الفنان التشكيلي عبد الغني بودواية لـ"المساء":

جائزتي الدولية فخر لبلدي وأدعو إلى التكفل بالفنانين الشباب

جائزتي الدولية فخر لبلدي وأدعو  إلى التكفل بالفنانين الشباب
الفنان التشكيلي عبد الغني بودواية
  • القراءات: 610
لطيفة داريب لطيفة داريب

عبد الغني بودواية، فنان تشكيلي جزائري، عازف على آلتي البيانو والقيثار ومصور هاو، تحصل على الميدالية الذهبية في المسابقة التي نظمها الملتقى الدولي للفنانين العرب في جانفي 2020، في دولة مصر، كما يعكف على إنجاز فيلم وثائقي عن الشيخ بوعمامة.. "المساء" اتصلت بالفنان متعدد المواهب وأجرت معه هذا الحوار.

❊❊ اعتُبر الرسم بالنسبة لعبد الغني بودواية هواية، إلى أن أصبح عنصرا مهما في حياتك، حدثنا عن هذه النقلة؟

انجذابي للفن التشكيلي، وبالدرجة الأولى للرسم، كان منذ الطور الابتدائي، فقد كنت مولعا بحصة الرسم والأشغال اليدوية، وزاد اهتمامي به في الطور المتوسط، حيث شاركت في مسابقات ما بين المتوسطات، ليكبر هذا الولع أكثر في الطور الثانوي، حيث بدأت بوادره تتضح بشكل أكبر، فكان اختياري لدراسة الفنون التشكيلية بتلمسان، عنوانا لهذا التوجه الذي أردت تبنيه في حياتي.

أعتبر نفسي عصاميا، رغم تخصصي الجامعي في الفنون التشكيلية

❊❊ تعتبر نفسك عصاميا، رغم أنك خريج جامعة تلمسان تخصص فنون تشكيلية، إلى ما يعود ذلك؟

يعود ذلك إلى أنني لم استفد كثيرا في دراستي من الجانب التطبيقي، فجل الدروس كانت منصبة حول الجانب النظري، بما فيها مادة تاريخ الفن وغيرها، لهذا أقول بكل صراحة، إنني لم أستفد من الجامعة شيئا، ما عدا حصولي على شهادة التخرج. فقد كان طموحي أكبر من الواقع الذي صادفته أمامي .لهذا أنا أعتبر نفسي فنانا عصاميا دخل غمار الرسم ولن يخرج منه سالما.

❊❊ عصامي؟ وفائز بالميدالية الذهبية في المسابقة التي نظمها الملتقى الدولي للفنانين العرب في جانفي 2020 في مصر، كيف ذلك؟ 

فعلا، لقد تحصلت على "الميدالية الذهبية" (المرتبة الأولى) في المسابقة التي نظمها الملتقى الدولي للفنانين العرب في جانفي 2020، في دولة مصر، كانت مشاركتي عن طريق الأنترنت، حيث كنا حوالي 32 مشاركا، وتم اختيار عملي كأحسن عمل، من خلال عملية التصويت، وفزت بذلك بالميدالية الذهبية، لكن، بفعل الظروف الراهنة، لم أستطع الذهاب إلى دولة مصر لحضور حفل التكريم، لهذا تم إرسال الميدالية الذهبية مع صديق لي كان في مصر.

❊❊ عن أي عمل توجت في المسابقة العربية؟

المسابقة كانت افتراضية، وطُلب منا إرسال الأعمال عبر البريد الإلكتروني، اخترت صورتين، واحدة لحصان وأخرى لفتاة وكانت آخر لوحة رسمتها، والحمد لله الذي وفقني في تحقيق هذا الفوز.

❊❊ هل من كلمة عن هذا التتويج؟

أحمد الله على هذا التتويج، والحمد لله أنني شرفت ومثلت الجزائر عموما، وولايتي النعامة خصوصا، هذا الفوز يعتبر شرفا وفخرا لي، لأنني استطعت أن أقدم ولو القليل لبلدي الجزائر، دون أن أنسى عائلتي ورد الجميل للوالدين الكريمين اللذين تعبا من أجلي كثيرا.

