سكيكدة

"جماليات الخطاب الروائي عند إبراهيم الكوني" في منتدى الكتاب

"جماليات الخطاب الروائي عند إبراهيم الكوني" في منتدى الكتاب
الدكتورة نسيمة علوي، أستاذة محاضرة
  • 95
 بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

استضاف العدد 51 من منتدى الكتاب الذي تعدّه المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لسكيكدة، مساء أوّل أمس، الدكتورة نسيمة علوي، أستاذة محاضرة بكلية الآداب واللغات بجامعة 20 أوت 55، في جلسة إبداعية نقدية علمية نشّطتها الدكتورة سماح طاجين باقتدار كبير، ناقش من خلالها الحضور من أساتذة ودكاترة وأدباء وطلبة أمّوا قاعة المحاضرات الكبرى للمكتبة كتابها الموسوم بـ: "جماليات الخطاب الروائي عند إبراهيم الكوني ـ دراسةـ«.

عند تعريفها بالكتاب، اعتبرت الدكتورة نسيمة علوي، مسيرة الروائي الليبي إبراهيم الكوني، مسيرة حافلة بالإبداع والتميّز، وأنّ تجربته الإبداعية الجديدة، قدّم فيها تصوّرا مختلفا عمّا كتبه من قبل، حيث استبدل التمويه الجغرافي بالتحديد الجغرافي لمكان الحدث المتمثّل في حر طرابلس، فحلّ القصر والقلعة محلّ الواحة ورمال الصحراء الكبرى، معتبرة أنّ الاعتماد على أقوال الشخصيات وحركتها في بناء النص السردي الجديد، أدّى إلى التجريب الإجناسي الفاعل ـ كما قالت ـ، وأدّى ذلك البناء، إلى إغفال هيمنة مقولة المكان الصحراوي وبالتالي الخروج من قاعدة التأسيس لأدب الصحراء إلى الكتابة عن أدب ليبيا.

وفيما يخص طرائق الحكي عند إبراهيم الكوني، قالت الدكتورة نسيمة علوي، أنّ الكتابة السردية عند هذا الأخير، تميّزت في أعماله الأولى باستعمال اللغة الإبداعية التي توظّف العناصر الجمالية للّغة المجازية ذات الدلالات، وأوضحت الدكتورة أنّ أدبية الحكي المتخيّل عند الكوني، تأسست في مدوّناته البكر التي أولت اهتماما بالغا لظاهرة الوصف المكاني، في حين تغيّر النسق اللساني للملفوظات الحكائية في أعماله الجديدة، ومن ثمّة اعتبرت، أنّ الروائي الليبي إبراهيم الكوني، عمل على تأسيس مفهوم أدب المكان الصحراوي.

وفي معرض حديثها، أوضحت الدكتورة نسيمة علوي، أنّ السرد يقوم فيما يقوم عليه على 3 مَقولات مهمّة، تتعلّق بحضور الشّخصية والزمن والمكان في الخطاب المتخيّل، إذ لا يمكن ـ كما قالت ـ أن يتحقق التركيب السردي دون تضافر تلك المقتضيات الأساسية لبناء أي محكي، أمّا اهتمام الروائي بعنصر دون آخر، فإنّ ذلك يخضع للمنطلقات الفكرية والجمالية التي من أجلها وضعت القصة.واعتبرت من خلال النقاش الذي دار حول كتابها وكذا حول مجموع من القضايا الفكرية، أنّ النخبة هي التي تصنع الوعي وتغيّر إيجابا المشهد الثقافي، وأنّ المثقّفين هم من يساهمون في صناعة نشء يحب وطنه، كما أنّ الثقافة هي التي تبعث على الأمل.

ومن السرديات المضادّة إلى السرديات المركزية، قالت الدكتورة، أنّنا اليوم أصبحنا نشهد عودة للسرديات لاسيما في كتابات الشباب رغم أنّ النصوص الجديدة اليوم، أضحت تتميّز بغياب المحتوى وأنّ الجمالية تعتمد على الذوق التي تغيّرت من أرسطو إلى اليوم، معتبرة المنهج البيني هو المنهج الأنسب الذي يفجّر الطاقات.