شاهدٌ على الوجود الروماني بمعسكر

جهود حثيثة لتثمين المعلم الأثري "آلا ميليارية"

جهود حثيثة لتثمين المعلم الأثري "آلا ميليارية"
  • القراءات: 1236
ق. ث ق. ث

يبذل قطاع الثقافة والفنون بمعسكر، جهودا حثيثة لتثمين المعلم الأثري "آلا ميليارية" ببلدية البنيان؛ من خلال حمايته من كل المخاطر التي قد تهدده؛ سواء كانت بشرية أو طبيعية. وأوضحت مديرية الثقافة والفنون لوأج، أن هذا الموقع الأثري المتربع على مساحة4،5 هكتارات والذي هو عبارة عن بقايا حجرية، تم تشييده من قبل الجيش الروماني سنة 201 ميلادية، مشيرة إلى أنها تبذل "جهودا كبيرة من أجل تهيئته؛ بغرض المحافظة عليه".

وشرعت المديرية مطلع السنة الجارية، في مساع لتصنيف هذا المعلم الأثري تراثا ماديا وطنيا، استنادا إلى المتحدثة، التي أبرزت أن هذه الإجراءات تشمل في مرحلتها الأولى، إعداد ملف لتسجيل هذا الموقع الأثري ضمن قائمة الجرد الإضافي المقترحة للتصنيف في قائمة التراث المادي الوطني، تحت إشراف مختصين بمصلحة التراث الثقافي. وسيساهم تصنيف هذا المعلم الأثري ضمن قائمة التراث المادي الوطني، في تسجيل حفرية علمية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فضلا عن تخصيص اعتمادات مالية لترميمه، وتجسيد سور وقائي، ومسلك مؤدّ إليه.

كما شرعت الهيئة، منذ مطلع السنة الجارية، في تنظيم زيارات بيداغوجية إلى هذا الموقع، لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية ومتربصي المرافق التكوينية وطلبة الجامعات ومنخرطي جمعيات ذات طابع ثقافي وشباني ورياضي، للتعريف به. وعلاوة على ذلك، بُرمجت ضمن برنامج شهر التراث للسنة الجارية، محاضرات ومداخلات علمية، ستسلط الضوء على هذا الموقع الأثري، لا سيما من الناحية الأكاديمية، من تنشيط أساتذة وباحثين من جامعة "مصطفى سطمبولي" لمعسكر، يضيف نفس المصدر.

ومن جهة أخرى، يُعد "آلا ميليارية" من أهم المواقع الأثرية الشاهدة على فترة الوجود الروماني بولاية معسكر، يكتسي قيمة تاريخية وحضارية، ويمثل ثراء من خلال التحف والقطع الأثرية التي يتوفر عليها. ويقع هذا المعلم الأثري بإقليم بلدية البنيان على الضفة الشمالية لواد تاغية؛ حيث تم تشييده في سنة 201 ميلادية، كمركز لفرقة عسكرية مكونة من جنود الرومان، تزامنا مع فترة حكم الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس، حسب ما عُلم من مديرية الثقافة والفنون.

ويُعد هذا المعلم الذي يعود أصل تسميته إلى "جناح الألف فارس"، من أهم المعسكرات الرومانية الواقعة على حدود الخط الدفاعي الثاني بمقاطعة موريتانيا القيصرية؛ حيث يحتوي على أبراج ببعض زواياه، إلى جانب بقايا حجرية لمركز قادة الجيش الروماني ولسور خارجي، وكنيسة دوانتية. وأثبتت نتائج حفريات أجريت خلال سنة 1899، أن مساحة هذا المعسكر تصل إلى حوالي 4،5 هكتارات، وبذلك يُعد الأكبر من نوعه في إفريقيا، استنادا إلى نفس المصدر.

وتشير دراسة أجريت من قبل الباحث الفرنسي في علم الآثار "لونوار"، إلى أنه تم في القرن الخامس ميلادي، تشييد كنيسة دوناتية في محيط هذا المعسكر، تضم بقايا حجارة، ونقوشا مكتوبة باللاتينية، كانت محل بحث معمق من قبل باحثين في علم الآثار بعدد من جامعات الوطن. وبغية حماية هذا الموقع الأثري، قامت المديرية، مؤخرا، بمراسلة مصالح بلدية البنيان؛ لتجسيد مسلك مؤدّ إليه، فضلا عن إنجاز سياج في سياق المساعي الرامية إلى تثمينه، مثل ما أُشير إليه.