفي الأردن قامت بورشة خاصة مع مجموعة من البنات اللاجئات السوريات، وفي تندوف كانت لها تجربة أخرى مع أطفال الصحراء الغربية المحتلة.قدمت عدة ورشات تدريبية في الإقامات الجامعية والمدارس بالجزائر لمدة 7سنوات، مع تكوين في ورش تدريبية لمختصين في الفنون والثقافة.

وتبقى السيدة نعيمة تطل كل سهرة رمضانية على "سميرة تيفي"، لتقدم فنا آخر لم يمسسه التلوث، ولم تغريه الأرباح التي تزول، ويبقى أثر تراثنا الزاخر.