❊❊ حدثنا عن فوزك في المسابقات الوطنية في الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي؟

بدأت رحلتي مع المسابقات سنة 2011، حيث نلت المرتبة الأولى ولائيا في الرسم في مسابقة ما بين المتوسطات، كما فزت سنتي 2014 و2016 بالمرتبة الأولى ولائيا في الرسم في مسابقة ما بين الثانويات.

أما بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي، فقد فزت في العديد من المسابقات، أهمها نيلي للمرتبة الأولى في مسابقة أحسن "vlog" سياحي في ولاية النعامة في جانفي 2021.

 لا آمل في إنشاء سوق للفن التشكيلي

❊❊ هل تخصصك في الأسلوب الواقعي، يعبر عن اكتفائك بالواقع؟

صراحة، لم أتخصص في رسم الأسلوب الواقعي، فكما سبق وقلت، إننا  لم ندرس الجانب التطبيقي في الجامعة بشكل واسع، لكنني في طبعي متمسك بالواقع وهارب من الخيال، لهذا أعمل على أن تكون رسوماتي أقرب للحقيقة بأكبر قدر ممكن.

❊❊ قد تفكر مستقبلا، في تغيير الأسلوب الفني الذي تتبعه حاليا؟

حقيقة، لا أفكر في تغيير الأسلوب الفني الذي أتبعه، لأنني أنتهجه عن قناعة، فمنذ أن بدأت بالرسم، أحاول أن تكون أعمالي أقرب للحقيقة.

❊❊ هل يسعى عبد الغني لأن تكون له بصمة فنية؟

نعم، أسعى لأن تكون لي بصمة فنية، فيجب على الفنان أن يترك أثرا في الساحة الفنية.

❊❊هل تحتك بالفنانين التشكيليين الجزائريين؟ أم أنك تكتفي بفنك؟

أكيد احتكاكي كبير بالتشكيليين الجزائريين، وشرف لي أن أتعلم منهم، ومن بين الفنانين الجزائريين الذين تأثرت بهم، أذكر الفنان عبد الهادي طالبي، الذي كلما رأيت عملا من أعماله، أعجبت بتفاصيله الأقرب إلى الواقع، إضافة إلى قدرته العالية على التحكم في الألوان. كما أنني لا أكتفي بفني، بل أتعلم ممن هم أكثر خبرة منا.

❊❊ هل تمارس الفن التشكيلي بعد تخرجك بشكل متواصل؟ هل تسترزق منه؟

نعم، أمارس الفن التشكيلي، لكن كموهبة وليس وظيفة، وهذا هو المشكل الذي قد أشترك فيه مع العديد من الفنانين من خريجي مدارس الفنون الجميلة، فلا توظيف ولا سوق فنية تحتضننا، لهذا فالفنان التشكيلي يعيش في أزمة.

أعتقد أنني قدمت الكثير للفن، إلا أنه لم يرد لي جميلي، فكم من مرة اضطررت لشراء أدواء الرسم، بدلا من شراء أغراض أخرى، بسبب تهميش الفنان وعدم تقديم يد العون له من طرف الجهات المعنية، إضافة إلى غياب مناصب الشغل، فالفنان في الجزائر لا يمكن أن يعتمد على الفن كمصدر للرزق.

واقع الفن في الجزائر لا يبشر بالخير

❊❊ إذن تعتبر أن واقع الفن التشكيلي في الجزائر غير مزهر تماما؟

واقع الفن بشكل عام في الجزائر لا يبشر بالخير، فرغم التطور الذي أحرزه القطاع الفني، إلا أن ذلك لا ينفي وجود عراقيل ومشاكل تواجه الفنان الجزائري، خاصة أن أغلبية الفنانين الجزائريين لم يتحصلوا بعد على بطاقة فنان، تساعدهم في تعاملاتهم، خاصة مع منظمي المهرجانات والنشاطات الثقافية الوطنية والدولية، لهذا أدعو المسؤولين في القطاع الثقافي إلى فتح المجال للشباب، فهناك طاقات ومواهب ضاعت ونحن كشباب نأمل بغد أفضل.

