السهرة الرابعة من مهرجان جميلة الــ13

جسار يرحل بجمهوره إلى عالم الرومانسية

جسار يرحل بجمهوره إلى عالم الرومانسية
  • القراءات: 665
منصور حليتيم منصور حليتيم

تتواصل بمدينة كويكول الأثرية فعاليات مهرجان جميلة العربي في طبعته الثالثة عشرة، ويتواصل معها جو الطرب وليالي السمر، مع ألمع ما أنجبت الساحة الفنية العربية، حيث استمتع الجمهور الحاضر في الليلة الرابعة مع باقة فنية متنوعة امتزجت فيها الأغنية الرومانسية الهادئة بالأغنية السطايفية والطابع الرايوي، ما أعطى السهرة طابعا مميزا ساهم في إنجاحه الجمهور الغفير بامتياز.

كانت السهرة الرابعة من مهرجان جميلة العربي ناجحة بكلّ المقاييس، سواء من حيث الأطباق المقدّمة أو الحضور المكثّف للعائلات، فبالرغم من التغيير الطفيف الذي طرأ على البرنامج في آخر لحظة، بإعلان القائمين على هذه التظاهرة الفنية غياب الفنانة الجزائرية حسيبة عمروش لظروف صحية، حسبما أفادت به المكلفة بالإعلام على مستوى الديوان الوطني للثقافة والإعلام، إلاّ أنّ الثلاثي الذي تداول على الركح، عرف كيف ينسي الجمهور في التغيير الذي طرأ على البرنامج، ويمتعه بأحلى الأغاني، كلّ حسب طابعه وأدائه.

كان للقادم من بلد الأرز الفنان، وائل جسار، حصة الأسد في هذه السهرة، ببقائه على الخشبة لمدة تزيد عن الساعة من الزمن، كانت على مرحلتين سافر بها بجمهور جميلة دون تأشيرة إلى لبنان، قدّم فيها باقة من أروع ما جادت به قريحته من الأغاني الرومانسية الهادئة، كسر بها هدوء ساحة «سيبتيم سيفير»، بعدما راح عشّاقه من الحضور يردّدون معه جميع أغانيه القديمة والجديدة، التي استهلها بأغنيته الشهيرة التي لقيت نجاحا كبيرا وسط الساحة الفنية العربية، بعنوان «غريبة الناس» وأغاني «جرح الماضي» و»بتوحشيني « و»بيع حالة»، المرحلة الثانية أبى فيها صاحب الصوت الهادئ إلا أن يميل عن المألوف بتقديم طبق مميز لعشاقه من التراث اللبناني الأصيل، على الدبكة غنى وائل مجموعة من الأغاني التي رقص عليها الجمهور منها أغنية «بنت الشلبية» قبل أن يغادر الخشبة بتقديمه آخر إنتاجاته وجديده الفني لسنة 2017، أغنية «استقالة حبي».

ثاني فنان اعتلى الخشبة، كان ابن مدينة العلمة صالح العلمي، الذي وفّق إلى حدّ كبير في استقطاب الحضور وزعزعة الساحة بصوته الصداح الذي ألفه عشّاقه، وكانت أوّل أغنية له من ريبرتواره الفني القديم، الأغنية التي فتحت له أبواب الشهرة «بنت الباطيمات» التي تجاوب معها الجمهور بالرقص والتصفيق، ليعرّج بجمهوره بعد ذلك إلى جديده الفني من الطابع السطايفي مع أغنيتي «مولات الحجاب» و»داوها عليا»، قبل أن يفسح المجال لابن الباهية وهران الشاب مراد، الذي تمكّن هو الآخر من الإبقاء والحفاظ على سخونة الساحة بتقديمه باقة أغاني من الطابع الرايوي، استهلها بأغنيته التي فتحت له أبواب الشهرة بعنوان «حبيبي شو غيرك» وهي أغنية خليجية بطابع رايوي بحت، بالإضافة إلى مجموعة من الأغاني على غرار «مقابل البحر» و»هاكي صوالحك».

أما جمهور السهرة الخامسة فكان على موعد مع باقة فنية جزائرية لبنانية بتوقيع سمير رمضان والشاب فارس، والفنانة راضية منال وعماد أمير، إلى جانب المطرب اللبناني سعد رمضان، فيما ستكون السهرة السادسة من المهرجان جزائرية مائة بالمائة، يتداول على خشبتها كل من حكيم صلحي، نورة قناوة، رضا سيكا والشاب بلال.

وائل جسارلي الشرف أن يجمعني ديو بفنان جزائري 

أثنى النجم اللبناني صاحب الأغاني الرومنسية الهادئة، وائل جسار، أثناء عقده ندوة صحفية على هامش مهرجان جميلة، على عمل الأسرة الإعلامية بالجزائر، التي قال بشأنها «تتعب كثيرا مع الفنانين، وهي صوتنا للوصول لكلّ العالم»، معتبرا إياها الرجل الخفي الذي يوصل صوت الفنان للناس، معيبا في نفس الوقت على بعض وسائل  الإعلام العربية التي تعتمد على فكرة من يدفع أكثر يكتب عنه أكثر، وهي الظاهرة التي لم يرها في الجزائر منذ أن حطّ الرحال بها لأوّل مرة.

وعن رأيه بما تعيشه بعض الدول العربية الآن من ناحية الاستقرار الأمني ورسالته كفنان عربي، أكّد جسّار أنّ ما تمرّ به الدول العربية الآن، عبارة عن غيمة صيف وستزول، وأنّه يؤمن بغد أفضل، ولهذا يجب على كلّ عربي التفكير إيجابيا حتى تمر هذه الأزمة، ولا يجب أن يكون هناك إحباط، لأنّ ذلك ما يريده العدو.

وعن رسالته كفنان، صرح جسار أنّه كفنان عربي يحمل في فنه كلّ رسائل الحب والفرح، متمنيا أن يكون قد أدخل الفرحة في قلب كلّ عربي، وبخصوص مشاركاته في مهرجان جميلة، أشار إلى أنّه تعوّد على الجمهور الجزائري وأصبح بينهما حب متبادل، وقال «هو جمهور واحد لا يتغيّر..ذواق للفن الأصيل».وعن رأيه في أداء تترات المسلسلات، أوضح أنّه من بين الفنانين الأوائل الذين قدّموا تترات مسلسلات مصرية، لمدة تزيد عن 10 سنوات، وكان آخرها مسلسل «أريد رجلا» الذي بث منذ أزيد من سنتين، لكنّه فضّل أخذ وقت للراحة، قبل أن يستعيد نشاطه، ويقدّم الشيء الذي يناسبه ويناسب المجتمع العربي، وأبدى جسار، حبه الكبير وعشقه للفنان الشاب خالد الذي تمنى أن يكون هناك عمل مشترك بينهما، مبديا استعداده في نفس الوقت لأداء ديو مع أيّ فنان جزائري.

آسيا عوفي