الكاتب محمد الكرتي ضيف "كريشاندو":

جمهور الأدب الغرائبي بالجزائر موجود وينتظر تلبية حاجاته

جمهور الأدب الغرائبي بالجزائر موجود وينتظر تلبية حاجاته
الكاتب محمد الكرتي
  • القراءات: 792
لطيفة داريب لطيفة داريب

استغرب الكاتب محمد الكرتي، غياب الأدب الغرائبي في الجزائر رغم الفيض الكبير من الأساطير والحكايا الغريبة التي تزخر بها، مضيفا أنّ لهذا الأدب قراءَه في الجزائر، وهو ما يظهر جليا من خلال تتبعه أفلام الفنتاستيك والخيال العلمي.

استضافت مدرسة الفنون "كريشاندو" بالبليدة، أول أمس، الكاتب محمد الكرتي، الذي بعد أن غاص سنوات طوالا في الفن السابع، قرر أن ينشر أول كتاب له، متمثل في مجموعة قصصية موسومة بـ"قصص عن العالم الأدنى".

وفي هذا السياق، قال الكرتي إنه لم يشأ أن تكون قصصه طويلة حتى يكون سعر مجموعته مناسبا للجميع، مضيفا أن حجم الكتاب ليس له علاقة بجودة مضمونه، ليتساءل عن كيفية تقديمه كتابه أمام الجمهور بدون أن يكشف عن المفاجآت التي تنتهي بها كل قصة من عالم أدب الفانتساتيك أو الأدب الغرائبي، الذي تنتمي إليه معظم قصص المجموعة.

ورغم هذه الحيرة حاول الكاتب أن يكشف، ولو قليلا، عن فحوى بعض القصص من دون التطرق لنهايتها؛ مثل قصة "دورة" التي قد تكون الأقرب إلى قلب الكاتب؛ لأنها تتحدث عن كاتب يعيش أحداثا تعيد نفسها بتغيرات طفيفة، نعم.. ولكن قد تكون نتائجها كبيرة.

أما قصة "كوفيديوم" فتناول فيها الكاتب الذي يرأس نادي سينما بمعسكر منذ سنة 1988، مستقبلا مريرا لمدينة تعرّض سكانها لمرض، وهي تدخل في أدب ديستوبيا أو المدينة الفاسدة؛ أي تجري أحداثها في مجتمع خيالي مخيف أو فاسد، بينما شارك محمد بقصته "كوسيتم" في مسابقة نظّمها المعهد الفرنسي. أما قصة "تأخّر مرعب" فقد شارك بها في مسابقة نظمتها "راديو فرانس" منذ زمن بعيد.

واعترف الكاتب بعدم اندراج جميع قصصه في الأدب الغرائبي، وأن القليل منها ينضوي تحت لواء أدب الخيال العلمي، مضيفا أن حادثة وقعت لرجل عاد إلى دياره بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ليجد نفسه بعد أن أخطأ في عنوان بيته، أمام مخلوق غريب، وهو ما كتبه في قصتين اثنتين وهما "الزاوية" و"تأخّر مرعب"، علاوة على القصص الرهيبة التي قصّها عليه راق.

كما تحدّث ضيف "كريشاندو" عن رد دار النشر "القصبة" التي نشرت كتابه حينما أرسله لها؛ إذ أخبرته بأن القصتين "الموعد" و"الجميلة والسيد أل" ليستا مثل الأخريات؛ أي أنهما قصتان واقعيتان عكس القصص الأخرى التي تدخل في الأدب الغرائبي وأدب الخيال العلمي، فأجابهما أنه تناول فيهما شخصيتين غير سويتين، وأن تصرفاتهما غريبة، وبالتالي فإن هاتين القصتين لهما مكانة في المجموعة.

وبالمقابل، تحدّث الكرتي عن المؤلفين الذين تأثر بكتاباتهم مثل ماتيزون وكرافت وساندرلي، وكذا بالفن السابع الذي شغف به منذ صغره، ليسيّر رفقة زملاء له، نادي سينما معسكر منذ سنة 1988، ثم يتوقف عمله في زمن الكوفيد. وسيعود مجددا في فترة قريبة.

وخلال المناقشة التي تبعت الندوة، ذكر الكاتب بوخنوف، واقعية بعض قصص محمد الكرتي؛ مثل القصة التي تناول فيها الكوفيد قائلا: "لو أن هذا الوباء تحوّل أكثر لربما عشنا وقائع قصة "كوفيديوم"، ليتدخل الكاتب ويؤكد أن الكثير من القراء لا يحبون الأدب الغرائبي ولا أدب الخيال العلمي، لكنهم أعجبوا بقصص هذه المجموعة التي ستلحقها مجموعة ثانية قريبا، وأكد قائلا: "من لا يحب نوعا مخصصا من الأدب يعني أنه لم يقرأ بعد الكتاب الجيّد فيه". وتابع أنّ في الجزائر جمهورا واسعا للأدب الغرائبي وأدب الخيال العلمي. كما تزخر الجزائر بكم هائل من الأساطير وحكايات الأغوال، وغيرها لم نستغلها، وبالتالي لم نستطع تطوير مخيلة أطفالنا.