❊❊هل تؤمن بفكرة إنشاء سوق للفن التشكيلي في الجزائر؟

لا أؤمن بهذه الفكرة، لأن المجتمع الجزائري يتعامل مع الفن والثقافة على أساس أنهما ترف زائد، أو أنهما مجرد إضافة، بالتالي غيابهما مثل حضورهما، لكن كل هذه الآفات الاجتماعية التي يعاني منها مجتمعنا، مردها عدم إشباع الأطفال والشباب بالفن والثقافة، فشعب بلا فن أو قيم جمالية، هو شعب ميت ومفلس في أرصدة التاريخ.

❊❊ هل تملك بطاقة فنان؟

لا أملك بطاقة فنان، سبق وأن قدمت ملف طلب الحصول عليها بمديرية الثقافة سنة 2019، لكن بدون جدوى. ومن ثمة تم الاتصال بي لاحقا كي أجدد الملف. أتمنى من الوزارة توزيع بطاقات الفنان في أقرب وقت، لأنها تسهل العمل للكثير من الفنانين.

❊❊هل أثرت جائحة "كورونا" على عملك الفني؟

نعم أثرت كثيرا، فكما هو معروف، خلال جائحة "كورونا" قل العمل، فكان من الصعب عليّ شراء أدوات الرسم، مما جعلني أغيب عن الفن بسبب قلة الإمكانيات.

❊❊هل تهتم بالترويج لأعمالك على مواقع التواصل الاجتماعي؟

أرسم الواقع ولا أحب التغلغل في الخيال

نعم أعمل على ذلك، لدي صفحة "فايسبوك" باسمي، فيها عدد معتبر من المعجبين، يحفزونني كلما نشرت عملا جديدا. 

❊❊ ما الذي دفعك إلى تعلم العزف على البيانو والقيثار؟

الأمر الذي دفعني لتعلم البيانو والقيثار هو الفراغ الذي كنت أعاني منه، فتعلمت العزف على البيانو في 2011، وعند حصولي على البكالوريا تعلمت العزف على القيثار في الجامعة مع أصدقائي سنة 2016.

سأنهي الفيلم الوثائقي حول بوعمامة نهاية رمضان

❊❊ حدثنا بالتفصيل عن مشروعك المتمثل في إنجاز فيلم وثائقي عن الشيخ بوعمامة؟

هذا أهم مشروع أعمل على إنهائه، وهو إنجاز فيلم وثائقي عن المجاهد الشيخ بوعمامة، صاحب أطول مقاومة شعبية في الجزائر، أردت من خلال هذا العمل، أن تكون لي بصمة في الجانب التاريخي الخاص بالمنطقة، وبالجزائر ككل.

تبدأ أحداث الفيلم منذ مرحلة الطفولة للشيخ بوعمامة، إلى مرحلة قيادته للمعارك، حيث أصور المعارك بمساعدة أصدقائي الفرسان الذين لا أنسى دعمهم لي، وكذا لأصدقائي الممثلين.

أما تأخري عن إتمام العمل، فيعود إلى غياب الدعم، خاصة الملابس التي يحتاجها الممثلون، لكن إن شاء الله، سأنتهي من تصويره، ومن ثمة أعمل على ترويجه.

❊❊ هل من كلمة نختم بها هذا اللقاء؟

❊❊ أريد أن أشكر جريدة "المساء" التي أتاحت لي فرصة الحديث عن مسيرتي الفنية، وكلمة شكر إلى الذي بذل جهد السنين من أجل أن أعتلي سلالم النجاح؛ والدي العزيز، وإلى من خص الله الجنة تحت قدميها؛ والدتي العزيزة، وإلى كل من قدم دعمه لي.